| مقـالات
اود ان اشير قبل ان ادخل في هذا الموضوع، إلى أنه ربما هنالك من هو اقدر مني واكفأ مني على مقارعته وتسليط الاضواء عليه واحياء ما غيبه البعض والتاريخ معهم من قناديله المتوهجة عبر الزمان والمكان.
ولكن يشفع لي بأن لارهبانية في الاسلام وهو الدين اليومي الحي الذي يجاورنا في جميع طقوسنا اليومية دون وسائل واسباب.
فأتذكر المعلمة التي كانت تعلمنا الدين في المرحلة الابتدائية انها كانت سيدة فلسطينية نادرة تقية يشرق وجهها بالنور، وكانت تحاول دوما ان نقرب تعاليم الدين الاسلامي الى اذهاننا الغضة من خلال توسلها لاساليب مشوقة من ضرب الامثال وسرد القصص، التي كانت تختطفنا بطريقتها الجذابة في سردها، ومن ضمن تلك الامثال هي وصفها للرسول«صلعم» بالرجل الذي يحمل بين يديه بذار الخير والمحبة والخلاص للبشرية، وان البشرية هي «حقله» فكان يزرع فيها بذور العقيدة واركان الايمان، واركان الاسلام.. وهذا ليستنبت الجنة الارضية التي تأخذنا باتجاه العلوية.
هذه الصورة لا تفنى في مخيلتي فأبقى استظل بأفيائها، ونعومة اندائها، ولا اعتقد بان الاسلام كعقيدة ورسالة يخرج عن هذا الاطار سواء على مستوى التبليغ او التكليف.
ولكن حينما تروعنا كمية العنف التي اصبحت تحيط به، وشعارات الدم والنار والسحل والدمار، اجد ان جميع هذا يترصد بجنة الاسلام الارضية، فحين ان القرآن الكريم قد وازن في آياته بين شديد العقاب وغفور رحيم، فإنه كان يعلم الصراع البشري الدائم بين نوازع الخير والشر هو صراع ازلي ومشروط بوجود البشر على الارض، والعاقبة دوماً للمتقين الذين تبرز ملامح تقواهم بتلبسهم الاسلام قلباً وقالباً بجميع قوانينه الدنيوية والاخروية، وليس الإسلام الذي يمارس حالة انتقائية على ماشاء من النصوص التي توافق هواه واحلامه الآنية.
الاسلام الذي من ابسط اولوياته هو الخير والنبل والعدالة وقبول الاخرين والتعايش واياهم قال تعالى «قولوا امنا بالله وما انزل إلى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي النبيون من ربهم لانفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون» البقرة 136.
omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|