أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th October,2001 العدد:10239الطبعةالاولـي الاربعاء 13 ,رجب 1422

مقـالات

ومن التقاعد ما قتل الأبناء
هيفاء الشلهوب
سبقت كلماتها.. دموعها..
تحدثت بصوت تحشرج في حنجرتها. وضاعت نبراته.. وسط حزنها.
قالت: ألا يجد من يتدخل ليصلح هذا الحال.
قلت لها: هي حريات شخصية.
قالت: ولكننا المتضررون.. نحن من يقع علينا الظلم في الوقت الحاضر وسنجني خسائره في المستقبل.
قلت لها: ألا يوجد من تطلبون معونته من كبار الأسرة لمساعدتكم على إصلاح الوضع كما تريدون؟
قالت: لقد صم أذنيه عن كل نصيحة وزاد في ظلمه لنا.
قلت لها ماذا تريدين؟
قالت: أو أن توجد جهة معينة )من قبل جهات العمل المعنية بتلك الفئة( تتابع الأمر عن قريب وتوجه مثل أولئك الآباء الى الطريق الصحيح، ليس بنصحهم بل بإجبارهم على فعل الصواب تجاه أبنائهم وبناتهم «أو لست صاحبة قلم وتكتبين ما يهم المجتمع». قلت لها: نعم.
قالت: من حقنا إذا أن تكتبي عن معاناتنا لتصل إلى كل معني بالأمر من كافة الجوانب، وليقرأها أولئك الآباء الذين غابت عن أعينهم حقوق أبنائهم.
انتهى حديثها.. وهاكم حديثي:
فتاة في مقتبل العمر تعيش هي واخوتها ظروفا صعبة جدا من جراء تصرف والد كريم على أصحابه )بخيل على أبنائه( جواد على نفسه )مقتر على أبنائه( غير مقدر لتعبهم وجهدهم )أعطى لنفسه الحق بالاستيلاء على شقائهم( والتمتع به كيف ما شاء.
يقطنون بيتا يكاد يكون ماطرا طوال العام بسبب التشققات التي تملأ الجدران ولا يفلح معها أي ترميم إلا لفترة معينة من الزمن.
شظف من العيش.. ديون كثيرة.. دائنون بلا عدد.. برغم أن الدخل الشهري لتلك الأسرة يقارب )العشرين ألف ريال( رواتب الأبناء وتقاعد والدهم.. ولكنه لا يترك لهم شيئاً يتصرفون به، فهو المالك الأوحد والمتصرف بكل قرش يدخل ذلك المنزل.
من ضمن ما قالته في حيثها أن لا أحد يريد مساعدتهم إن هم حاولوا طلب ذلك لأن الكل يعرف مقدار دخلهم الشهري وأن هذا المبلغ يكفل العيش برغد لأسرة كاملة مهما كان عددها، ولكن كيف يكون ذلك وهذا والدهم.
إن رغبة الكثير بعد التقاعد في العيش كما في السابق وعدم التنازل عن المستوى قد يؤدي لارتكاب أخطاء فادحة في حق الأبناء، ولكن عندما تكون الحياة مشاركة بين الأب والأبناء تصبح المسؤوليات مناصفة بين طرفين متكاتفين قادرين على تسيير أمور حياتهما في مستوى ربما يكون أفضل من ذي السابق، فالآباء يتحملون الكثير من المتاعب في بداية حياتهم ليعلموا أبناءهم ويجعلونهم أفراداً منتجين ومشاركين في رقي مجتمعاتهم وأسرهم عندما يكبرون، وهذا لا يعني أن يستنزف تعبه لمجرد أن المعيل أصبح متقاعدا.
إن نظام التقاعد نظام يكفل لكل فرد قدم خدمة لوطنه وأنهى فترته الوظيفية عيشة كريمة بعيدة عن الحاجة والسؤال.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved