أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th October,2001 العدد:10239الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رجب 1422

محليــات

مستعجل
رحم الله أبا عبدالعزيز
عبدالرحمن بن سعد السماري
* * فقدان الأخيار، ، ليس بالأمر الهيّن، ،
* * وعندما تفقد قريباً أو صديقاً ملك قلوب الآخرين بشهامته وكرمه وجوده، ، تصيبك الحسرة عدة أيام، ، وتظل تحاول إقناع نفسك أنك في حلم ستصحو منه قريباً، ، لكنها إرادة الله جلّت قدرته، ،
* * ومن الأخبار المزعجة، ، عندما يُنقل لك موت فلان من الناس، ، ذلك الإنسان الطيب الشهم الكريم، ، فجأة، ، وهل هناك أشد وقعاً من موت الفجأة؟
* * ولكن، ، هذا مصداق لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ، أنه في آخر الزمن يكثر موت الفجأة، ،
* * قبل أيام قريبة جداً، ، فقدنا إنساناً كله شهامة ومروءة وكرم، ، وكله نُبل وطيب، ، وفوق ذلك، ، فهو إنسان مرح طيّب القلب، ، يحب الناس كلهم فأحبه الجميع، ،
* * إنه الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن خليفة النعيم رحمه الله رحمة واسعة، ،
* * هذا الرجل، ، ليس في حاجة إلى سطور مني لأتحدث عن كرمة ونُبله وشهامته وأخلاقه العالية، ، وما يتمتع به من صفات فريدة، ، فالجميع يعرف من هو هذا الرجل، ،
* * الرجل، ، فتح قلبه وجيبه وبيته لكل الأصدقاء والأقرباء والمعارف،
* * رجل ابتسامته لا تفارقه، ، وحياته كلها «تفضَّل» فهذا يدخل، ، وهذا يخرج، ، حتى عندما يسافر هنا أو هناك، ، فإن باب منزله مفتوح للجميع، ، ولا يتغيّر من البرنامج أي شيء، ، والأمور تسير كما لو أنه موجود، ،
* * فقدنا صاحبنا، ، وحبيبنا، ، وصديقنا «أبو عبدالعزيز» في موت مفاجىء رحمه الله، ، وكان وقع الخبر، ، كالزلزال العنيف،
* * والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن خليفة النعيم، ، هو عميد أسرة النعيم، ، وعميد أسرة الكرماء، ، وعميد أسرة رجال المواقف، ، وعميد أصحاب الشهامة وعميد أسرة المخلصين النزهاء،
* * سافرت لسوريا في صيف هذا العام، ، وتعرّفت عليه رحمه الله هناك، ، ووجدت بيته هناك، ، مفتوحاً ليس للأصدقاء والمعارف والأقارب فقط، ، بل لكل سعودي ولكل خليجي، ،
ولكل من يدخل مع الباب، ، وهو لا ينطق إلا ب«تفضَّل، ، ومرحباً وأهلاً» والابتسامة لا تفارقه، ،
* * تجلس معه، ، ويأخذك الحديث الرائع الشيِّق معه، ، وسط مجلس مليء بالبشر، ،
وعندما يهم الجميع بالانصراف يقسم عدة أيمان، ، أن الغداء جاهز، ، فيحضر الغداء، ، وهكذا العشاء، ، والإفطار، ، وهذا ديدنه كل يوم حتى عاد المصطافون في «بلوران والزبداني»،
* * في منزله هناك، ، وضع «دَكَّةً» ضخمة، ، وأحياناً تمتلىء الدكة بالبشر، ، وكلما زادوا، ، زاد بريق وجهه، ، وازدان فرحة وسروراً، ، وبرقت أساريره، ، وأصبح هاجسه، ، هو، ، كيف يحافظ عليهم كلهم، ، وكيف يمنع كل واحد من الانصراف؟
* * وفي مدينة الأحساء، ، يعرفون «أبو عبدالعزيز» جيداً، ، ويعرفون سيرة هذا الرجل الممتلىء نبلاً وشهامة وكرماً وخلقاً، ،
* * ولهذا الرجل، ، لمسات كثيرة في مجالات الخير، ، فقد وقفت على مسجد شيَّده في منطقة «الزبداني» بسوريا، ،
وعلمت أن له لمسات أخرى مشابهة في مواقع أخرى،
* * وحقيقة، ، لا يُستغرب ولا يُستكثر منه الجود، ، فهو من أسرة عُرفت بهذه الخصال، ، ومن مدينة اشتهر كل أهلها بذلك، ،
* ولا نقول سوى، ، رحمك الله يبو عبدالعزيز، ، وأسكنك فسيح جناته، ، إنه سميع مجيب،

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved