أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 9th October,2001 العدد:10238الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,رجب 1422

مقـالات

بوح
الفيروس هل هو عدو لنا
إبراهيم الناصر الحميدان
تعلمنا من متابعة تصريحات الأطباء أن لكل فيروس مضاداً حيوياً يهيمن عليه أو يحتويه حتى لا يتسلل إلى مدى أوسع لكن علمنا فيما بعد بأن أكثر الفيروسات أصبحت ذات فاعلية قوية بحيث انها استطاعت ان تتحصن أو تستمد حياتها من المضادات التي تكافحها أي ان الدواء تحول إلى غذاء تقتات منه ويشتد عودها بواسطته وهنا بدت المشكلة المعقدة أي البحث عن مضادات بديلة في وجه ملايين الفيروسات التي يستحيل احصاؤها لانها تقدر بما يعادل عدد النجوم والمجرات التي تسبح في ملكوت الكون والتي لا يعلم عددها سوى خالقها حتى قيل إن افضل طريقة للإنسان في مواجهة هذه الفيروسات هي ان يعقد صلحاً معها فيجاريها في حدود الا تفتك به. ولعل أي واحد منها لا يخلو من الاحتكاك بهذه الفيروسات السابحة في كل جزء من محيط المكان بمعنى انها متأثرة امامنا في كل خطوة نخطوها. ورغم المضادات التي تشم رائحتها في بعض الأماكن التي تهتم بتطهير الجو منها فقد ثبت كما اسلفت انها تستطيع ان تتكون في لحظات من جديد بسلاح اقوى مما كانت تملكه مما يجعلها في الوضع المسيطر في أغلب الأحيان وليس تحت رحمة الإنسان ولهذا السبب لا نشعر بذلك الارتياح الذي يخفف من معاناتنا في اعقاب ما نصاب ببطشها عند استعمال بعض الأدوية المضادة لأن السبب كما اسلفت أن فعالية المضادات اصبحت ضعيفة امام قوة الفيروس المواجهة له بمعنى ان المضادات تحتاج إلى جرعات اضافية حتى تستطيع ان تواجه هذا العدو الذي يختال بتناميه المستمر امام المضاد المقيد بمحدوديته حتى نتصور اننا نقف في مواجهة حلبة مصارعة بين مصارع يملك قوة عظيمة وآخر يحاول أن يبارز، بطول اللسان وليس بالقوة الجسدية وفي هذه الحالة نعرف سلفاً نتيجة هذه المواجهة حيث سرعان ما يسقط الطرف الضعيف أمام قبضة ذلك الخصم الضخم وضرباته الموجعة ولعل من الأفضل أن ننتقل إلى مصارحة أخرى مع هذا الفيروس الذي يحاول أن يعبث بحصائرنا فلا نستطيع أن نتصدى له رغم كل ما توصلنا له من الفتوحات العلمية اذ لا يخفى بأن كافة اجهزة الكمبيوتر في العالم تواجه هذا العدو الذي يعبث بفاعليتها ويجعلها ترتجف امام جبروته كما شعرت بالضعف امام هذا الوافد الجريء عندما اقتحم خصوصياتي من داخل القلب فإذا به يلوح لي بالوجوه الجديدة محاولاً اخفاء القديم منها فسارعت إلى طبيب صديق اسأله الرأي في عبث هذا الفيروس معي اذ لست في سن تسمح لي بأن انطلق على سجيتي وهذه القيود تربطني مثل ديون تراكمت علي وجهاز الكمبيوتر في البنك لا يتحرك قيد انملة اذا لم اغره بشحنة مالية تجعله يبتسم وهو يحتويها.
قال الصديق انصحك بأن تبتعد عن المضادات الحيوية ودع المخلوق للخالق. سألته وهذه الآلام التي اعانيها من الأسئلة التي تنهال علي عبر الهاتف اجاب عليك احتمال الصوت الرقيق اذ انه اخف وطأة من فيروس يدفعك إلى العزلة وتقبل المسافات التي لا يملأها سوى الحب. فمعذرة من الاصدقاء الذين قد اتجاهل نداءاتهم مؤقتاً حتى اقف في وجه هذا العدو الذي لا أرى حتى ملامح وجهه وعلينا التعاون حتى نكنسه من محيطنا بالتجاهل وليس بتناول المضادات التي اثبتت انها تغذيه وتدفعه إلى التجبر والاختيال امامنا نحن ضعفاء القلب الذين نضيق بالمسافات التي تبعدنا عن الأحبة.
للمراسلة ص. ب 6324
الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved