| عزيزتـي الجزيرة
في هذا الزمن الغريب المتغير الأحداث والتقلبات، في هذا العصر عصر العولمة عصر التطور التكنولوجي السريع، عصر الأحداث والوقائع المختلفة، تشكلت الدنيا بألوان التغير العجيب الموحش.
تغيرت أحداث الزمن فدارت رحاها للتغيير وغيرت معها العالم والمجتمعات وبالطبع الأفراد أنفسهم. وتأثرت المجتمعات وتغير الكثير من جوانب الحياة فيها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. تساير بالطبع التغيير الحاصل وتواكب ركب حضارته. فلم يعد كثير مما كان في السابق صالحا يليق بحياة اليوم، حيث لا تنطبق عليه حضارة المستقبل الجديد.
أثرت الحضارة الجديدة على المجتمعات فتأثرت الحياة الأسرية في المجتمع وتغيرنمط حياة الأسر من الأسرة الممتدة الى الأسرة النووية. فسادت حياة الاستقلال الشخصي
لكل أسرة مما أثر بدوره على نوع العلاقات الاجتماعية في هذه الحياة. ولكن هناك ما يسمى قيم وعادات الشعوب وتقاليدها وثقافته فهي تبقى رغم حدوث التغيرات القسرية والجبرية والارادية واللاارادية في هذا المجتمع. والأفراد هم فقط من يستطيع المحافظة على هذه القيم والبقاء عليها والدفاع عنها، والأسرة لها دور كبير في تعليم أفرادها كيفية الحفاظ على القيم المجتمعية رغم حدوث أي تغيير، ومن هذاالمنطلق فالأسرة هي القادرة على تعليم أفرادها الحفاظ على القيم المجتمعية والحفاظ على الروابط الأسرية والاجتماعية في الأسرة. فالرابطة بين الاخوة والأخوات رابطة دم وعرق ونسب والأسرة هي من يربي ويقوي هذه الرابطة حيث يعمل الوالدان على زرع الأخلاق والمبادىء والقيم الدينية في أفرادها وتعليمهم كيفية المحافظة عليها.
ومما يؤسف له ان كثيراً من الروابط الأسرية قد تخلخلت واهتزت واشرفت على الانهيار. في ظل المتغيرات الحاصلة في هذا العصر الحديث.
ولم تعد مثل السابق وللأسف كثير من سلوكيات الأفراد تغيرت وانجرفت مع تيار العصر الحديث. فلم تعد روابط الاخوة تأتي ثمارها وتؤدي دورها مثل السابق. وحلت محلها روابط المنفعة والمصلحة الذاتية.
وبذلك ضعفت العلاقات الأخوية بين أفراد الأسرة الواحدة فنجدها مثلا فقدت الكثير من أهميتها فلم تعد تلك الرابطة القوية التي لا تتحطم مهما تعرضت من هجمات وصدمات وتصدعات في داخل الأسرة أو خارجها. ولعل أكثر ما يتأثر بهذا التغيير وتضعف رابطته هو رابطة الاخوة في الأسرة الواحدة.
فالمرأة بطبيعتها هي مرفأ الحنان والعطف والود وهي صاحبة القلب الكبير وذلك بفطرتها التي فطرها الله عليها، ولكن رغم هذه الميزة العظيمة فهي شفافة تتأثر ببصمات الضرر التي تنطبع على قلبها وتخدش صفاءه ونقاءه.
والرجل هو الحمى لأفراد أسرته وعميدها وأساس كيانها ونبع العطف والعطاء لافرادها.
وحيث ان مكان المرأة في أسرتها الأبوية أو الزواجية تتأثر بما يطرأ على المجتمع من تغيرت. فمكانة المرأة وقيمتها الاعتبارية في كلتا الأسرتين لم تعد تحظى بما كانت تتمتع به من قوة التأثير والاحترام والاهتمام، ونظرا لارتفاع مستوى المعيشة لدى الفرد في مجتمعنا ولله الحمد وحصول الكثير من النساء على عمل يفي باحتياجاتها الخاصة وأسرتها لذا لم تعد المرأة بحاجة الى معيل بل أصبحت عضوا مشاركا في الأسرة ولها دور كبير وفاعل في هذا المجال.
ولأن الجانب الاقتصادي والحاجة المادية أصبحت هي ما يقاس به الكثير من العلاقات في هذا العصر الراهن. أثر ذلك بدوره على الرابط الخلقي والقيمي في نفس الفرد. وضعفت رابطة الخلق والعرق والقرابة ونزلت بالتالي قيمة الاخوة وأثرت بدورها على قيمة المرأة ومكانتها الاجتماعية في أسرتها فحل التنافس محل التعاون والتناحر محل التفاهم والحوار. وعلت قيمة العناد وعدم التنازل والخضوع للهوى وتناسي صلة ذوي القربى وصلة الدم والعرق والدين.
وهنا يتبادر الى الذهن سؤال هل تغيرات الزمن هي الشماعة التي نعلق عليها عجزنا عن التفاهم والتكيف في ظروف المجتمع المتغير وعجزنا عن السيطرة على أنفسنا وسيطرتنا عليها. أم نحن تناسينا ونسينا ماذا نحن فيه من دين اسلامي حنيف هو عقيدتنا ومذهبنا وهو مآلنا ومرجعنا عند كل وقفة زمن شائكة نتأمل فيها ونتزود من مبادىء هذا الدين القويم ثم نعود مرة أخرى للصراع في هذه الحياة. انتظر اجابة لسؤالي منكم اخوتي واخواتي قراء هذه الصفحة. وشكرا.
البندري بنت سعود الطير
الرياض
|
|
|
|
|