أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 6th October,2001 العدد:10600الطبعةالاولـي السبت 19 ,رجب 1422

مدارات شعبية

لست شاعراً
هزاع الاسيمر
لا أحاول ان اصنع من الحبة قبة، ولكن تراكم الحبوب على بعضها يشكل في النهاية ماهو أكبر من القبة.
لذلك سأعلق على الحبة الأخيرة التي اعتلت هرم الاستفهامات المتراكمة لدي جراء نعتي بالشاعرالتي كان آخرها ما نشر يوم الجمعة 11/7 في التحقيق الذي قمت به مشكوراً عن شاعرنا في اليوم الوطني المجيد.
تلك الاستفهامات التي تحاصرني كلما نعتني أحد بالشاعرية التي لم أمنح موهبتها حتى ارتضيها ملازمة لاسمي تكرر نشرها في الصحافة الى درجة أصبحت اتحرج منها حينما بلغ الامر الى ان يطلب مني القاء قصيدة في مناسبات كثيرة.
لقد صنفتني الصحافة الشعبية شاعراً على الرغم من اني لم اكتب قصيدة قط واعني قصيدة بالمعنى الابداعي الذي يستحق النشر، ولست الوحيد المتورط فالكثير غيري والاكثر الذين تورطت بهم الساحة واصبحوا شعراء اعلامياً فقط بعد ان دخلوا من باب الصحافة او من باب النقد او الكتابة المقالية ثم انجرفوا الى الشعر بعد ان امنوا الاعتراض.
هنا تجاوزت التعبير عن الموقف الشخصي ودخلت من بابه الى الظاهرة الواضحة للعيان في الساحة الشعبية وهي الخلط في التصنيف الادبي لكل المشتغلين والناشرين بها حتى لم نعد نميز بين الشاعر وغيره سواء كان صحفياً أو كاتباً او ناقداً او باحثاً. لقد طمس ضمير الساحة الشعري كل أولئك واحتواهم ثم سيرهم الى حيث يريد الشعر ومع أنني لاانكر مساحة الشعر الشاسعة في الساحة وعموديته المتوارثة وقوته المسيطرة الا ان ذلك ضره من ناحيتين:
أولاهما: تشويه صورته الجميلة بكثرةالدخلاء طمعاً في الامتيازات التي يحصل عليها الشاعر دون غيره من زملائه في الساحة.
وثانيهما:ترك أولئك الدخلاء لمواهبهم الأصلية المجاورة للشعر وعدم اهتمامهم بها وتنميتها وصقلها لاعتقادهم بعدم جدواها في ظل تيار الشعر الجارف الذي يدعمه ضمير الساحة الشعري. وعندما اعبر عنهم بالدخلاء فانني اقصد انهم دخلاء على الشعر وليس على الساحة الادبية الشعبية لأن بإمكانهم ان يكونوا اعضاء اكثر فاعلية في الساحة لو اهتموا بمواهبهم الأصلية وظهروا بها. ولكن كما اسلفت احساسهم باهتمام الساحة بابنها المدلل: الشعر على حساب مواهبهم جعلهم يخنقونها بمحاولتهم تحويرها للشعر ففقدت الساحة بذلك توازنها مع احتياجها الشديد لهم ودفعت الضريبة بأن أصبح الكل شعراء.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved