| مقـالات
لماذا نعتقد جازمين أن علينا الإجابة على أيّ سؤال يوجه إلينا من قبل الآخرين الذين لا يجدون حرجا في الدخول إلى أدقّ تفاصيل حياتك، وأنت لأنك نشأت على مبدأ المجاملة ولو كان على حساب مشاعرك ورغباتك الخاصة تضطر للاجابة على كل تلك الاسئلة الفضولية، وحتى لا تتسبب في إغضاب السائل لأنك إن لم تفعل فسيعتقد بتجاهلك له، وفي هذا إهانة لن يتقبلها بسهولة.. وربما يؤدي هذا الى نشوب خلافات ومشادات لا تدري عواقبها وما يمكن ان تجره عليك من قطع لبعض العلاقات الاجتماعية.
ولأنك تشعر ان ليس من حقه ان يعرف خصوصيات حياتك.. وفي الوقت نفسه لا تريد ان تقع في إحراج معه.. تضطر إلى الكذب في إجابتك على أسئلته اللحوحة!!
هذا الأمر يجعلنا نتساءل حول التصرف السليم في مثل هذا الموقف.. هل نتجاهل السؤال الذي لا نرغب في الاجابة عنه.. ونتعمد الانشغال عنه ونتصرف كما لو لم نسمعه؟ هل نرد على السائل بقولنا إن هذا الأمر لا يعنيه، وليس من شأنه؟ .. وهل نضمن ان هذه الإجابة الصريحة لن تُغضب السائل؟!
هل نجيب على السؤال إجابة غير صادقة، وبعيدة عن الحقيقة ونقع في الكذب تلك الصفة السيئة التي نهانا عنها الإسلام ونتحمل تبعية ذلك من تأنيب الضمير وعدم الشعور بالارتياح لأننا ارتكبنا فعلا خاطئا نعمل جاهدين على تجنبه!.
الأمر يحتاج الى شجاعة وجرأة ودبلوماسية جيدة للتعامل معه دون التسبب في إغضاب أحد، وأول باب من ابواب الدبلوماسية يتوجب علينا طرقه دائما هو الابتسامة والوجه البشوش الطافح بالمودة.. والذي يقول عنك ما يمكن ان يتعثر على لسانك وتجهل كيف توصله إلى السامع.. لأنه يحمل إليه رسالة قصيرة موجزة عن محبتك وبهجتك بالجلوس معه، ويمكنه بعد ذلك ان يتقبل منك ما تريد إيصاله له دون أن يسيء فهم مشاعرك.
رد خاص:
الأخصائي النفسي الدكتور مصطفى حسن حسين مستشفى الأمل جدة
أسعدني جدا ما جاء في رسالتك، وأعتذر لك كثيرا على التأخير في الرد. لك شكري وتقديري على ثنائك الطيب.
الأفكار القيمة التي جاءت في رسالتك الجميلة تحتاج مني إلى اكثر من مقال لمناقشتها.. فكما قلت في تعليقك على مقال (ما هي حدود الصداقة؟!!) (إن موضوع المقال هو موضوع اجتماعي إنساني يشغل بال الناس عند التفكير في مسألة الاحتياج للآخرين، ولكنه وفي نفس الوقت لا يشغل بالهم من حيث الخوف من المغامرة في السعي من أجل عمل علاقة جيدة ومتوازنة مع الآخرين).
أقول إن الذي يدفع بالإنسان دائما إلى اجتياز كل الصعوبات التي تقف حائلا دون تحقيق احتياجاته النفسية هو الذي يحمله على أن يسعى لإنجاح تلك العلاقات الإنسانية السوية. ولثقافة الإنسان السلوكية دور مهم في صياغة تلك العلاقة، ومعرفة أبجدياتها، البعض ينظر الى الصداقة على أنها تملُّك للآخر، وهذا يدفع بها سريعا الى النهاية الحتمية لها، ويعمل على إلغائها. من المهم توفُّر صفة المرونة في التعامل مع الآخر، وتفهُّم رغباته واحترام افكاره والنظر الى الصداقة على أنها نزهة جميلة في دروب الحياة ومشاركة فاعلة في ميادينها بعيدا عن الأنانية التي تجعل صاحبها يتجه نحو البحث عن المنفعة الشخصية فقط، وكأنه يمثل العالم كله وليس مجرد نبضة من نبضاته!!
wialomair@yahoo.com
|
|
|
|
|