| عزيزتـي الجزيرة
نرى في بعض الأحيان ان بعضهم قام بتعديل اسمه من اسمه الحقيقي الموجود في بطاقته الشخصية أو سجله العائلي الى اسم آخر لأسباب ترجع لكون الاسم القديم لا يناسب ان يتسمى به أو انه من الأسماء غير المستحبة بين الناس أو فيها شيء من التشويه لصاحب الاسم عند تداوله. فانه يقوم بتغييره لهذه الأسباب وهذا شيء طبيعي ومقبول وتقوم الجهات المختصة في الأحوال المدنية بمساعدته في هذا الشأن.
ولكن عندما يكون الاسم عاديا ويقوم صاحبه بفرض اسم آخر يطلب ممن حوله من عائلته وزملائه بمناداته باسمه الجديد فإن هذا شيء يتحمله صاحب الاسم الذي اختاره وقد يكون أشبه بالاسم الفني الذين نشاهده في بعض الفنانين عندما يضعون لهم اسما فنيا يتم التعرف على شخصياتهم عن طريق هذه الأسماء وخصوصا عند بدايتهم الفنية، أو بعض الشعراء عندما يختار له أيضا ليتم التعرف عليه عن طريق هذا اللقب.
قام أحدهم وعمره يتجاوز العشرين عاما بتغيير اسمه من «علي» الى «خالد» وطلب من زملائه ان يكون اسمه الجديد هو خالد بدلا من علي في تعامله مع الجميع ممن يعرفونه أو يتعرفون عليه ما عدا معاملاته الرسمية التي تتطلب البطاقة الشخصية سواء في البنوك أو المراجعات الحكومية أو الأهلية التي تتطلب اتيان شخصيته فانه يكون اسمه «علي».
وهناك أسماء أخري لبعض النساء اللاتي تخلين عن أسمائهن بهذه الطريقة وفرضن لهن أسماء يتم استعمالها في المحيط الاجتماعي والعائلي دون الصفة الرسمية التي تحتاج لإثبات شخصية.
كل هذه المقدمة من تغيير الأسماء وهي تعني كبارا في السن تجاوزوا سن العشرين وأصبحوا يملكون القرار الخاص بهم، وهم من عملوا ذلك بأنفسهم من تغيير لأسمائهم سواء كان ذلك رسميا عن طريق الأحوال المدنية أو فنيا عن طريق التداول الشخصي بهذا الاسم في الأوساط الاجتماعية فقط.
ولكن عندما يكون التغيير لصغير في السن لا يتجاوز عمره ال 6 سنوات ومع بداية عمره الدراسي في المدرسة ورهبة المدرسة وبعد تجاوز الأسبوع التمهيدي لطلاب وطالبات الصف الأول الابتدائي. نلاحظ ان الطالبة في هذه السن ومع بداية حياة جديدة تذهب فيها الى المدرسة مبتعدة عن والديها الى وضع جديد يحمل الجدية في التعامل والنظام وشيء من القسوة أحيانا تختلف عن حنان الأم ودلال المنزل، الطفل بين أبويه وأخويه، ذهبت البنت الصغيرة الى المدرسة تحمل حقيبتها الخالية مع نهاية الأسبوع التمهيدي لتستلم كتبها المدرسية مبتدئة حياتها الدراسية الجديدة بشيء من الخوف والحذر الذي يلازم الطفل في هذه المرحلة.
قامت احدى المعلمات واستلمت كشف أسمائهن لتنادي اسم هذه الطالبة «منيرة» «منيرة» ولكنها لم ترد عليها إلا بعد عناء كبير وكأنها تعاني من ضعف في السمع وبعد ان سألتها عن السبب قالت ان اسمي «منار» وليس «منيرة»، بدأت البحث في السجلات وتأكد اسمها الأول الذي تمت مناداتها به كتب اسمها الحقيقي في سجلاتها وأدواتها المدرسية وبدأت عامها الدراسي بهذا الاسم الذي تم اختياره لها وسجل في سجلها العائلي وهو من الأسماء الحسنة التي لا يوحي المناداة به شيئا مع ان معظم زميلاتها في المدرسة يحملن مثل هذا الاسم الجميل.
استمرت الدراسة وهي تحمل هذين الاسمين وكأن الأمر يتطلب ان توضع في اختبار لمعرفة مدى تحملها لازدواج الشخصية وهي لا تدري ما هو الحل وما مصير هذه الأسماء التي تنادى بها في كل مكان.
عندما تعتاد على هذا الاسم في المدرسة مع زميلاتها ومعلماتها «منيرة» تفاجأ باسمها في منزلها «منار» لتعيش مرحلة ازدواجية في شخصيتها أدت بها الى ان تنال في معظم الأحيان عندما يكون الضغط عليها قاسيا في اطلاق الأسماء عليها معا في مكان واحد لتصرخ وتقول من أنا «منار أم منيرة» وتبقى على هذه الحال لتحمل معها كتبا ودفاتر واشعارات وأدوات تحمل اسمين مختلفين يخيفانها من هذه الأسماء. التي لا تقدم ولا تؤخر.
لا أحد يحس بها لأنها في صراع داخلي أوجده من حولها من المنزل والمدرسة ليبقى الحل متوفرا لتحسم القضية.
ويتفق الجميع على اسم مناسب من هذه الأسماء الجميلة التي سميت بها ولتكون باسم واحد يعطيها الثقة في نفسها وتتساوى مع زميلاتها باسم واحد لكي لا يكون ذلك سببا في ازدواج شخصيتها وهي طفلة لا تدري ماذا يدور حولها.
محمد بن عبدالله الحميضي - شقراء
|
|
|
|
|