| عزيزتـي الجزيرة
أخي المعلم.. اعلم بأنك حجر الزاوية والركن الأهم في بناء العملية التربوية والتعليمية وان نجاحها مرهون بما تحققه من نجاح على صعيد عملك، فلقد أُنيطت بك مسؤوليات جسام، تتطلب منك ان تبذل قصارى جهدك لكي تواكب كل المتغيرات والمستجدات التي تطرأ على ساحة عملك المدرسي بشكل خاص والميدان التربوي الأشمل بشكل عام، لاسيما وانت تشهد انفجار المعلومات من حولك عبر وسائط تعددت وسائلها المقروءة والمسموعة والمرئية ولأن تلاميذك في كل المراحل أصبحوا على صلة وثيقة بوسائل الاتصال والاعلام ولم يعد هناك مايسمى بالأمية فهم عرضة للغزو الفكري والثقافي والذي تنطلق افكاره عبر المغريات التي تقدم للشباب بوضع الاعداء السم في الدسم عندما هدمت القنوات الفضائية وشبكة الانترنت كل الحدود لتصل إلى كل دولة بل إلى كل بيت وما أكثر ما يستهدف الناشئة والاسرة.
فمسؤوليتك تعظم والدور المعوَّل عليك يكبر فلتكن على مستوى التحديات التي تحاول النيل من بناة المستقبل وشباب الامة خصوصاً بعد ان حوَّل الكون إلى عالم صغير ما يحدث في شرقه يعرف به سكان الغرب.
فأتمنى أن تعي رسالتك وتضطلع بمهام عملك، وتعرف قدر ومكانة مهنتك وتسعى جاداً ومخلصاً لتصنع لتلاميذك بعون الله وقوته مستقبلهم وتحقق معهم وبهم احلامهم وتطلعاتهم وترسم على صفحات عقولهم النيرة وفي قلوبهم «النهج القويم» الذي تنبثق تعاليمه وتنبع مبادئه من تعاليم دين عظيم بما يجعلهم يعكسون ما تعلموه في المدارس على سلوكياتهم ويُعْملون افكارهم وينمون قدراتهم ليكونوا أعضاء نافعين وأفراداً صالحين.. يخدمون دينهم ويعلون راية وطنهم ويحققون أحلامهم.
كن لتلاميذك قدوتهم الحسنة، فعيونهم بك معقودة وتشبث بعقيدتك الصافية، واجتهد في الرقي بأساليبك ووسائلك وطرائق تدريسك وبأدواتك وبتنمية معرفتك وباطلاعك على الجديد في مجال عملك واخذك للحديث والمبتكر الذي يسهم في تحقيق أهدافك وايصال رسالتك وإفهام طلابك وتنمية مداركهم والرفع من قدراتهم.
واعلم أخي المعلم بأنك إذا اردت النجاح في عملك اليوم وان تكون مؤثراً في النظم والمخرجات التعليمية المستقبلية فإن طرائق التدريس السابقة واعتمادك على الأساليب التقليدية القديمة لن تمكنك من بلورة المنهجيات المناسبة وسط عالم اتفق الجميع على تسميته بالعالم الصغير احدثت متغيراته المتلاحقة انقلابات في المفاهيم وهذا في حد ذاته يتطلب«معلمين» تكون مهنتهم الأولى ان يكونوا مربين تتعدى خدماتهم غرفة الصف لتشمل مجتمع المدرسة والحي والمدينة وفق جهود منظمة تجد العون من الاسرة والمؤسسات الاهلية والحكومية وهذا يتطلب كما أرى إعداداً جيداً لمن يرغب الدخول الى ساحة التربية والتعليم والمهمة موكولة إلى الكليات والجامعات التربوية حتى لايكون التدريس مهنة من لامهنة له.
أخي المعلم.. أنت مطالب ان تجمع بين الفن والمهارة والمعرفة في تنفيذ دروسك ومطالب ان تتغلب على الصعوبات والسلبيات التي قد تبدو لك في المناهج او الامكانات ومطالب بأن تنهض بمستوى طلابك وثق بأن المعلم الناجح المتميز لايعوقه عن تحقيق الدور الفعال نقص إمكانات لأنه.. يمارس عملية التربية والتعليم بأسلوب منطقي وعلمى يعتمد على أدائه وما يتمتع به من صبر وطاقة واخلاص واجتهاد وايمان برسالته والمام بأساليب التدريس الفعال.
فسر بارك الله خطاك.
محمد إبراهيم محمد فايع
خميس مشيط
|
|
|
|
|