| القوى العاملة
كم هي المرات التي وقفنا فيها حائرين، نختلق الاعذار وندعمها بالحجج للهروب من موضوع أو طلب أوكل إلينا وتعهدنا تنفيذه لصديق أو قريب!
إننا ندفع ثمنا غاليا من جراء هذا التصرف، من أعصابنا، ووقتنا وعلاقتنا المحيطة بنا.
عندما نفشل في المحاولات والتنفيذ تصبح الكلمات أيسر منالا والأعذار أقرب للخلاص مما يجعل البعض يصل إلى مرحلة الإفراط في الكذب واختلاق الأعذار الواهية للتحرر من ذلك الوعد الذي قطعه على نفسه أمام مجموعة من الأصدقاء أو المعارف ليظهر وكأنه الشهم صاحب النخوة.. ومن ثم ماذا؟ وماذا سيعمل لاحقاً؟!
إن الشيء الذي نستطيع أن نقول إننا نملكه هو ما نقدر على عمله بل إن وعدنا سيجعلنا أسرى له حتى يتحقق..
فمن الممكن أن نعد ولكن هل كل الوعود تجني ثماراً وتلقى من صاحبها تنفيذاً لتدعيم كلامه؟ فإذا كان لدينا عمل أو خدمة نريد تقديمها للآخرين فيجب ألا نتكلم عنها، فبعد إنجازها سيتكلم عنها الآخرون.
كلماتنا الصادقة ستكسبنا شرف التعامل وثقة الآخرين وستزيد في رصيدنا من الصداقات الحقيقية!! وليس من الذوق أن نتهرب من وعد قطعناه على أنفسنا كان يجدر بنا ألا نلتزم به مسبقاً.
إننا نبدو أحياناً عاطفيين لدرجة لا نستطيع أن نفرق بين المحتمل والأكيد والمستحيل، أولا نستطيع أن نرد طلب صديق ظانين بذلك أن رفضنا سيجعل غيرنا يعتقد بعدم أهميتنا في المجال أو الحقل الذي نعمل فيه أو البيئة التي نعيش فيها.
إن أعظم الدروس التي يتعلمها الإنسان في حياته أن يعرف متى يقول:«نعم» بكل وضوح عندما يحس بأنه قادر على التنفيذ، ويقول :«لا» بكل شجاعة ووضوح أيضا عندما يعلم بأن هذا الموضوع لن يفعل فيه سوى الاعتذارات المتكررة في حالة الموافقة على تنفيذه.
«إن أكثر الأخطاء التي نرتكبها في حياتنا كانت نتيجة لمواقف كان من الواجب أن نقول فيها:«لا» فقلنافيها:
«نعم».
amr almadhy@hotmail.com
|
|
|
|
|