| مقـالات
لم تكن تلك التصريحات الواضحة والاجابات الصريحة لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية التي عبر فيها عن موقف المملكة حيال الاوضاع الأخيرة والمستجدات الخطيرة التي شهدها العالم في الفترة الماضية القريبة لم تكن هذه التصريحات الا تعبيراً صريحاً وصادقاً عما يشعر به كل مواطن سعودي نحو وطنه وقبل ذلك وبكل فخر واعتزاز نحو عقيدته السمحة الغراء.
لقد كانت تصريحات سموه إلى الصحفيين والتي تناقلتها وكالات الأنباء صريحة في قوتها وقوية في صراحتها وواضحة في اجاباتها. لم تحمل تلك الاجابات الدبلوماسية التي يلجأ إليها أحياناً البعض من غير أن تغوص في أعماق الاجابات التي تشفي غليل السائلين المتعطشين الى الحقائق التي يريدون سماعها من المسؤول.
لقد تابعت كمواطن اجابات سموه التي امتلأت وضوحاً وصدقاً وصراحة واحسست أنها تترجم مشاعر كل مواطن. فقد كثر الحديث عن الارهاب، وكثر الكلام عن التطرف بعد تلك التفجيرات والحوادث المؤلة المدمرة التي تابعها العالم وراح ضحيتها أبرياء في الولايات المتحدة الأمريكية.. وأراد اعداء الاسلام ان ينتهزوا فرصة الصيد في الماء العكر، فاخذوا يشددون من حملتهم المسمومة وحربهم الدنيئة ضد الاسلام، يحاولون تشويه صورته الناصعة ويسعون بعدائهم السافر للاسلام أن ينالوا من مكانة المملكة.
وهنا كان لابد من وقفة من مسؤول يقف على قمة الهرم الأمني بالمملكة اشرافاً ومتابعة وتوجيهاً وكان موقف سموه صريحا ليوضح للجميع أن الاسلام بريء من كل شائبة يحاول اعداؤه زوراً وبهتاناً أن يلصقوها به. كما أن المملكة العربية السعودية ستظل حصناً قوياً منيعاً في عالم الاسلام لا يضرها مهما حاولت أقلام حاقدة أو فضائيات حاسدة أي كيد أو دسيسة أو محاولات لخديعة مستهلكي خدمات هذه الفضائيات، فالصورة أنقى من أن تشوه وأصفى من أن تعكر. ولقد كشف سموه للعالم أجمع أنه شتان بين شعب يكافح من أجل حريته واستقلاله وبين فئة مشبوهة تحاول الاساءة الى صورة المسلمين والى نقاء الاسلام وصفائه.
كما كشف سموه أن المسلمين هم دعاة سلام وتسامح منذ القدم، وأن الاسلام ينبذ العنف والارهاب ليعيش الناس في أمن وسلام وسعادة واطمئنان. وكم كان سموه صريحاً وواضحاً حين عاتب المحققين والجهات الأمنية في الخارج وطالبهم بضرورة التريث قبل توجيه الاتهام والتحقق والتأكد قبل الزج بأسماء الابرياء وتوجيه اصابع الاتهام نحوهم. فقد كان ذلك درساً في الأمن وتوجيهاً في العدالة، واضاءة لابد منها لكل من يهمه أمن الناس وسلامتهم.
ولقد وقفت أتأمل اجابات سموه الواضحة عندما تساءل عمن يزود الارهاب بالسلاح ومن يمده بأدوات الفتك والدمار حتى أصبح من يقومون بذلك في موضع الخوف وموضع الشفقة بعد أن أساؤوا إلى أنفسهم بعد أن سبق لهم الاساءة إلى غيرهم. فقد حافظوا على دعاة الفتنة وعلى من شقوا عصا الطاعة وخالفوا الجماعة بدعوى حقوق الانسان.
فكيف بهم اليوم وقد ارتدت التهم نحوهم. الم يكن حرياً بهم أن يستمعوا إلى نداءات الحق والعقل والحكمة والعدل حتى تتزن موازين العدالة الدولية فيأمن الجميع على أنفسهم وأموالهم؟
إن هذه الاجابات بقدر ما حملت من صراحة فقد حملت مشاعر المواطنين التي تستنكر الارهاب وتنبذ العنف وتدين كل أعمال التطرف، وفي نفس الوقت تعتز بأنها تعيش في بلد له تجربته الأمنية الفريدة التي صارت مضرب المثل في عالم اليوم وذلك بفضل الله الذي وفق قادة هذه البلاد الى اقامة شريعة الله منذ تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، فاستقام فيها ميزان العدالة وانتشرت راية الحق والعدل فحلت الطمأنينة وأظلتها دوحة الخير والأمان. وكم كان سموه بعيد النظر حين اشار الى الاتفاقية الأمنية لمكافحة الارهاب التي اقرتها الدول العربية والتي شارك في صياغتها وزراء الداخلية ووزراء العدل العرب، فقد أوضح سموه للعالم كم أن العرب متقدمون وعازمون على مكافحة الارهاب فقد قطعوا اشواطاً متقدمة في هذا المجال فهل استفاد العالم من تجربتهم في وقت يسعى فيه لحشد الجهود لمكافحة الارهاب؟ وهلا نظر العالم بعين الانصاف لجهود الأمة العربية في هذا المجال؟
أقول : لابد من وقفة تأمل ليستوعب الجميع تلك الدروس التي أعطاها سمو وزير الداخلية للعالم صدقاً ووضوحاً وصراحة ونصحاً في هذا الوقت الصعب الذي يحتاج فيه العالم إلى الحكمة والعقل مع الحزم والوضوح.
حفظ الله أمننا وأدام علينا كامل نعمه.
وبالله التوفيق
|
|
|
|
|