| عزيزتـي الجزيرة
لم تشهد الجزيرة العربية منذ ما يزيد على الف عام انطلاقة حضارية وتحولات اجتماعية مثل ما شهدته عقب تأسيس المملكة العربية السعودية هذه الدولة التي تمتد من البحر الى البحر دستورها كتاب الله الكريم وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.. أرسى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه دعائم الأمن والاستقرار فيها وشرع في تنفيذ الخطط والبرامج الاصلاحية للنهوض بالبلاد ووضعها على طريق النمو والتطور، ولذلك أولى المواطن كل الاهتمام وعمل على توطين البادية وفق نظام اجتماعي واقتصادي متكامل يوفر لهم الاستقرار والعيش الكريم ويغنيهم عن حياة التنقل والترحال، وأنشأ دور العلم وشجع العلماء والمتعلمين وأوجد الخدمات الصحية ووسائل النقل والمواصلات والاتصالات.. ولعل افتتاحه لأول خط حديدي بجزيرة العرب يربط بين الدمام والرياض عام 1371ه دليل على هذا الاهتمام والنمو الذي عاشته البلاد بعد مراحل الشتات والتوحيد.
لقد كان الأمن والامان من أهم دعائم هذه الدولة وقد بان أثر ذلك في الزيادة الواضحة في عدد الحجاج والزوار لبيت الله الحرام.. وجاء تصدير أول شحنة من البترول الخام للعالم في 11 ربيع الأول 1358ه بداية لمرحلة جديدة للنهوض والتطور في المجالات جميعها..
ولم يغفل عبدالعزيز رحمه الله تعزيز دور المملكة ومكانتها على المستوى الخارجي وأقام علاقات مع سائر الدول العربية والإسلامية والعالمية كما وقَّع ميثاق هيئة الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945م وساهم بشكل فعّال في دعم التعاون الدولي واستتباب الأمن والسلام ونشر الرخاء في انحاء العالم، وتحاشي الدخول في الحرب العالمية الثانية ملتزما الحياد لتجنيب البلاد ويلات الحروب.. لقد كانت هموم الامة العربية والإسلامية شاغل الملك عبدالعزيز لذلك دعا الى التضامن الإسلامي وشاركت المملكة العربية السعودية في تأسيس جامعة الدول العربية عام 1364ه وساندت الشعوب العربية في كفاحها للتخلص من الاستعمار ودعمت القضية الفلسطينية وساندت القضايات الإنسانية العالمية العادلة..
وعندما انتقل الملك عبدالعزيز الى رحمة الله فقدت الامة العربية والإسلامية واحداً من قادتها الافذاذ وكان عام 1373ه تاريخاً لن ينساه هذا الشعب الذي تعلّق بعبدالعزيز القائد الانسان الذي بنى قواعد الانطلاق والتطور.. وأتى الملك سعود الابن البار من بعده لإرساء دعائم البناء خلال 11 عاما شهدت الكثير من الانجازات، وفي عام 1384ه بويع الملك فيصل بن عبدالعزيز ملكاً على البلاد وفي عهده، بدأ تنفيذ أول خطة خمسية للتنمية وشهدت البلاد وثبة حضارية في مختلف المجالات، وفي عهد الملك خالد تم انجاز العديد من مشاريع البنية الاساسية والتوسع في التصنيع وزاد الانتاج البترولي للملكة الى اكثر من 11 مليون برميل يومياً، وبايعت الاسرة المالكة والشعب السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً على البلاد عام 1402ه وبالحكمة والطموح والخبرات الثرية في شؤون السياسة والإدارة والقيادة قاد البلاد بخطوات سريعة لبلوغ الاهداف المرسومة وكان همه الأول المواطن، وقال في خطاب له«إننا نحمد الله على توفيقه على تنفيذ خطة للتنمية ركزت على ايجاد البنية الاساسية وأصبح المواطنون ينعمون اليوم بخدمات تضاهي ما هو موجود في أكثر بلدان العالم تقدما واعترف بذلك المراقبون الاجانب الذين شككوا في مقدرتنا على استيعاب التقنية الحديثة في الزمن القصير الذي تم ذلك فيه، وإنا نسأل الله التوفيق في اكمال الخطط القادمة بنفس النجاح الذي حققناه في الخطة السابقة».
الانجاز كبير والمناسبة عظيمة لأن الملك عبدالعزيز حقق ما عجز عنه آخرون ومضى الى تحقيق العزة والرفعة لهذا الوطن وشعبه دون أي تردد حتى وصل الى مبتغاه، لم يبحث عن جاه أو سلطان، بل كان همه الأول لم شتات هذا الوطن ونزع الفرقة من القلوب وإحلال السلام في ربوع جزيرة العرب فكان له ما أراد لأنه أخلص النية وعزم على النهوض بهذه البلاد والمضي بها قدماً إلى مدارج الرفعة والازدهار.
المهندس/ محمد بن عبدالرحمن المخرج
رئيس بلدية محافظة الطائف
|
|
|
|
|