| الاقتصادية
كنت هذا الأسبوع حقيقة أود طرح موضوع ذي شأن اقتصادي مختلف وكنت شبه منتهٍ من كتابته، ولكن استجد على بريدي الإلكتروني الذي هو في ذيل المقالة، بأن وصلتني رسالة من أحد المواطنين الكرام والذي لا يربطني به إلا رسالته التي وصلت وأقدر له ذلك، بأن شرح لي وضعه الذي أثار استغرابي حقيقة ووضع أمامي أكثر من علامة استفهام أنقل لكم نص رسالته كما يلي:
إنني أحد خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن «هندسة بترول» وتخرجت في أغسطس 2000م. ولقد قدمت ملفي لعدة شركات منذ أن استلمت الوثيقة )يقصد التخرج( وكنت أنتظر الرد ولكن لم يكن هناك رد. وذهبت إلى مكتب العمل والعمال للبحث عن وظيفة فوضعوني على قائمة الانتظار. ثم ذهبت إلى ديوان الخدمة المدنية ولكنهم قالوا لا توجد لدينا وظائف تناسب تخصصك. ثم تم اجراء عدة مقابلات في شركة ارامكو ولكن لم يحالفني الحظ في القبول علما بأنني أتقن اللغة الانجليزية والكمبيوتر وانني منذ 13 شهراً وأنا دون عمل )سعد بن عبدالله الدواس(. انتهى كلامه.
حقيقة أنني استغرب جداً هذه المعلومة التي لم أكن أتصور وجودها وهي بطالة المهندسين لدينا وأي مهندسين «هندسة بترول» أفهم واتفهم وجود بطالة لبعض التخصصات الدراسية من بعض الجامعات ككليات الآداب والتربية والعلوم وغيرها من التخصصات التي ليس لها طلب في سوق العمل سواء الحكومي أو الخاص هذا نلمسه وندركه، لكن أن نجد بطالة لدى خريجي أحد أبرز الجامعات والتي تشتهر بتميزها العلمي والأكاديمي وهي «جامعة الملك فهد للتبرول والمعادن» بأن نجد بطالة في خريجيها وهم «هندسة البترول» وفهمت من بعض الأصدقاء الذين يعملون مهندسين ببعض القطاعات وليس البترول أنه توجد بطالة في تخصصات الهندسة بأنواعها مثل الهندسة الكيميائية، وحين سألت بعض خريجي الهندسة أكدوا على أن حال هذا الخريج ليس لوحده بل يوجد العديد من خريجي «هندسة البترول والهندسة الكيميائية» بدون عمل.
وعندما كان يطرح اللوم على مخرجات التعليم من خلال الصحف وما يسنه الكتاب أو وسائل الإعلام المختلفة، بأنها لا تواكب حاجة سوق العمل ومتطلباته، فماذا نقول الآن، حيث نجد بهذه الحالة مخرجات التعليم تخرج طلبة مهندسين يحصلون على شهادات علمية عالية ودقيقة ومميزة مقارنة بغيرها ومن أفضل الجامعات السعودية، واعتقد أن شركة أرامكو أو وزارة البترول والمعادن وغيرها لن تعجز عن ايجاد وظائف لهذه الفئة من الخريجين المهندسين فهل وصلت السعودة بقطاع النفط لدينا إلى نسبة 100% واكتفينا، ونحن نقرأ بيانات السعودة في شركات عادية لا تقارن بأرامكو لا تصل إلى 10 و20% فما بالنا في شركة أرامكو التي تعد أكبر شركة نفط في العالم هل اكتفت من المهندسين وغيرها من الشركات.
السؤال هنا على من يقع اللوم، هل هو ذنب الطالب الذي ذهب لهذه الجامعة المميزة علمياً وعانى في سنوات دراسية صعبة من الثانوي إلى أن تخرج من الجامعة ولا يعرف المعاناة إلا من مر بها، هل يقع على وزارة الخدمة المدنية التي لم تقدم له شيئا؟ وهل الوزارة تأكدت من أن شركة أرامكو وغيرها مكتفية من المهندسين وهذا ما لا اعتقده؟ وهل شركة أرامكو وغيرها فعلا لا تحتاج إلى هذه الفئة من الخريجين؟ أم أن لها معايير مختلفة؟
إنني أطرح قضية الأخ: سعد الدواس، كمثال لبقية من الخريجين لهذا التخصص وغيره من المهندسين التي هي حقيقة قليلة أو نادرة، فلا يجدون عملاً لهذه التخصصات، وأنا اتساءل: على أي أساس وضعت هذه التخصصات النادرة لولا حاجة قطاع النفط في المملكة لها والتي تعتبر أكبر منتج نفطي في العالم وتملك أكبر احتياطي عالمي بذلك. وإذا كانت وزارة البترول وشركة أرامكو ليست بحاجة لهم وهذا ما لا اعتقده، لماذا يورط هؤلاء الخريجون بدراسة جامعية لتخصص نادر لا يقبل العمل به إلا في قطاع النفط، فمهندس البترول أين يمكن أن يعمل عدا قطاع النفط؟!
أرجو وأطلب من الأمين العام لمجلس القوى العاملة الدكتور عبدالواحد الحميد، دراسة وضع هذه الفئة من الخريجين الذي آمل ألا يصل مستوى البطالة لدينا لهذه التخصصات النادرة من مهندسي البترول والكيميائيين إلى هذا الحد والذي لا أتصوره أن شركة أرامكو النفطية الكبرى لن تستوعب أو ليست بحاجة إلى إعداد محدودة جداً من خريجي هذه الأقسام؟ آخر شيء أتصوره أننا اكتفينا من المهندسين وأي مهندسين البترول، هل هذا صحيح؟
* Fawzan99@yahoo.com
|
|
|
|
|