| محليــات
*** ليس أصعبَ على المرء من تبديد حلمه بمجرد أن يستيقظ، ولا أن يبدأ في الحلم، فيغفو.
*** وليس أيسر على من لا يشعر بالآخرين، مِن أن يعيش لذاته، وهو لايدري بوجودهم معه.
هذا لكم،
أمّا ما هو لي فأقول:
*** كتب عبدالمحسن الرشيد:......، وبعد؛ فإنَّني أستمتع بما تكتبين عن المناهج الدراسية، وتشدني موضوعاتكِ عن اللُّغة العربية حيث بدأتِ السلسلة الجديدة التي قرأتُ مقالين منها، لذلك أستعجل قبل إتمامها فأرسل لكِ فاكسياً بطلب ضرورة وضع اليد على سبب نفورنا من دراستها. إنَّني على ثقة بأنَّك سوف تصوِّبين أخطائي، وأرجو أن تفعلي...، ولديّ الآن كلَّ مقالاتكِ عن هذا الموضوع. أطلب منكِ يا عزيزتي أن تجمعيها في كتاب، لأنّني على يقين بأنَّ الجميع سوف يسعدون بذلك. خاصة قارئكِ الذي هو أنا.....».
*** ويا عبدالمحسن، أولاً أشكر لك «برقيتك الفاكسية العاجلة» هذه حسب ترويستك لها، ويسعدني تفاعلك مع الموضوع. كما أنَّه من الموضوعات «القضية» التي تشغلني، وأسعد كثيرا عندما أجد من يتفاعل مع هذه القضية لأنَّ اللغة العربية لغة قوم، عليهم العناية بها، والعمل من أجل بقائها حيَّة قويّة على ألسنتهم، وإلاَّ فإنَّها محفوظة بحفظ الله تعالى لها في التنزيل الحكيم، دستور هذه الأمة، القرآن الكريم.
وأعطف على ما ورد في برقيتك من عبارات التقدير بتقدير مماثل ولك شكري ولسوف أحقق رغبتك في طباعتها بإذن الله لأنَّها تتفق مع ما أتطلع إليه.
*** كتبت نورة عبدالله السعيد: «... بعد وفاتها مات كلُّ شيء جميل في حياتي، تخيَّلي يا كاتبتي العزيزة أنَّني حاولت الصَّمود أمام الخوف، وأمام الدموع لكنَّني لم أستطع مقاومة الشعور بفقدها...، هناك أسباب أخرى سأذكرها غير أنّها خاصة وليست للنشر. وأريد منكِ أن توجهيني كيف أتصرف بعد معرفة هذه الأسباب؟... إنَّني أختم هذه الرسالة بتقديم إعجابي بكِ وحبي لحرفكِ وانتظاري لكلّ ما يأتي منكِ يومياً فلا تغيبي عنا كي لا يزداد حزني وخوفي...».
*** ويا نورة، رهافتكِ، وحسكِ اليقظ يجعلكِ تتربّصين بكلِّ علَّة مهما صغرت أو عبَرت كي يزداد خوفكِ، وتنهمر دموعكِ، فمن ذا الذي لا يخاف في هذا الوقت الذي غدا فيه الإنسان نصلاً مزروعاً في ظهر الإنسان؟... ومن ذا الذي لا يبكي وكلُّ ما يحيط بالإنسان يبكيه؟! صدِّقيني يا صغيرتي أنَّ الإنسان المعاصر مكلوم بالإنسان، وما يقوِّي عزيمة النفس هو الإيمان بالله تعالى، والإحساس بقربه، وببابه المفتوح كي ترسلي إليه بدعائكِ كي يرسل إليكِ رحمته فلا تعودين في شيء من الهم أو الحزن. ظروفكِ الخاصة تفهَّمتها جيداً، وأثق في قدرتكِ على اجتيازها مع التَّوكل على الله تعالى فهو الذي سيعينكِ كي تجتازي مآزقها ومنعطفاتها، ذلك لأنَّها لا تتطلَّب أكثر من الصّبر، فهو باب إلى الفرج. سوف تجدينني معكِ كلَّما أردتِ،... ولسوف يكون بين يديه تعالى لكِ الكثير من الدعاء. وأشكركِ وأنت في كلِّ هذا الازدحام أن تكوني إلى ما يأتيكِ هنا في هذه الزاوية من هذا المكان. حفظك الله وحماكِ.
*** كتب محمد الشهري: .. لقد أضناني السفر من مكان لآخر أبحث عن عمل، ولمَّا وجدت، حرصت أن أتفوق في عملي، وتفوقت، لكن ماذا تقولين يا من تنشدين المثالية بين الناس؟ إذا عرفتِ أن رئيسي هدَّدني بالطرد من العمل عن طريق تخفيض درجات تقرير الكفاية لي كي يجد المبرر لإيقافي عن العمل، وماذا تقولين إذا كان زملائي يصدَّون عني؟ ودافعهم الغيرة منِّي، وإنِّي قد حاولت التّقرب إليهم دون فائدة؟
كيف يُقضى على هذه الروح «السيئة» في الإنسان يا دكتورة خيرية؟. فهل أترك العمل وأهيم على وجهي؟... إنِّني كتبت اسمي صريحاً كي يقرأه من يقرأه فليس لدي ما أخفيه بل على استعداد كي أواجه الأشخاص بأسمائهم. لك شكري وتقديري».
*** ويا محمد: هناك نوازع تتجاذب الإنسان، جانب منها وضيء حين ينمو الخير في نفسه، ولا ينمو ويثمر إلاَّ بالايمان المطلق في الله ذلك الذي عنه يتحقق للنفس البشرية توازنها حين تقسر صاحبها على أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وتحت هذا المبدأ تكون تفاصيل الحياة الهنيئة، وفق ما وجَّه إليها خالق هذا الكون بمن فيه، وما فيه. وجانب منها مظلم حين ينتشر الشر فيها وينمو، ولا تكون كذلك إلاَّ بالبعد عن الايمان وامتثال توجيه الخالق نحو دعائم الخلق الرباني السامي.
والناس يا محمد حين يميلون بأنفسهم إلى الجانب الثاني فإنّ الدنيا تكون محور الاهتمام لديهم وبالتالي يُطمس على بصيرتهم فلا يرون في الحياة سوى ذواتهم وهذا ما يجعلهم يتكالبون على كلِّ ما يوظف الحياة لهم. عليك بالصَّفح وكظم الغيظ والعفو عنهم امتثالا لطلب الله تعالى وتوجيهه، تصفو لك الأمور، وتهون عندك صغائرها، ولسوف يكون الله معك.. فقط عليك الالتزام باتقان عملك، والإخلاص فيه، والتَّمثل بالخلق الحسن. والله يهدي من يشاء إلى السواء، ولا تنس قوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنَّه ولي حميم».( فصلت 34).
*** إلى: سعاد عبدالخالق: لا أدري إن كان طلبك قد وصل إلى الجهة التي ذكرتِ أم لا، ولعلَّك تجدين من يراجع في شأنكِ لعله أن يكون ضلَّ الطريق.
*** طالبات كلية التربية الأقسام العلمية: لعلَّ الزميلة الصديقة عميدة الكلية تدري بما تحملن لها من التقدير والشكر لكلّ ما تبذله لكن. ويسعدني أن أنقله هنا، كما يسعدني أن أحيي فيكن هذا الوفاء.
*** إلى عبدالعزيز عبدالله السدرة: أشكر لك ما جاء في خطابك، ولا بأس يمكنك تزويدي بما تكتب ولسوف أحرص على ابداء ما يفيدك، ونشر ما ينفع، وأشكر لك هذه الثقة.
*** إلى ابتسام العبدالقادر: لا أدري كم من العدد، ولكن أدري كيف من الكيفية: و... ثقي أنَّ من يحيا في هذه الدنيا متفكراً لا يعدم الخروج بحكَم الحياة، أمَّا من يسدر فيها، ويجعلها أوَّل شيء يفكر فيه، وينتهي إليها تفكيره فإنَّه لا محالة في ضياع و... لكِ مثل هذه المشاعر الصادقة يا ابتسام.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص ب 93855.
|
|
|
|
|