| القرية الالكترونية
لا يعلم أحد ما ينتظر الهاكرز في المستقبل، فما أن بدأت تتفتح أمامهم أبواب النعيم والرفاهية بعد إقبال الشركات على توظيفهم والركض خلفهم، حتى بدأ الكونجرس الأمريكي بمحاولة فتح أبواب الجحيم أمامهم وتم وضعهم أمام مفترق طرق إما النعيم أو الجحيم، قد يكون الهاكرز من أكثر المرتبطين بالمجال التكنولوجي شهرة في العالم والسبب يعود لعملياتهم المجنونة في نظر الكثيرين وقد اكون أكثر جنونا منهم في بعض الأحيان لا لسبب سوى عشقي لمجال الأمن والحماية والذي قد يكون مصدرا للقلق والمشاكل لي في الكثير من الأحيان وخصوصا على الشبكة العنكبوتية التي نسجت خيوطها حول الكثيرين فعادوا لا يصبرون على فراقها أو الابتعاد عنها.
الوسوسة هي نصيب كل من يتصل بهذا العالم الغريب واعترف أن «القرية الإلكترونية» قد توجهت قليلا وليس كثيرا كما أتمنى نحو أمور الأمن والحماية والتي كانت إلى وقت قريب من الأمور المعدومة الوجود في الساحة الإعلامية العربية بوجه عام والسعودية على وجه الخصوص.
نعود للوسوسة التي تتحول مع الوقت لحالة من الهستيريا لدى الكثيرين وتجعلهم لا يثقون بأي شيء في الحاسب والإنترنت فهم يقومون بفحص أجهزتهم في الدقيقة الف مرة بحثا عن ملفات التجسس والفيروسات ظنا منهم أن هذه البرمجيات تنتقل إلى أنظمتهم عبر الهواء، وعلى الضفة الأخرى هناك من لا يبالي بهذه الأمور ويظن بأنها من نسج الخيال الخصب لدى البشر أمثالي وأنه يستحيل أن يتمكن أحدهم من الدخول لجهاز ما ورؤية ما يحتويه، كلتا الفئتين ضالتان ضلالا كبيرا فلا هؤلاء على صواب ولا أولئك وأحسن الحلول الوسط كما تعودنا في الحياة وكما نسمع من آبائنا في كل حين منذ نعومة أظافرنا، ولكن كما هي العادة فإن لكل قاعدة شواذ ومن المفترض أن يكون شواذ قاعدتنا هذه مديري الشبكات الأفاضل وبالفعل كانوا شاذين ولكن على النقيض من المفترض أن يكونوا عليه نجدهم لا يهتمون بشبكاتهم ولا يلقون لها بالا أبدا وكأنهم يعيشون في عالم كله أغنام ولا يوجد هناك ذئاب،نعم هذا ما يحدث وإلا بماذا نفسر إصابة العديد من الشركات والجهات بنفس الفيروس أكثر من مرة وبماذا نفسر انفتاح خوادمهم الشبكية وأجهزتهم المتصلة بالإنترنت على مصراعيها لكل غريب، ألم تعلمهم أمهاتهم أن لا يتحدثوا مع الغرباء أبدا؟ أجزم بأن أهاليهم أخبروهم بذلك عدة مرات خصوصا وأنهم ليسوا من الجنسية السعودية التي تميزت بالطيبة والمصداقية مع كل الأجناس والفئات، هؤلاء الغرباء الذين يستخدمون مهارات مختلفة حسب تصنيفهم للدخول إلى أماكن مختلفة من شبكاتنا والإطلاع على ما تحتويه بل وأحيانا سرقة ما يستحق السرقة من موجودات هذا النظام أو ذاك، أليس من المفترض منعهم من الوصول؟ هل يسمح مدير الشبكة لأي أحد غريب من الدخول إلى بيته وغرفة نومه والإطلاع على كل ما يحتويانه وأخذ ما يعجبه منها والمغادرة؟ طبعا لا، حتى وإن كان أجنبيا ممن لا يعترفون بالممنوع وغير المرغوب حتى وإن كان هذا الغريب أحد الأصدقاء فلن يسمح له بالدخول والإطلاع على خصوصياته في غرفة النوم أو غيرها فكيف يسمح لنفسه بالسماح لقرصان معلوماتي غريب من الدخول لشبكته؟ ولكن الخطأ ليس خطأهم بل خطأنا نحن، فنحن نظن أن مدير الشبكة الأجنبي إنسان لا يجدر بنا مفاصلته ولا نقاشه حول أمور عمله فهو أخبر منا بها وكيف هذا والصحابة رضي الله عنهم كانوا يناقشون الرسول صلى الله عليه وسلم في أمور عدة، أو أن الوضع يختلف في هذه الحالة؟ لا أريد الخوض في أمور دينية لست أهلا للخوض بها ولكن حقيقة ما يحدث في الشبكة المحلية من تجاوزات هي أمور لا يسكت عنها أبدا ومن الواجب وضع حل سريع لها فكم من موقع اخترق وعلمت الناس بذلك وأخرى لم يعلم أحد بها وبقيت سرا لا يعلم به إلا الهاكرز المخترق فقط مع العلم أنه يمكن بسهولة معرفة حالة الاختراق وقت حدوثها فهناك بعض البرامج تمكن من ذلك بسهولة ويمكن تركيبها أيضا ببساطة ولا تحتاج خبرة ويطلق عليها Intrusion Detection System أو اختصارا IDS، فهل يعلم مديرو شبكاتنا الأفاضل عن مثل هذه البرامج؟ وهل يعلمون أنه بالإمكان أن تصبح أنظمتهم وشبكاتهم حدائق عامة مجانية لكل عابث من هنا أو هناك؟ وحتى يتحدد مصير الهاكرز في النعيم أو الجحيم حين تصدر الولايات المتحدة القائد الأعلى للتكنولوجيا حكمها نقول لمديري الشبكات السعودية جميعا «الله الله بضيوف شبكاتكم ولا تنسون الحلاوة والبارد ويا ليت لو تتركون لهم بعض الملفات المحبوبة مثل أرقام بطاقات ائتمان أو حسابات بنكية» وسبق وقلنا يا غافل لك الله والضرر عليهم لوحدهم والله يستر على شبكاتنا.
Fahad006@hotmail.com
|
|
|
|
|