|
| الاقتصادية
حوار : ظافر الدوسري
عبّر معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر وزير الزراعة والمياه ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة عن سعادته وسروره بنجاح تطبيق فكرة إنشاء أغشية النانو في محطات تحلية المياه بالمملكة، التي اكتشفها مركز الأبحاث بالجبيل والمعترف بها عالميا.. وأشار معاليه إلى أنه بالفعل إنشاء محطات التحلية مكلفة جدا وخاصة على الساحل الشرقي وذلك بسبب شدة الملوحة التي يعاني منها الخليج العربي، إلا أنه في نفس الوقت تعد تلك المحطات من أفضل المحطات تقنية وصناعة.
وطمأن معاليه سكان مدينة الرياض من الخوف على توفير المياه المحلاة بعد مدة من الزمن في ظل الزحف العمراني والنمو السكاني الهائل الذي يشهده مدينة الرياض وقال: إن ذلك قد أعدت له الدراسة بل ان هناك بشائر خاصة في هذا الأمر وسوف نعلن عنها قريبا إن شاء الله.
هذا ما أكده معاليه في تصريح صحفي أثناء لقاء ل«الجزيرة» بعد جولة ميدانية برفقة أعضاء مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لمحطة تحلية المياه بالجبيل بالساحل الشرقي الأسبوع الماضي.
* بعد جولتكم اليوم لأكبر محطة إنتاجية في المياه المحلاة على مستوى العالم ما هي مرئياتكم حول هذه المحطة خاصة وباقي محطات تحلية المياه الأخرى بالمملكة؟
شاهدنا حقيقة تجربة استخدام أغشية النانو وهي متناهية الدقة تستخدم حتى في المحطات القائمة ووضع تجربة طبقت في محطة أملج، وشاهدنا النتائج لأغشية النانو وما لها من دور في تخفيض وإزالة الشوائب والبكتريا وأيضا عسر المياه ونسبة الأملاح الذائبة، وهذا يعود لتخفيض تكلفة الإنتاج في المحطات ويحقق زيادة في إنتاج المياه المحلاة، وتجربة محطة أملج تحققت بنسبة زيادة 42% من طاقتها الإنتاجية وهي بقرب نصف طاقة المحطة، وإن شاء الله سيتم تطبيق هذا النظام الجديد في المحطات القائمة والتي مضى عليها سنوات طويلة والحاجة كما يعلم الجميع ان الطلب على الماء في مناطق المملكة في تصاعد مستمر وهذا يعطي الواقع الفرصة للإنتاجية تقترب للنصف من إنتاجية طاقة المحطة ويمكّن الجهات المعنية من توفير مياه إضافية دون الحاجة في الدخول في تكاليف لإنشاء محطات جديدة.
ومحطة الجبيل لها مكانة مهمة على مستوى المملكة والعالم أجمع، ومما لا شك فيه أن محطة الجبيل تعتبر أكبر محطة في منظومة محطات تحلية المياه في السعودية وفي العالم كذلك إذ تصل طاقتها الإجمالية إلى 200 مليون جالون يوميا وهي مخصصة لمدينة الرياض عبر خطوط أنابيب نقل وتضخ بما يعادل 800 إلى 900 ألف مليون متر مكعب يوميا وتصل في الصيف إلى مليون متر مكعب. وهذه ولله الحمد من منجزات الخير والمشاريع الطموحة التي حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله على وجودها في كثير من مناطق المملكة الساحلية ووفرت هذه المحطات بعددها الإجمالي الذي يصل إلى 28 محطة ما نسبته 50% من احتياجات مياه الشرب في المملكة للمدن وأيضا داخل المناطق البعيدة من السواحل.
ومن خلال الزيارة التي شاهدناها اليوم الكثير من الإنجازات التي تمت ومنها ما تم تحقيقه في مركز الأبحاث وغيره.
ومما يسر ويجعل كل مسؤول يطمئن على مستقبل هذه الصناعة المتطورة بالمملكة وصولنا إلى نتائج وسبق علمي متقدم في مجال تخفيض سعر التكلفة لإنتاج المياه وزيادة الطاقة الإنتاجية للمحطات القائمة.
* ملف المياه أصبح في نظر عدد كبير من الباحثين عاملا استراتيجيا يضاهي النفط في هذا القرن بأهميته ما هي استراتيجية الماء لدينا بالمملكة؟
الاستراتيجية تركزت في السنوات الماضية بالأخص هي المحافظة على هذا المصدر واستخدامه الاستخدام الأمثل والحد من أوجه الإسراف والتبذير ورفع مستوى الوعي لدى المواطنين ولا شك فيه أن الماء ثروة غالية وواجب ديني إذ يحثنا عليه ديننا الحنيف والمحافظة عليه ووضع خطط وسياسات، واتخذ العديد من الإجراءات للحد من استهلاك الأغراض الزراعية والاستهلاك المنزلي، وهناك مؤشرات ونتائج ولله الحمد تطمئن وهناك انخفاض في أوجه الاستخدامات التي تدعو للإسراف والتبذير والهدر في قطاعات الزراعة وغيرها.
* ذكرت أن محطة الجبيل أنشئت من أجل تغذية مدينة الرياض بالمياه المحلاة ولكن في الوقت الحالي تشهد مدينة الرياض توسعاً سكانياً ونمواً عمرانياً هائلاً فما هي الاحتياطات التي اتخذت لتوفير المياه؟
لا شك فيه أن هناك زيادة مطردة والتخطيط من أجهزة الدولة والخطة الخمسية أخذت في الاعتبار احتياجات المدن مقابل زيادة في أعداد السكان وهناك خطط ومشاريع الآن مدرجة بل هناك العديد من المحطات مدرجة ضمن الخطة السابعة، وهناك توجه من الدولة لاستثمار مشاريع ضخمة قادمة في إنشاء محطات تحلية مياه بمشاركة شركات دولية ووطنية وأضاف يقول: وكمسؤول أستطيع القول إن شاء الله لا خوف ولا قلق من توفر وإمداد مدن المملكة بالمياه لأن هناك العين الساهرة على مصالح هذا البلد وأهمها توفير مياه الشرب، والخطط والبرامج والتوقيت لإيجاد مصادر في الوقت المناسب مأخوذ في الاعتبار وستكون هناك بشرى سارة في القريب وسيعلن عن الخطط الجديدة حول توفير مياه الشرب للمدن.
* يشير البعض إلى أن إنشاء محطة تحلية المياه في المملكة خاصة وفي الخليج عامة مكلفة السعر وفي نفس الوقت الأفضل فنيا ما رأي معاليكم؟
لا شك فيه أن محطات تحلية المياه كتكلفة رأسمالية إجمالية تكون مكلفة وعالية جدا، وفي منطقة الخليج يعود السبب إلى ارتفاع نسبة الملوحة الشديدة، وكلما كانت نسبة الملوحة عالية كانت التكلفة عالية في الإنتاجية. وكما هو معروف بأن المملكة تعتبر أكبر دولة في إنتاج مياه البحر إذ تصل طاقة المياه المحلاة إلى 30% من إنتاجية المياه المحلاة في العالم أجمع واكتسبت المملكة خبرة جيدة وعلى مر أكثر من 30 سنة منذ إنشاء أول محطة تحلية مياه في ساحل الشمال الغربي في محافظة أملج وضباء والوجه وحقل وتبع ذلك المحطات الموجودة القائمة في جدة وغيرها.
فهذه الخبرة مكنت وجود نتائج لأبحاث على مدى السنين التي مضت ومكنت من تخفيض تكاليف الإنتاج وزيادة الطاقة الإنتاجية للمحطات، وهذا يعتبر من الإنجازات العلمية الجيدة التي يفتخر ويعتز بها المواطن في هذا الوطن المعطاء ونحن كمسؤولين نرعى ونتابع مهام هذه الأجهزة الفنية التي تمتلك تقنيات متطورة وخبرة وأهمها عامل الخبرة بكفاءات وطنية تعمل بجد وإخلاص لخدمة هذا الوطن والمليك والمواطنين لما لهم من حق أن يكون هناك جهات تعمل بواجبها لهذه الثروة الغالية التي يحتاجها كل حي موجود على هذا الكون والماء سر الحياة.
فهذا الذي يسر ويسعدنا كفاءات سعودية وعامل الخبرة واليد العاملة الوطنية تحققت بفضل من الله ثم بفضل الدعم الذي يحظى به هذا القطاع من لدن خادم الحرمين الشريفين وبمتابعة من سمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
|
|
|
|
|
