| مقـالات
كنت في زيارة لإحدى المدن الريفية الكبيرة في إحدى المحافظات وكالعادة وجدت جميع الأعمال المهنية تقوم بها العمالة الوافدة حتى المحلات المعنونة باسم وإشراف بعض المواطنين لا تلمح داخلها أي إشارة أو بارقة تدل على مساهمة أصحابها بأنفسهم ولو رمزياً في بعض الأعمال المهنية اليدوية أو الصناعية والميكانيكية.. وكنت أعرف أن هذه المدينة تحتضن مركزاً مهنياً منذ عشرين عاماً تخرج منه الكثير.. وعندما سألت عن مصير الخريجين في الميكانيكا والكهرباء والسباكة وغيرها قيل لي إن برامج ودورات هذا المراكز وأمثاله تتم في أشهر قليلة محددة أو أسابيع ومناهجها متواضعة لا تتعدى إعطاء معلومات رمزية في المهن التي تقوم بالتأهيل لها. أي في حدود المبادئ الأولية ربع تأهيل .. ومن هذا المنطلق فالانخراط فيها والالتحاق ببرامجها لا يتعدى الهدف منه في نظر المتقدمين لها أنها محطات توقف وفرص مؤقتة للعاطلين وغير المقبولين بمراحل التعليم الأخرى أو المتأخرين في دراستهم النظامية.. والدافع إليها والحافز للانضمام لها في نظر البعض هو الحصول على المكافأة الشهرية.. وعندما تنتهي الأشهر المحددة لهم سلفاً يتركونها لممارسة البطالة أو محاولة إكمال دراستهم في المدارس الليلية دون أن يجربوا حظهم وعزائمهم في تطبيق معلوماتهم عملياً وميدانياً.. لأنها في الأساس مبتورة وضئيلة.. وأتساءل هل من تقويم وتقييم لهذه الأمور وهذه المناهج؟ وما الحل يا ترى؟ وأين الوعي والتوعية الفاعلة والمؤثرة في هذا المجال الهام؟ وهل سنستمر على هذه الطريقة؟ وإلى متى؟ ولماذا لا نطوِّر هذه المراكز البدائية لتكون معاهد وكليات صناعية وتقنية؟
والله الهادي
للتواصل ص.ب 27097 الرياض
11417 فاكس 4786864
|
|
|
|
|