| عزيزتـي الجزيرة
تمر على مسامعنا صور وألوان شتى من أحاديث مجتمعاتنا، ولا تخلو من أن تتناول فلاناً بالمدح والثناء العاطر والذكر الجميل وتتناول فلانا بالقدح والذم ومقالة السوء، وهذه ظاهرة لا تكثر إلا حيث المجتمعات المتأخرة والوعي المتخلف ومرضى الذوق والخلق.. فحتى يتكامل الوعي في أمة، ويسمو الذوق وينضج الخلق.. ما هو موقف العقل السليم، والطبقة المستنيرة، في مثل هذه المجتمعات..؟!
أليس الأولى أن تتجنب ما وسعها مخالطة هذه الطبقة، وتبتعد عن هذه الأوحال. وإذا لم تستطع فلتحاول أن تبتعد بمجتمعها عن هذه البؤر وترتفع به عن هذه الأوحال.. وإذا لم تستطع فليكن لديها من عقلها وإدراكها ما يميز ما يقال، ويغربل ما تلوكه الألسن، ولا يسمح أن يدخل عقله إلا ما كان حقاً وصواباً.. فهناك من يمدح ويسرف في مدحه، أو يتدنى، وإذا عرضنا ما وراء ذلك على محك الحقيقة، وجدناه من خلف منفعة، ويصدر من لدن عاطفة، وهناك من يقدح وخلف القدح نقيض ما قيل في المدح.
ويجب ألا نغتر ببعض المعلًّقين، والمؤمنين على ما يقوله هذا أو ذاك، فكثير من الناس إمّعات شأنها أن تقول: سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته.
فلنبتعد عن مجالس السوء إن استطعنا وإلا فلنصلحها أن استطعنا وإلا فعلى الأقل نميز ما يقال.
سامي مفرح العنزي
|
|
|
|
|