| عزيزتـي الجزيرة
عزيزي القارئ.. سلام الله عليك، وعسى أن تكون بخير، ونجاح في عملك وحياتك، وأذن لي أن أذكر لك ما أراه على أرض الواقع من أمور غريبة، تجعلني أشك في استمرارية النجاح في أي عمل.. ولا أحب أن أتحدث فيما لايخصني ويلامس واقعي، لذا سأنقل إليك ما أفكر به، ولكن من بين أسوار المدرسة، هل وافقت على كلامي؟ حسناً إذاً أكمل القراءة واحكم في النهاية:
حين يزور المدرسة واحد من المشرفين التربويين، فإن أول ما يتحدث به ويسأل عنه «السجلات» والأعمال الكتابية، والخطط والبرامج المكتوبة.. ناسياً أن ما بين دفتي كل واحد من هذه السجلات قد كان في الغالب حبراً على ورق. ولم يفتح الا لهذا المشرف، بينما تجد الواقع يتكلم عن شيء آخر بعيد كل البعد عن أوراق وقع عليها المشرف التربوي «مع الشكر» لصاحبها.
فيا أخي «المشرف» العزيز، أنا مؤمن بأن التخطيط والإعداد، وتدوين الأفكار والبرامج والخطط مهمة وحتمية، ولكن حين تتوافق مع ارض الواقع.. فحين تزور المدرسة مشرفاً على إدارتها، حاول ان تدع الأوراق جانباً.. وأن تقتحم واقعها، تدخل الفصول وتحاور الطلاب، وتناقش المعلمين، وتتلمس الجوانب المهمة التي هي السبيل للارتقاء بالعملية التربوية ومستوى الطالب السلوكي والعلمي، أحضر أمامك عينات متنوعة من الطلاب المتفاوتين في مستوياتهم السلوكية والتعليمة والعلمية، أحضر المعلمين المتميزين، ومن هم بحاجة الى توجيه وسوف تصل الى الواقع الحقيقي، وهذا هو «الأهم».. الأهم أن ترى لهذا الإدارة دوراً تربوياً شاملاً لجميع الفئات من الطلاب والمعلمين، ومدى دوره في تحفيز السوي والمتفوق، وتقويم المنحرف الذي يعاني من مشكلات خاصة«أما ما تراه في السجلات» فلا أظنه ينفع.
والكلام يشمل جميع المشرفين على المواد الدراسية، والإرشاد والنشاط، لاتجعلوا همكم اكتمال الأوراق والنماذج وتعبئة السجلات المتنافس عليها في التصميم والاخراج، فقط اطلبوا ما يدور في المدرسة عن طريق المدير والطالب والمعلم، ولا أعتقد أنكم ستعجزون عن الحكم على من تريدون بعد الاستماع لمجموعة من الذين يتعامل معهم يومياً ويقدرون دوره أولاً بأول.
وتذكروا أن تعبئة الأوراق والسجلات تحتاج المزيد من الوقت، هذا الوقت الذي أراه هاماً جداً للقيام بعمل تربوي هادف.. وحين يأتي المشرف يرى «الأعمال المنفذة» حسب الظروف والإمكانات، ومن ثم يحكم على المعلم أو المدير أو المرشد أو رائد النشاط.
هذا ما أراه وأصدق به.. مع العلم أن الواقع لابد وأن يفرض نفسه.. فدعوني أكمل سجلاتي «السرابية» قبل ان يزور مدرستي أحد المشرفين ويقول:«أين سجلاتك؟» سأكتب حتى يصلني حكمك أيها القارئ «المثقف».. وإلى لقاء قريب.
جميل فرحان اليوسف
سكاكا الجوف
|
|
|
|
|