| مقـالات
)1(
* إنْ كنتِ كارهةً للموتِ فارتحلي
ثم اطلبي أهل أرض لا يموتونا
مرداس بن أُديّة
***
* كثيرٌ من الأصوات تنتجُ تاريخاً
إدوارد سعيد
***
* ويكونُ عام
فيه تحترقُ السنابل والضروع
ويموت ثدي الأم
تنهضُ في الكرى، تطهو على نيرانها
الطفل الرضيع..
أمل دنقل
***
)2(
* هنا «الفجرُ»
إمّا أضاء «مساء»..
وغنّت «إماءْ»..
وزانَ الهوى
منْ أمات الغناء..!
***
* هنا «القهرُ»
إمّا تولى المضاء
وحُمّ القضاء
وتاقَ إلى اللّهوِ
مُضنى العياء
***
* هنا لا أنا مَنْ يقول
ولا أنت مِمن يصولُ
ولا نحنُ
إشراقةُ الكبرياء..
***
)3(
* برغم «التعايش» أو «التجاور» أو «التحاور» بين «الثقافة» الإسلامية، والثقافات الأخرى، فإن إطار الفهم المشترك المؤسس على «قاعدة ومنهج ورؤية» لم يرسم بعد..!
* وفي الصراع الحضاري الممتد من الأزل إلى الأزل، ومع دعاوى «العولمةِ» التي تغطي «فرديّة» القيادة، بقي الفهمُ عائقاً التواصل بين «الثقافتين» الإسلامية وما عداها، بعيداً عن دلالات )صدام الحضارات( التي أذاعها «هنتنجتون»، ويتأكدُ وقوعُها في نوازل عديدة لم تكن «محاكم التفتيش» أولاها، ولن يكون الصراعُ مع «يهود» وحلفائهم آخرها، وربما تحسم «الغلبة» لفريق اليوم، ويبقى الميدان سجالاً لغالب آخر غداً وسواه بعد غد...!
***
)4(
* لم ينأَ محللو «الصدام/ الصراع» عن الحق حين عزوا ذلك إلى التفوق «الثقافي» الإسلامي في الشعور المؤصّل داخل الذات المسلمة النابعة من أنها «الأعلى» في البُعد «النفسي» وإنْ ظهرت الأسفل بالمقياس «المادي»..!
* «ضعفٌ» يخلقُ قوة، و«قوة» تواجه قوة، وقوةٌ تنبني على ضعف، وبينها مواجهةٌ تتحول يوماً إلى «منازلة»، ويوماً إلى «مهادنة»، ويوماً إلى علاقة سادة بأتباع، وفي خطوطِها تتماهى نظريّات «السياسة»، وتكتيك «الحرب»، ومعاملات الاقتصاد، ومفاهيم «الدولة» و«الدويلات»، و«القادة» و«الرعيّة»..!
***
)5/1(
* في «الثقافة» «الإسلامية» أو ما اصطلح على تسميته ب: )الإسلامويّة( «قوة» مطلقة لم تستطع كل عوامل الضعف التأثير فيها لشعورٍ واثق لدى أصحابها بأن هدفها «الحق»، ومكوناتها «الحقيقة»، ولم يَضِرْها أو يضِرْهم المخرجات «المُعايَنة» التي تشهدُ التفكك، والانقسام، والانضواءَ داخل دوائرِ الهزائم المتوالية، وظلّ «المسلمُ» مؤمناً بأنه الأقوى وإن تراجع، والأعلى وإن تواضع...!
* هنا «العجز» يتحول إلى «منجزٍ» يضمنُ الحياةَ لموتى، ويُعيد حسابات «الكسب والخسارة» في محصلتها النهائية، فليس المهمُّ ما ترسمه «الخارطة» بل ما يرسو عليه قارئها..!
***
)5/2(
* انتهتْ فكرة «القومية»، ونهضتْ إثر انهيار حُقبة «الكولونياليّة» العسكرية مفاهيم «الدولة» «القطرية»، و«العلمنة» الفكرية والسياسية ثم محاولات إيجاد أبنيةٍ أخرى تتصل «بالأمة» ماضياً، وتتوقف عند «العولمةِ» حاضراً..!
* لا خلطَ في المفاهيم، فالثقافة الإسلامية أو «الإسلامويّة» تؤسس للمعنى «الأُمِّي» نسبة إلى الأمّة بشكل يختلف عمّا تبنته «الشيوعية» في غابرها، و«الأمركة» في «دابرها»، ويبقى بعثُه رهناً بإمكانات «مختفية» يُظنُّ فناؤها، حتى إذا جاءَ «المحكُّ» سمتْ وسمقت وأصبحت جزءاً من معادلة غائبة لم يستطع حلّها الرّاسخون في علم السياسة والقانون والاجتماع..
***
)6(
* لم يستطع «يهود» وحلفاؤهم هدم الشخصية الإسلامية المصبوغة بخطوط «العِزّة»، وظلُّوا رغم خيلهم وخيلائهم محكومين بهاجس «السيطرة» العسكرية والاقتصادية والسياسيّة، وبقيت الثقافة الإسلامية )الإسلامويّة( متفردة بتوجيه أربابها لا يؤثر فيهم سقوط، فلم «يتميّعوا» داخل القوة الأعظم، وساعدهم هذا «التكوين» في استمرار يقينهم بقدوم «النصر» دون أن يرهبهم «خوف»، أو يصرفهم «ضعف» أو يحولهم «عنفٌ» أو «حَيْف»..!
* هذه «المفارقة» لم يستطع فهمها «الحلفاء» مؤملين بيومٍ تنتكس فيه الراية «الثقافيّة» بعد ما انتكست كل الرايات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وهذا ما لن يتم تحت هذه الراية تحديداً حتى لو تحولت كل بقاعِ العالم الإسلامي إلى «مستوطنات» أو «محميّات»، أو نطاقات نفوذ، أو مناطق حكم ذاتي..!
* الثقافة المؤسسة تصنع المعجزات، وهي قادرةٌ على أن «تسيِّجَ» أربابها بمناعةٍ دائمة ضدّ «الاختراق» و«الخنوع» و«النكوص»، ولو كان ذلك على حساب كل «الرغبات»، و«المثبّطات»، و«المغريات»..!
* بهذا تتفوق «الثقافة» فيصبحُ صدامُها مع الثقافات الأخرى محققاً فهي لن تحني رأسها، وهم لن يأذنوا لها بالشموخ..!
***
)7/1(
* يجد المتابعُ «للتوجهاتِ» الأخرى التي مثّلتها الحركات «القومية» و«الاقليمية» أصداءً «للهزيمة» الداخلية التي لم تستطعْ الوصول إلى الحركة الثقافية الإسلامية.. فلا يمكن أن تجد «كاتباً» فيها سيكرر ما قاله «نجيب محفوظ»:
* «لم يحدثْ في حياتي كلها أن شعرت بانكسار في الروح مثلما شعرت به في تلك اللحظة»..
* هذا هو إحساسُه بعد حرب 67، وقبله كان موقف «خليل حاوي مات منتحراً عام 1982م الذي سجله في قصيدته )لعازر( عام 1962م:
* «عمّق الحفرة يا حفار
عّمقها لقاعٍ بلا قرار..»،
* وهكذا سجّل غيرُهما مثل ذلك أو أعمق منه في دلالات «الفجيعة» الموصلة إلى السكن في «الهاوية»، وهو ما يمثل شعوراً جمعيّاً «مشروعاً» حين يوثق الإحساس المجرد دون أن يتجاوز ذلك إلى خطط العمل والثقة بالامتدادات الثقافية المتفوقة رغم الانحسار المادي المخفق..!
***
)7/2(
* الجماهير التي يعلكها دولابُ نار
من أنا حتى أردَّ الموتَ عنها والدمار..؟
* لم يُجب «خليل حاوي»، ولم يجب قارئو «نصِّه» الممثِّل منطق «النكسةِ» في عقولِ وقلوب «المنتكسين»، لتبقى الأمةُ الحيّةُ غير عابئةٍ بتفاصيل الحدث المجرّد، وغير متوقفةٍ عند أسواره متطلعة إلى إشعال «الجذوة» كلما هَمَّت بالانطفاء في وجدان «الشباب» انتظاراً ليوم الخروج من نفقِ «التخلف» الملموس فوق جسور التفوق «الكامن»..!
* وخذوا في مقابل «محفوظ، وحاوي» )وهما مجردُ مثلين تلحقهما نماذجُ كثيرة في الأدبيات العربية المعاصرة مما يضيق عنه مجال الحصر( أمثلةً أخرى.
* فكل من لم يذقها شاربٌ عجِلاً
منها بأنفاسِ وِرْدٍ بعد أنفاسِ
***
* من لم يمتْ عَبطة يمت هرماً
الموت كأسٌ والمرءُ ذائقها
* ما رغبة النفس في الحياة وإن
عاشت قليلاً فالموتُ لاحقها
***
* ولست أرى نفساً تموت وإن دنتْ
من الموت حتى يبعث اللهُ داعيا
***
* فلا التقدم في الهيجاء يُعجبني
ولا الحِذار يُنجيني من الأجل
***
* ألم تر أن الموت لا شك نازل
ولا بعث إلا للأُلى في المقابر
***
* إذا ما التقينا كنتُ أول فارسٍ
يجود بنفسٍ أثقلتها ذنوبُها..!
***
)7/3(
* لن تأذن لنا المساحة بنماذج أخرى تؤكد سِرّ «الرقي» الذي تصنعُه الثقافة في نفوس ذويها حين يصبحُ «الموتُ» مجرد درب نحو «الحياة»، كما تبدو «الغايةُ» في إحياء «الأمة» مبررة للوسيلة وهي فناءُ «الفرد»..!
***
)8(
* تنتهي «المقدمة» إلى «نتيجة» متيقنة في أهمية توجه الشعوب الحريصة على البقاء في صراعِ الحضارات إلى ترسيخ الجذور «الثقافية» في دواخل ناشئتها حتى تبقى «الرايةُ» النفسية عاليةً، وهي بدورها ستتولى انتشال الرايات الأخرى من «وِهاد» الاستسلام..»
* وإذا كان )إدوارد سعيد( وهو نموذج مضيء للمثقف العربي قد وصف الموقف الرافض لوجود «يهود» بالعقم منتقداً مصطلح «الكيان الصهيوني» ومؤكداً أن «يهود» سيبقون، والفلسطينيين سيبقون، فإنه يكمل بكل أسى سلسلة النماذج المتخاذلة التي لم تؤمن بحتمية الانتصار حين تنغرسُ في الأعماق مشاعرُ القوةِ والفوقية والغلبة..
* يحمد «لسعيد» اعتذاره عن دعوة «البيت الأبيض» لحضور معاهدة الاستسلام في حديقة الزهور، ولكنه يُضاف إلى غيره ممن يُحاول التصالح مع أعداء الصلح، والسلام مع دعاة الدمار..!
* وليت نصوصنا «الشعرية المدرسية» تحتفي بالنص الأروع ليردده أطفالنا مع أمل دنقل:
* لا تصالحْ.. ولو وضعوا في يديك الذهب
أتُرى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى...؟
هي أشياءُ لا تشترى..!
* أكملوا «النصَّ»، ولا تكتفوا بالقراءة..!
* «الخسارةُ» بيعٌ بلا ثمن.
ibrturkia@hotmail.com
|
|
|
|
|