أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th October,2001 العدد:10239الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رجب 1422

متابعة

الأولى مع بداية القرن الواحد والعشرين
صور مألوفة في حرب غير مألوفة يحكمها «مبدأ بوش» لحماية الأمن القومي الأمريكي
* واشنطن د ب أ:
بدت الصور التليفزيونية للحرب الامريكية ضد أفغانستان روتينية: صواريخ توماهوك أثناء انطلاقها من مدمرات البحرية الامريكية محدثة دويا هائلا وذيلها الناري يضيء ظلام الليل. الطائرات الحربية إف14 تومكات تنزلق إلى الهواء من على سطح حاملات الطائرات وبحار تؤدي التحية الواجبة للطيار أثناء إقلاعه. والشعلات المضيئة التي تضيء السماء لنيران المدفعية المضادة للطائرات في عاصمة أجنبية.
ومرة أخرى، تضرب الولايات المتحدة عدوا متخلفا لا يتمتع بأي قدرة عسكرية يمكنه من خلالها تحدي قواتها المزودة بأحدث تكنولوجيا الاسلحة والتي تفخر بأنها تتمتع بمستوى رفيع من التدريب يجعلها أفضل قوات مسلحة في العالم كله.
ورغم هذا، وبينما هذه الصور المألوفة تملأ القنوات التليفزيونية والصحف، فإن الرئيس جورج دبليو بوش وغيره من القادة يواصلون التأكيد على أن هذا ليس كل ما يجب على الامريكيين توقعه من الحرب هذه المرة، فهذه ليست العراق عام 1991، عندما استمر القصف الجوي المتواصل لبضعة أسابيع، أعقبه مائة ساعة لا غير من القتال البري انتهت بإلحاق هزيمة ماحقة بالعدو الذي كان قد تم بالفعل كسر ظهره قبل المعارك.
كما انها ليست عام 1998، عندما أطلقت الولايات المتحدة بضعة صواريخ كروز على معسكرات إرهابية في أفغانستان وعلى مصنع لانتاج الادوية في السودان بناء على معلومات مغلوطة بانتاجه لأسلحة كيماوية وذلك ردا على تفجير سفارتيها في كينيا وتنزانيا.
وليست هذه يوغسلافيا عام 1999، عندما نجح شهران من القصف الجوي في طرد القوات الصربية من إقليم كوسوفو جنوبي صربيا دون استخدام قوات برية ودون خسارة بشرية واحدة في صفوف القوات الامريكية.
وثمة نموذجان سابقان لحربين لم يأت ذكرهما آنفا: فيتنام، عندما سقطت القوات الامريكية في مستنقع عجزت فيه عن التقدم في أرض نائية وهزمت على أيدي قوات حرب عصابات مسيسة، وأفغانستان ذاتها التي طردت الغزاة السوفيت السابقين بمساعدة كميات هائلة من العون الامريكي في الثمانينيات من القرن الماضي.
أما النموذجان اللذان يوجهان الوصفات الرسمية لهذه الحرب الامريكية الجديدة، فهما الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة. ولاشك أن التشابه الجزئي بين قصف بيرل هاربور وتفجير مركز التجارة العالمي واضح تماما للعيان أكثر من خمسة آلاف قتيل في هجوم مفاجئ على الارض الامريكية.
فضلا عن ذلك، تعرضت عاصمة الأمة إلى هجوم أجنبي في 11 أيلول سبتمبر الماضي للمرة الاولى في تاريخها منذ أن نهبتها القوات البريطانية في حرب عام 1812.
وحقيقة، فإن المقارنة بين حادث الهجوم الياباني المفاجئ على بيرل هاربور وبين تفجير مركز التجاري العالمي كانت واضحة تماما في تعليقات رجال البحرية الامريكية الذين كانوا يشاركون في الموجة الأولى من الغارات على أفغانستان.
وفي معرض شرحه للمشاعر الشخصية التي تموج بها صدور آلاف من القوات المشاركة في عملية «الحرية الدائمة» ضد أفغانستان.
قال قائد حاملة الطائرات انتربرايز لمراسل صحيفة نيويورك تايمز «كنا في السابق ندافع عن مصالح قومية حيوية، أقصد في العراق والكويت. أما الان، فنحن ندافع عن وطننا ذاته».
أما في واشنطن فقد لجأ بوش ومسؤولون آخرون إلى استرجاع أمثلة من الحرب الباردة لتحذير الامريكيين بأنها لن تكون حربا قصيرة أو عملية تطهير هذه المرة.
وقال بوش خلال مراسم حفل تنصيب مدير جديد «للامن الداخلي»، هو حاكم بنسلفانيا السابق توم ريدج، «بالامس فتحنا جبهة أخرى على الحرب ضد الارهاب، حينما بدأنا عمليات حربية تقليدية بهدف تدمير معسكرات تدريب إرهابية وتجهيزات ومنشات عسكرية تابعة لحكومة طالبان».
في الوقت نفسه، يجري تعزيز إجراءات الامن في أنحاء الولايات الامريكية وسط أنباء بأنه قد تم اكتشاف حالة ثانية للاصابة بمرض الجمرة الخبيثة في فلوريدا، مما أدى إلى تفاقم شعور الشعب الامريكي بمدى تعرضه للهجمات غير التقليدية التي لا يتمتع بأي حصانة ضدها.
وهذا ما دعا بوش إلى التركيز مرة أخرى على أن «هذه ستكون حربا طويلة، تحتاج من الشعب الامريكي إلى التفهم والصبر».
وأمَّن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد على كلام رئيسه بقوله إن الضربات الجوية التي نفذت اعتبارا من مساء أول من أمس «الاحد» ليست سوى جزء من جهد أكبر «سيكون مستديما وعلى نطاق واسع».
وأضاف رامسفيلد للصحفيين في وزارة الدفاع الامريكية قائلا «من المرجح أن تستمر لسنوات، وليس لعدة أسابيع أو شهور». وقال «هذه الحملة ستكون على نمط الحرب الباردة إلى حد كبير. بمعنى أنها ستشمل العديد عبر فترة من الوقت وستحتاج إلى ممارسة ضغط متواصل من جانب عدد كبير من دول العالم».
وأوضح وزير الدفاع الامريكي أن هذا الضغط سيتضمن «جهودا عسكرية علنية وغير معلنة، بالاضافة إلى ممارسة كل ما لدينا من إمكانات دبلوماسية واقتصادية ومالية وقدرات في مجال تنفيذ القانون». وأضاف أن الحملة لن تتوقف عند الارهابي المشتبه فيه أسامة بن لادن وطالبان التي تستضيفه في أفغانستان. وكان جون نيجروبونتي السفير الامريكي لدى الامم المتحدة قد أبلغ مجلس الامن الدولي أمس «الاثنين» بأن رؤية واشنطن تشمل دولا أخرى راعية للارهاب يمكن أن يطولها الهجوم الامريكي.
وقال رامسفيلد «أي أنظمة تأوي إرهابيين ومعسكرات تدريب لهم يجب أن تدرك أن القصاص سينزل بها أيضا».
وبالنسبة لهذه «الحرب الاولى في القرن الحادي والعشرين»، فإن «مبدأ بوش» يقضي بأن الولايات المتحدة «لن تفرق بين الارهابيين والدول التي تأويهم».

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved