|
| متابعة
* نيقوسيا. (د ب أ):
دافع وزير الخارجية ياناكيس كاسوليدس عن قرار حكومته بالسماح للقوات الجوية الأمريكية باستخدام المجال الجوي القبرصي ومنشآت بمطارات الجزيرة التي تقع بمنطقة شرق حوض البحر الأبيض المتوسط.
جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه أحزاب المعارضة أنه كان يجب مناقشة القضية أولا في المجلس الوطني (البرلمان) القبرصي.كان مجلس الوزراء القبرصي قد قرر يوم (الخميس) الماضي الموافقة شبه الفورية على الطلب الذي قدمته الولايات المتحدة يوم (الاربعاء) الماضي بالسماح لها باستخدام الاجواء القبرصية.
وأضاف كاسوليدس إن الحكومة اختارت الرد فورا وإلا ستعتبر أن لديها تحفظات على الطلب الأمريكي.
وأوضح وزير الخارجية القبرصي قائلا «أعتقد أن عرضنا مادام ذا قيمة. فإنه كان لا بد من تقديمه دون تردد نظرا لأن هذا القرار القبرصي يعني الوقوف إلى جانب المجتمع الدولي في الحرب ضد الارهاب».
وقال كاسوليدس إنها مسألة ملحة ولم يكن هناك أي وقت لبحثها مع قادة الأحزاب. مضيفا أن فكرة طلب الحصول على ثمن ما مقابل قرارنا لم تكن فكرة صائبة في تلك المرحلة.
واستطرد وزير الخارجية قائلا «سيكون خطأ سياسيا وأدبيا في هذه المرحلة أن نثير قضية الحصول على مكاسب سياسية. نحن نعتقد بأن ثمةحاجة إلى مكافحة الارهاب. هذه الشبكة الدولية تهدف إلى تدمير الحضارة وفرض تعصب يعود بنا إلى القرون الوسطى المظلمة. وهو شيء غريب تماما على قيمنا ومبادئنا».
من ناحية أخرى. ردد ميخائيل بابابترو المتحدث باسم الحكومة نفس المعنى قائلا «إنها قضية ملحة. رد فعل قبرص السريع كان مهما. كان لا يمكن أن نظهر بأن لدينا تحفظات» .
وطمأن بابابترو قادة الأحزاب بأنه لم يكن هناك أي سبب خاص دفع الحكومة إلى عدم التشاور معهم حول قرار موافقتها على الطلب الأمريكي باستخدام مقاتلاتها للاجواء القبرصية .
من جهته اعترف ديميتريس كريستوفياس رئيس مجلس النواب وزعيم حزب آكيل اليساري بأن الطلب الأمريكي وضع الحكومة في موقف صعب. ملمحا إلى أنه لم يكن هناك مناص من الموافقة. ومع ذلك أشار إلى أنه كان يتعين على الحكومة وضع شرط للحصول على "ضمانات" أولا بضرورة عدم استخدام المجال الجوي ومطارات الجزيرة في أغراض عسكرية تستهدف دولا عربية مجاورة.
وفي بيان أصدره صباح أمس الأول أكد الحزب أن قرار منح القوات الجوية الأمريكية تسهيلات بالطيران في أجوائنا مسألة «خطيرة» كان يجب مناقشتهاداخل المجلس الوطني. كما أدان البيان الارهاب. مضيفا أن قبرص لا يمكن أن تغيب عن الحشد الدولي ضد الارهاب.
وأضاف البيان «حزب أيه.كيه.إي.إل (آكيل) يعارض بصورة قاطعة استخدام الجزيرة لشن أي هجوم ضد دول عربية مجاورة ويعارض بصفة عامة توجيه ضربات لن يكون ضحاياها سوى أبرياء وليس المسئولون عن الارهاب».
من جانبه قال حزب ديكو إنه ليس في وضع يمكنه فيه التعليق على قرار الحكومة طالما أنها لم تتشاور معه من الاصل. غير أن حزب الوسط انتقد الرئيس القبرصي لعدم طرحه القضية أمام المجلس الوطني للبلاد.
في الوقت نفسه. قال يياناكيس أوميرو زعيم حزب كيسوس إن حزبه يتفق على أن قبرص يجب أن تتعاون مع المجتمع الدولي في حربه ضد الارهاب. غير أنه انتقد أيضا قرار الحكومة بعدم التشاور مع قادة الأحزاب المختلفة قبل موافقتها على الطلب الأمريكي.
بينما أكد رئيس حزب التجمع الديمقراطي نيكوس أناستاسياديس أن القرار يرجع إلى الحكومة التي تضطلع بشئون السياسة الخارجية لان تلك هي مسئوليتها دون غيرها.
وأضاف في تصريحات نقلتها القناة الثانية بالتلفزيون القبرصي أن واشنطت كانت ستعول على استخدام القواعد البريطانية الموجودة بالجزيرة في حالة عدم موافقة الحكومة القبرصية على تقديم تلك التسهيلات لها. إلا أن صحيفة سايبرس ميل اليومية حذرت من أن القرار قد يتسبب في الزج بقبرص في أتون الصراع المزمن بالشرق الاوسط..
|
|
|
|
|
