أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 9th October,2001 العدد:10238الطبعةالاولـي الثلاثاء 12 ,رجب 1422

مقـالات

هموم الحائط القصير وسؤال كبير لابد من الإجابة عليه!!
د. محمد ابوبكر حميد
الى هذه الساعة لم يتأكد بعد ان الارهابيين الذين نفذوا عمليات تفجير مركز التجارة العالمي والبنتاجون في 11/9/2001م هم عرب او مسلمين كل ما في الأمر ان هناك شكوك وهناك اتهامات وهناك سوابق بل ثبت ان الأسماء العربية التي حامت حولها الشكوك كانت بريئة، وكل هذه الأسماء التي ظهرت في بيانات ركاب الرحلات المذكورة ثبت ان بعضهم لا علاقة لهم بتلك الرحلات فبعضهم لم يرحل الى أمريكا قط مثل بعض الأسماء السعودية، وبعضهم لا يحمل شهادة في قيادة الطيران.
ان كل يوم يمر يكشف عن مسافة جديدة بين المتهمين العرب المسلمين الذين تم التشهير بهم في وسائل الاعلام وبين التهمة الخطيرة او الجريمة الشنعاء الكبيرة وفي هذه الفترة نفسها أذاعوا دليلا آخر حين قالوا انهم وجدوا سيارة بها مصحف وقالوا ان هناك مكالمة جرت من احدى الطائرات المنكوبة من امرأة لزوجها او صديقها تقول فيها ان اشكال المختطفين من الشرق الاوسط!! واخيرا وجدوا رسالة يقولون انها بخط «محمد عطا» توصية ووداع ومع ذلك لا توجد حتى الآن ادلة قوية تثبت تلك الاتهامات ولم يصدر بيان رسمي بذلك.
فكل هذه الاتهامات وكل ما تعتبره الصحافة ادلة حتى الآن عبارة عن شكوك تحتمل عدم الصحة لأنه ثبت بالفعل وجود مؤامرة خفية لربط الحادث بأسماء عربية مسلمة، والا لما تبين ان بعض الأسماء التي أذيعت واتهمت انها بريئة ولا علاقة لها بالحادث وأصحابها على قيد الحياة في أوطانهم ان على المخابرات الأمريكية ان تتساءل: لمصلحة من تم وضع أسماء عربية بريئة في كشوف تلك الرحلات؟ أليس الهدف هو تلبيس التهمة للعرب والمسلمين؟ ولا يعقل على الاطلاق أن يقوم ارهابيون عرب بوضع أسماء لأشخاص من بني جلدتهم، لان أدنى انواع المصلحة إبعاد الشبهة عن أنفسهم بتلبيسها للآخرين.
ان كل ما قيل من توجيه التهمة للعرب والمسلمين مثلما هو ممكن الحدوث، ممكن الطعن فيه، وكما أمكن دس أسماء عربية في كشوف تلك الطائرات، يستطيع الجاني نفسه ان يزور بقية الدلائل ويروجها لوسائل الاعلام، وفي ظل غياب الصناديق السوداء تظل الحقيقة ضائعة الى اليوم ولكن العرب المسلمين متهمون حتى تثبت براءتهم!!
هذا ما يمكن ان يقوله أي تفكير وتحليل منطقي محايد لسير الاحداث حتى الآن انه لا يجوز إلقاء التهمة جزافا على العرب والمسلمين دون ثبوت الأدلة على ذلك ولا يليق بدولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ان تتصرف بهذه السرعة وتلقي الاتهام على العرب والمسلمين وتعرض اولادنا في بلادها لمخاطر الانتقام والحقد والموت، وهم جميعا هناك لا يخرجون عن اثنين اما طالب علم او طالب رزق، ولا عبرة بالشواذ وهم في كل الأمم. والتطرف والحقد موجود في كل الدنيا والتطرف الديني ليس عربيا ولا اسلاميا فقط بل ايضا بوذيا وعلمانيا وبروتستانتيا وكاثوليكيا ووثنيا، اما الحقد فأعداء الولايات المتحدة كثيرون في العالم منهم الذي أظهر عداءه ومنهم من يبطنه وذلك نتيجة لمواقفها المعادية لكثير من ارادات الشعوب والاجناس وما أكثر الاجناس المعادية داخل الولايات المتحدة نفسها وفي قلبها بل وهناك الكثير من الاحقاد عليها في اوروبا اولها البلقان وأمريكا اللاتينية واليابان «للثأر القديم»، ولا يمكن ان ننسى ان الغيرة تتحول الى عقدة، وأوروبا كلها تغار من الهيمنة الأمريكية على العالم الامر الذي ألغى دورها وقلل من أهمية مصالحها.
ورغم ذلك فإن ما حدث يهز قلب كل انسان بصرف النظر عن جنسه ودينه لقد مات الآلاف من الابرياء نساء ورجالاً واطفالاً وعائلات بأكملها لا ذنب لهم على الاطلاق ولايد لهم فيما تفعله دولتهم او تتخذ من قرارات انهم ضحايا الارهاب والارهاب مرفوض في الاسلام جملة وتفصيلا حتى من قبيل الانتقام، كيف توجه تهمة الارهاب للاسلام وهو الذي يوصي قادة جيوشه وجنوده قبل خروجهم لملاقاة الاعداء: «لا تقتلوا شيخا ولا صبيا ولا امرأة ولا تعتدوا على راهب في صومعة، ولا تجذعوا النخل ولا تقطعوا الشجر، ولا تعيثوا فسادا في الارض» ولا يخرج جيش اسلامي للفتح الا وقائده يتلو عليه امر الله من فوق سبع سموات «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم».
وفي هذه الآية الكريمة هناك حدود للاعتداء وهي «بمثل ما اعتدى عليكم».
والحقيقة التي يتعامى عنها الذين يتهمون الاسلام والمسلمين بالارهاب انه لا توجد حضارة على وجه الارض أعطت «الأمان» و«السلام» لاعدائها على ارضها مثلما فعلت الحضارة الاسلامية مع اليهود والنصارى وغيرهم من الملل والنحل دون التشدق بعبارات الحرية والديمقراطية والمساواة.
ان الحضارة الغربية التي تتشدق اليوم بهذه الكلمات اللامعة لا تزال تمارس التفرقة العنصرية من مجتمعاتها ومع غيرها من الشعوب، وما يحدث هذه الايام اكبر دليل علي زيف هذه الشعارات.
لقد استعجلت أقوى دول العالم في اتهام العرب والمسلمين بعد ساعات فقط من وقوع الحادث المروع.. استعجلت في إلقاء التهمة على العرب والمسلمين لانهم الحائط القصير الذي يسهل القاء التهم عليه.. نحن نعترف ان في عالمنا العربي والاسلامي ارهابيين لكن اهل الخبرة في امور التخطيط واسرار قيادة الطيران المدني والعسكري يشكون في وصول قدرة اية جماعة ارهابية عربية او اسلامية لمثل هذا المستوى الدقيق الخطير. وأكمل الاعلام الامريكي الذي تسيطر عليه الصهيونية العالمية القصة ورسم تفاصيلها وبات في حكم المؤكد ان الذين نفذوا العمليات الارهابية عرب ومسلمون، ودقت طبول الحرب على هذا الوهم ويقف هنا سؤال كبير تجنبته وسائل الاعلام الامريكية، وحتى العربية للاسف لم تتوقف عنده طويلا، وهو لماذا غاب أكثر من اربعة آلاف موظف يهودي في يوم الحادث عن دوامهم الرسمي في مركز التجارة العالمي؟ ولماذا تم ترحيل اليهود الاربعة الذين ألقت شرطة نيويورك القبض عليهم يضحكون فرحين وهم يشاهدون الحادث المروع، لماذا لم تستبقهم ليتم التحقيق معهم؟ الا يمكن ان تكون اسرائيل وراء ما حدث ولها في ذلك مصالح عدة، وقد سبق لها التجسس على الولايات المتحدة والافساد فيها؟! انه مجرد سؤال لم يطرح حتى الآن في الاعلام الغربي، ووضع الحمل كله على الحائط القصير والله المستعان على ما يصفون.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved