| متابعة
* نيويورك د ب أ:
لم يعد مبنى الامم المتحدة في نيويورك يستقبل الزائرين، وما عاد بإمكان المشاة السير أمام مقار الشرطة كما بات يتحتم على المدرسين ومديري المدارس وضع بطاقات على صدورهم توضح هويتهم،
هذه نماذج قليلة من التغيرات الكثيرة التي طرأت على نمط الحياة في نيويورك بينما يحاول سكان المدينة، الذين تعودوا على الوقع السريع للحياة، التأقلم مع الإجراءات الأمنية التي تتسم بالكآبة وغالبا ما تكون غير مريحة والتي تم اتخاذها في عاصمة العالم المالية عقب أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ،
والكثير من شوارع مدينة نيويورك التي كانت تعج الحياة الليلية فيها بالنشاط أصبحت خالية ليلا حيث يفضل الناس البقاء في منازلهم لقراءة الصحف أو مشاهدة التلفزيون،
والمدينة التي تحتوي على بعض روائع الفن المعماري في العالم أصبحت شوارعها مليئة بما لا يروق للعين مثل الكتل الخرسانية الضخمة والحواجز المعدنية الثقيلة التي تحيط بالمباني الحكومية والبعثات الاجنبية والامم المتحدة وغيرها من الأهداف المحتملة للارهاب،
وفي مطاعم وسط المدينة، التي أصبح الإقبال عليها نادرا، يقف النادلون الذين ملوا من طول الانتظار على أبواب المطاعم يترقبون قدوم الرواد،
وفي حي مانهاتن، موقع حطام مركز التجارة العالمي، يراقب رجال الأمن بدقة حركة مرور المشاة والسيارات، ويتحتم على سكان المنطقة المرور باستمرار عبر حواجز الكشف عن القطع المعدنية كما يتم فحص متعلقاتهم وأمتعتهم بأجهزة الاشعة السينية، كما يطلب رجال الشرطة عند الحواجز المقامة على الطرق بطاقات الهوية للاطلاع عليها،
وكان المرور عبر النفقين الرئيسيين تحت نهر هادسون أو عبور جسر جورج واشنطن من نيوجيرسي للدخول إلى مانهاتن لا يستغرق سوى دقائق معدودة ولكن الانتظار الآن قد يصل إلى الساعة في بعض الأحيان حيث تقوم الشرطة بتفتيش عشوائي للسيارات التي تدخل حي سوق المال،
وتخشى سلطات فرض القانون أن تكون الجسور والانفاق أهدافا منتقاة للارهابيين، ولكن رغم هذه الاجراءات المقلقة للراحة، فإن المسؤولين يعتقدون أن الأمن ضروري وسط تحذيرات جديدة أعلنت عنها الحكومة الامريكية بأنه من المحتمل تنفيذ هجمات أخرى ضد الولايات المتحدة،
وقال السناتور روي إم، جودمان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك والرئيس المشارك لفريق حكومي للاستعداد لمواجهة التهديدات الارهابية، «ليس من منطلق الخوف على الإطلاق التفكير في الاستعداد للهجوم التالي على مدينة نيويورك أو على الولاية لاننا نعرف أن الارهابيين يلاحقوننا»،
وتقطع الكتل الخرسانية وغيرها من الحواجز الأمنية الطرق المؤدية إلى المطارات بينما يجوب رجال الأمن وبرفقتهم الكلاب البوليسية الردهات المنعزلة داخل المطارات على مدار الساعة،
ولم تعد الامم المتحدة تستقبل الزوار كما لا يستطيع المشاة السير أمام مقار الشرطة وحتى في المدارس ينبغي على المدرسين والمديرين وضع بطاقات على صدورهم توضح هويتهم،
وليس هناك إطار زمني يحدد إلى متى ستستمر هذه الاجراءات الأمنية أو الفترة المطلوبة حتى تستطيع المدينة التغلب على الآثار الاقتصادية الخطيرة الناجمة عن الهجمات الارهابية،
والاحياء السفلى بوسط مانهاتن القريبة من موقع مركز التجارة العالمي والمعروفة باسم «جراوند زيرو» لا تزال مغلقة مما يجعل من الصعب للناس الذهاب إلى أعمالهم، كما أن هناك من فقد وظيفته وأصبح عاطلا عن العمل،
وقال أحد سكان نيويورك الذي كان يعمل في كشك لبيع الصحف تحطم عندما انهار مركز التجارة العالمي «لقد تقدمت لطلب معونة البطالة لأول مرة في حياتي»،
وأضاف أن شيكا بمبلغ 240 دولار أسبوعيا من الحكومة ليس كافيا لتسديد إيجار السكن وتغطية النفقات،
وقال مراقب حسابات مدينة نيويورك آلان هيفيسي، أن 000، 6 شخص تقدموا بطلبات الحصول على مساعدات البطالة هذا الاسبوع مما رفع عدد العاطلين عن العمل في المدينة إلى 747، 16 شخصا،
وتوقع أن عدد العاطلين عن العمل سيرتفع إلى أكثر من 000، 110 شخص خلال السنة المالية التي تنتهي في حزيران يونيو المقبل ومعظمهم من صناعة الخدمات مثل شركات الطيران،
وأضاف هيفيسي أن الخسارة الاقتصادية المحلية قد تصل إلى 60 مليار دولار خلال العامين القادمين مع فقدان وظائف ودفع الايجارات والنشاط الاستهلاكي،
وأوضح أن هذه الخسارة بالإضافة إلى الدمار الذي أحدثه الارهابيون قد تزيد على 100 مليار دولار طبقا لتقديرات مجلس المدينة،
والاسوأ من ذلك حسب تقديرات هيفيسي هو أن عائدات الضرائب التي ستحصل عليها المدينة سوف تنخفض بحوالي 738 مليون دولار خلال العام المالي الحالي وذلك يرجع في الأغلب إلى تراجع الأعمال في قطاع الفنادق والمطاعم،
كما تأثرت وسائل النقل العام أيضا حيث تم تغيير خطوط سير الحافلات، وسوف تمر ثلاث سنوات على الأقل قبل الانتهاء من إعادة بناء خطين للمترو بالقرب من حطام مركز التجارة العالمي،
وفي نفس الوقت، يتم يوميا تشييع جنازات لرجال إطفاء وضباط شرطة حتى أصبح هذا شيئا مألوفا بالنسبة لسكان المدينة، ويشارك عمدة نيويورك رودولف جولياني في الكثير من هذه الجنازات قدر الإمكان،
وقال المسؤولون يوم الجمعة الماضي أن أكثر من 300، 5 شخص لا يزالون مفقودين ويعتقد بأنهم دفنوا تحت أنقاض برجي مركز التجارة العالمي، وبين المفقودين مئات من مواطني 80 دولة على الأقل، وانتشل عمال الانقاذ حتى الآن 380 جثة وتم التعرف على هوية 320 من أصحابها،
وأصدرت مدينة نيويورك آلافا من شهادات الوفاة في الأسبوع الماضي على الرغم من أن عمال الانقاذ الذين يعملون على مدار الساعة في منطقة «جراوند زيرو» لم يعثروا إلا على عدد قليل من الجثث أو أجزاء الجثث،
|
|
|
|
|