| المتابعة
* اعداد بدور الشلوة:
في عصرنا الحديث والاهتمام من المجتمع بكافة افراده بالتعليم والتربية نجد ان من يحملن لواء هذه المهنة يتذمرن من عملهن.
حاولنا في هذا الحوار ان نقف على مدى توسع ظاهرة تحويل المعلمات من عملهن الى العمل كمساعدات في الادارة المدرسية والاسباب التي تدعو المعلمة للتحويل من عملهن الى مساعدات.
حيث يرى الدكتور عبدالعزيز بن سالم الحارثي مدير عام تعليم البنات بالمنطقة الشرقية أن من الاسباب الداعية لذلك التشبع بمهنة التدريس لمن امضت سنوات طويلة والرغبة في تجديد نمط العمل المدرسي وما تتطلبه عملية التعليم في الوقت الحاضر لمواكبة التطوير العام في الحياة وما يتبعها من مهام ومسئوليات كالتجديد في اساليب التحضير واعداد الوسائل بطرق مبتكرة واعداد اوراق العمل ونماذج الاسئلة المتنوعة، ناهيك عن تعدد المناهج بالاضافة الى مشاركة المعلمة بالانشطة والمناسبات الدورية كل هذا لم يكن متواجدا في الاعوام الماضية مما اثقل كاهل المعلمة وجعلها تحمل الكثير من اعباء العمل معها للمنزل مما دفعها الى طلب العمل الاداري كذلك الحالة الصحية التي تمر بها بعض المعلمات كالتهاب الحبال الصوتية، الام الظهر والركبتين، السكر الضغط، الامراض النفسية..الخ مما يدفع المعلمة الى طلب «مساعدة» ظنا منها بأن ذلك سيخفف عليها معاناتها الصحية او النفسية ايضاً اثقال كاهل المعلمة بأعمال زميلاتها عند تمتعهن بالاجازات المرضية المتقطعة او الطويلة والتي يتم التساهل في منحها من قبل بعض المستشفيات الاهلية او الحكومية او ندبهن لمدارس اخرى او الحاقهن بدورات وخلافه كذلك عدم استقرار وضع بعض المعلمات بالمدرسة وعدم تفعيل دور بعض الوكيلات في المدارس وعدم تحملهن المسئولية كما يجب مما يجعل المعلمة تنظر الى مهام ومسئوليات الوكيلة اقل بكثير من مهام المعلمة ويستطرد الدكتور عبدالعزيز الحارثي ان عدم وجود حوافز مادية للمعلمة تميزها عن الوكيلة حيث كما اسلفنا ان المعلمة تعتقد بان دورها اكثر ثقلاً من دور الوكيلة ولكنها تساويها في الراتب مما يدفع المعلمة الى التطلع لوظيفة وكيلة..وكذلك لاولياء الامور والطالبات في المدارس دور كبير في عزوف المعلمة عن التدريس ورغبتها في وظيفة وكيلة او اي عمل اداري آخر وكذلك ما تعانيه المعلمة وخاصة في مراحل ما فوق الابتدائي من سلوك غير تربوي من قبل الطالبات مع قلة الاحترام للمعلمة ايضاً الندب للمدارس والكليات ادى الى رفع نصاب المعلمات من الحصص الدراسية وزاد من الضغوط عليهن داخل مدارسهن وهذا بدوره ساهم في زيادة طلبات المعلمات على وظيفة وكيلة هروباً من التدريس.
كما تعلل الاستاذة خديجة علي البلوشي مديرة ادارة الاشراف التربوي لمحافظة حفر الباطن هذه الظاهرة ورغبة المعلمة للتحويل لوظيفة مساعدة الى عدم وجود حوافز تشجيعية للمعلمات وكثافة المناهج وعدم احداث اي تجديد فيها وكذلك الخدمة الطويلة للمعلمات في التدريس.
كما تضيف الاستاذة خديجة البلوشي ان من الاسباب التي تدعو لذلك ضغط الحصص على المعلمات وكثرة المهام والاعمال المسندة اليهن ووجود بعض الظروف العائلية التي قد تحول بين المعلمة وتمكنها من اداء واجباتها التحضير اعداد الوسائل ..الخ.
وكذلك اعتقاد بعض المعلمات ان مسئولية المساعدة اقل عبئاً فالمساعدة لم تلزم بوقت معين لأداء عملها واقل مسئولية من مديرة المدرسة وكثرة اعداد الطالبات وتكدسهن يدعو المعلمة احيانا للهرب من مهنة التدريس فتبحث عن مجالات العمل الاداري.
كما تضيف الاستاذة فوزية البكر مديرة ادارة الاشراف المكلفة بمنطقة حائل ان من الاسباب التي تدعو المعلمة للتحويل الى وظيفة مساعدة كثرة الاعمال المطلوبة من المعلمة وهروب بعض المعلمات من التحضير وزيادة الجداول ورغبة المعلمات بالتفرغ الكامل في المنزل..وعدم الانشغال بالتحضير ووجود معلمات فترة طويلة في التدريس مما يشعرن بالملل من الروتين وكذلك رغبة بعض المعلمات في الحصول على مراكز قيادية واعتقاد بعض المعلمات ان عمل المساعدة راحة.
وترى مديرة ادارة الاشراف التربوي بالشمال الاستاذة جواهر بنت عبدالله بن مساعد آل سعود ان من الاسباب التي تدعو المعلمة للتحويل الى وظيفة مساعدة الهروب من التدريس وطلباً للراحة في ذلك حيث لاحظنا كثرة عدد المعلمات الراغبات بتحويل عملهن من معلمات الى مساعدات مما يجعلهن يشعرن بالملل في مدارسهن لتوقعهن بالتحويل في اي فرصة اضافة للانشطة اللامنهجية والبعد عن المسئولية..لاعتقادهم ان المساعدة لا تتحمل اي مسئولية بالمدرسة.
وانتهاء عمل المساعدة بانتهاء اليوم الدراسي حيث لا يوجد لديها تحضير او استعداد لليوم الدراسي القادم او تصحيح دفاتر الطالبات..وخلافه وكذلك انطباق الشروط المطلوبة للعمل الاداري على اغلب المعلمات والرغبة في تغيير العمل والتجديد والاعتقاد بانه لدى المديرة والمساعدة الصلاحيات الادارية الكاملة في ادارة العمل والمدرسة.
في حين ان الاستاذ عبدالعزيز بدوي مدير عام تعليم البنات بمنطقة تبوك يرى ان من الاسباب التي تدعو المعلمة للتحويل الى وظيفة مساعدة ان المعلمة المتميزة والتي تؤكد اهمية مهنة التعليم وتستشعر عظمة رسالتها تطمع دائما للنهوض بالعملية التعليمية من الناحيتين الفنية والادارية فبعد ان رأت ثمرة جهدها واضحة رغبة بالارتقاء بالعملية التعليمية من الناحية الادارية فتفضل عمل المساعدة لتقدم مالديها لاجل تطوير النواحي الادارية ورغبة منها في التدرج الوظيفي معلمة/ مساعدة، مديرة..الخ.
ويستطرد الاستاذ عبدالعزيز بدوي مدير عام تعليم البنات بمنطقة تبوك ان المعلمات ذوات الخبرة واللاتي امضين حقبا من الزمن في التدريس يشعرن بالملل فترغب التوزيع في العمل وبعض الشخصيات لديها رغبة في حب الرئاسة والقيادة وترغب في التدرج المهني لتصبح رئيسة لا مرؤوسة وكثرة اعباء المعلمة ومهامها من تعدد مناهج وتعدد الحصص لندرة بعض التخصصات فتلجأ هربا من ذلك، تسنح مما سبب بعض الاثر في نفوسهن.
وتضيف مديرة ادارة الاشراف التربوي ببريدة حصة محمد المهنا ان الاسباب التي تدعو المعلمة الى التحويل من معلمة الى مساعدة كثرة الاعباء المنوطة بمديرة المدرسة وعدم اعطاء المديرة صلاحية التصرف واتخاذ القرار الفوري في الامور المهمة خاصة ما يتعلق بالطالبات وعدم مرونة اللائحة الداخلية المنظمة لجميع المراحل وعدم التجديد فيها بما يتواءم مع متطلبات العصر وكثرة تدخل اولياء امور الطالبات في شؤون مديرة المدرسة ونقل صورة غيرواقعية عنها للمسئولين واعتقاد المتقدمة لعمل مساعدة بان مسؤولياتها اقل من مديرة المدرسة بينما هي المسؤولة الاولى في حالة غياب المديرة والعجز الشديد في الهيكل الاداري بالمدارس كالمراقبات والكاتبات والمرشدات الطلابيات مما يضاعف عمل مديرة المدرسة ويجعل المعلمات الراغبات بالعمل الاداري التحويل لعمل مساعدة ورفض عمل المديرة وجمع اكثر من مرحلة في مجمع واحد وهذا يشكل عبئاً على مديرة المدرسة مما يحدو بالراغبات للتقديم بالعمل الاداري التقدم للعمل كمساعدة وكذلك نتيجة للعجز الشديد للكادر التعليمي بوجه عام مما اوحى للمعلمات المرشحات بأنها ستبقى على رأس العلم كمساعدة طيلة مدة خدمتها.
وترى مديرة ادارة الاشراف التربوي بمنطقة جازان الاستاذة/ فاطمة اسماعيل الحربي ان من الاسباب التي تدعو لذلك الهروب من ملل تحضير الدروس والتدريس والحصص وكثافة المنهج واحياناً العجز في المدرسة وتحميل المعلمة حصصاً الى جانب حصصها مما قد يصل الى اكثر من النصاب المقرر وكذلك التحضير النظامي واحداث بعض الموضوعات ومستوى الطالبات الدراسي وعدم الاقبال من قبلهن على الواجبات المدرسية، كذا احساس المعلمة انها لا تحظى بالتقدير والاحترام المطلوب كتربوية يجعلها تميل الى عمل قيادي يضمن لها تلك المعايير. وتضيف الاستاذة فاطمة اسماعيل الحربي مديرة ادارة الاشراف التربوي بجازان بان الاحساس بأهمية المعاملة بالمثل قد يجعل المعلمة تلجأ الى العمل الاداري لا تفضيلاً له على التدريس ولكن الاحساس بان زميلة لها بنفس المؤهل ونفس سنوات الخبرة وقد حظيت بالعمل الاداري فلماذا لا تكون مثلها.
ايضاً تذكر ان من الاسباب تدني الاحوال الصحية والالتزامات الاسرية والانجاب وبعض الضغوط التي تمر بها بعض المعلمات تدفعها الى طلب ذلك ليصبح الجهد المبذول النصف، اذ ينتهي دورها في بذل الجهد عند مغادرة المدرسة وكذلك الترغيب من قبل مديرات المدارس لبعض المعلمات بضرورة التقدم بطلب عمل اداري وهذا يكون عائداً اما لما لمست فيها مديرة المدرسة من قدرة وكفاءة ودماثة الخلق وسرعة الاستجابة او مجاملة لها او ميل مديرة المدرسة الى التخفيف عن الهيئة الادارية او رغبة مديرة المدرسة ان تلقي العبء على كاهل الاداريات وتكتفي هي بالمتابعة فقط.
وتعلل مديرة ادارة الاشراف التربوي بالاحساء الاستاذة حصة محمد السهلاوي ان انخراط المعلمة في العمل الاداري راجع الى كثرة نصاب المعلمة من الحصص لوجود عجز مستمر في المدارس من المعلمات من 20 الى 24 حصة في اغلب المراحل والمواد الدراسية زيادة على ذلك حصص الانتظار مما يندر حصص الفراغ عندها لانجاز الاعمال الهامة والتابعة لمهنة التدريس وكثرة المهام والمسؤوليات المناطة بالمعلمة بالاضافة الى الجدول الكامل للمعلمة والتي ادت الى رغبتها في التحويل الى وظيفة مساعدة: مثل )المعلمة مطالبة بتقديم الانشطة غير الصفية، المعلمة رئيسة، جماعة نشاط، المعلمة رائدة الفصل، كثافة اعداد الطالبات داخل الفصل، تعدد المناهج عند المعلمة في معظم المراحل التعليمية، كثرة تصحيح دفاتر الطالبات، والتحضير واعداد الوسائل الهامة لها(. وتضيف ايضاً ان الندب المستمر للمعلمات بين المدارس لتغطية العجز بسبب كثرة المتقاعدات سنوياً والحاصلات على الاجازات بأنواعها وعدم تحديد العقوبات الرادعة للطالبات في حالة تطاولهن او مخالفتهن للانظمة المدرسية مما يكون له الاثر السلبي على نفسية المعلمة في حالة تعرضهن لمثل هذه المواقف يكون ذلك سبباً في عزوف المعلمات عن التدريس والرغبة في الترشيح لوظيفة مساعدة وكذلك رغبة المعلمات في التجديد خاصة بعد مرور 10 سنوات تقريباً من عملها كمعلمة وتحقيق رغبة المعلمة التي تعبر عن طموحها للوصول الى وظيفة اعلى لتحقيق ذاتها والتأثير الايجابي لبعض الادارات الناجحة على شخصية بعض المعلمات مما يجعلها ترغب في ان تحذو حذوها.
كذلك تقول ان من الاسباب التي تدعو لذلك عدم قدرة بعض المعلمات على العطاء بصورة صحيحة للطالبات في المادة العلمية مما يجعلها تطلب التحويل الى وظيفة مساعدة، واعتقاد بعض المعلمات ان وظيفة المساعدة اسهل من وظيفة المعلمة فترغب بالتحويل لوظيفة اسهل في رأيها بدليل انها ترفض عمل المديرة في حالة ترشيحها ايضاً الظروف الصحية لبعض المعلمات والتي تعيقها عن اداء واجبها على الوجه الاكمل فتطالب لوظيفة مساعدة ظناً منها انها اكثر راحة.
وهكذا نرى ان معلماتنا لم يفكرن بهجر التدريس من فراغ او يلححن بطلبات العمل كمساعدات في الادارة المدرسية فاذا كنا نجد ان عدد الراغبات في العمل كمساعدات في منطقة بريدة يبلغ 19% وهي نسبة متدنية وتتقارب مع عدد الراغبات بالالتحاق بالعمل كمساعدات بمنطقة جازان البالغة 25% نجد انه يرتفع بالمنطقة الشرقية الى 40% من إجمالي عدد المعلمات لكافة المراحل الدراسية في حين إنهن بمنطقة تبوك يشكلن 35% من معلمات المرحلة الابتدائية 40% ما فوق المرحلة الابتدائية.
وتتصاعد اعداد الراغبات بالعمل كمساعدات في منطقة حائل ومنطقة حفر الباطن ليصلن الى نسبة 70% من اجمالي عدد المعلمات في المنطقة وهي نسبة مرتفعة قياساً بغيرهما من المناطق التعليمية الاخرى والسؤال الذي يطرح نفسه الى متى وطلبات المعلمات للالتحاق بالعمل كمساعدات مستمرة وما الحل وهل هذا الحل بيد المعلمة نفسها ام بيد المسؤولين في الرئاسة العامة لتعليم البنات؟؟؟!!!
|
|
|
|
|