ملأنا فم الدنيا رحيقا، ألا نشدو
اذا هزنا شوقٌ واسرى بنا وجدُ؟
أخيباتنا في الحب، أضحيت حاديا
يحرضنا نسري وقد صوّحَ الوعدُ
عبثنا بأهداب النجوم، أنمتطي
تهاويمَ محزون يجانبه السعدُ؟
«تعبنا من المسرى»، فلا الليل ليلنا
ولا الصبح وافانا.. أفي نوره حدُّ؟
تعبنا من الابحار في غربة المنى
وفي جدنا هزلٌ، وفي هزلنا جدُّ
تعبنا من التجديف والبحر ثائرٌ
فما كان من وصل يباعده صدُّ
قرأنا كفوفَ الحلم.. يندلقُ الرجا
ونرضى بنصف الحلِّ.. فالدربُ ممتدُ
أوحنا ركاب الهم.. والقلبُ شامخٌ
ولكنه مُضنى.. وآتيه يشتدُّ
أنمضي ويضنينا الترهل؟ ما لنا
نسيرُ الى قصد.. فيخذلنا القصدُ؟
***
أخيباتنا في الحبِّ، هل كل خيبة
تعلمنا درسا؟ أيغمرنا رشدُ؟
نحرنا به طيش الأماني، وظننا
يراودنا كالجوع، يغلبنا السهدُ
أنحيا على الأطلال؟.. نستذكر المدى
فيقرأنا جزر.. ويكتبنا مدُ
لنا في اشتمام العطر ذكرى وئيدة
وفي قبله المشتاق ما ألهب البعدُ
نناغي حمام البوح.. وهج انتفاضة
وفي جفوة الأقمار.. هل صدقت هندُ؟
نسجنا من الشعر المضمخ وردة
شغلنا بها الدنيا، أيضجرنا شهدُ؟
أخيباتنا، كلا، فما زال خطونا
وأقدامنا جرد، وأحرفنا مردُ
أأحلامنا في غيهب الجب تنزوي؟
أفي حكم الأقدار؟.. هل لفها مهدُ؟
فلا تتركي بعضي لصيف وظنة
وبعضي لأحلام يطيرها عند
أقمنا مع الأيام صلحا وانها
لتمطرنا وهما.. أتسعدنا بعد؟