| شرفات
وجد الدكتور غبولا أديسوغان أثناء مجاورته تربة الحقول الزراعية التي تستفيد من الشمس وأشعتها في تخوم أوروبا، طريقة لمساعدة المزارعين في رفع تحد قديم العهد.
فقد اكتشف الدكتور أديسوغان الظاهر في الصورة مع زملائه من العلماء في الساحل الغربي لمقاطعة ويلز في المملكة المتحدة، طريقة آمنة لزيادة نتاج الأبقار المدرار في المزارع وتحسين بيئة الحيوانات وحميتها في الوقت عينه.
ومن شأن هذا الاكتشاف أن يعود بالفائدة على المزارعين وماشيتهم، لا في غرب مقاطعة ويلز الخصب وحسب، بل في المزارع الضخمة المترامية في شمال أمريكا، وحتى في المزارع الصغيرة المتواضعة ذات التربة الأكثر فقراً في مناطق العالم الاستوائية.
تقوم هذه الطريقة البسيطة على زراعة محصولين وقطفهما معاً لتأمين العلف لقطعان البقر طوال أشهر الشتاء.
وليست هذه الطريقة المعروفة بالمحاصيل الثنائية بالمفهوم الجديد. غير أن بحوثاً أجريت حديثاً في المملكة المتحدة يدعمها تسارع نمو الادراك لضرورة تحقيق استدامة أطول في القطاع الزراعي في العالم، تعرّف بقدراتها العالية جمهوراً عريضاً ومتيقظاً من أصحاب مزارع الحليب الحريصين على تحسين نتاجهم من الحليب من دون المساس بسلامة البيئة.
ويشرح الدكتور أديسوغان المسؤول في معهد الدراسات الريفية في جامعة ويلز في أبيريستويث قائلاً: إن البيسيلا والقمح ينموان معاً نمواً جيداً كما أن التنافس بين الصنفين يعطل نمو العشب الضار.
ويضيف: توجد تركيبة من الحبوب والخضار تؤمن البروتينات والطاقة معاً في مصدر غذائي واحد. كما أن هذه التركيبة توفر بعد قطافها سلوة علف مثالية للشتاء، لا يكاد يحتاج المزارع معها إلا إلى نصف المستوى الطبيعي من العلف الإضافي الذي يشتريه من الخارج، قياساً بالجرعات التقليدية المعهودة.
وهذا ما يخفض الكثير من الأكلاف المترتبة على المزارعين وحيث ان المزروعات تنمو بالطرق البيتية الطبيعية فهي تخلو من الجسيمات المعدلة، بنياً وتؤدي إلى انتاج منتجات حيوانية معروفة المصدر.
أضف إلى أن المنافع البيئية تنشأ أيضاً عن عدم احتياج المزروعات إلى أسمدة النايتروجين حيث أن البيسيلا تثبت مستويات النايتروجين الجوية للحبوب.
إن العلف الشتوي التقليدي الذي يعتمد على سلوات العشب والجرعات المركزة المقتناة من مصدر خارجي مثل الشعير والصويا، والمستعملة في أنحاء عدة من العالم مكلف نسبياً، والنايتروجين المخصب اللازم لنمو العشب يلحق الضرر بالبيئة، حسبما يفيد الدكتور أديسوغان.
ومع أن الصويا مصدر جيد للبروتينات تفيد منه الماشية، فإنها تحتاج إلى قدر كبير من المعالجة للتخلص من المكونات السامة وقد تحتوي على جسيمات معدلة جينيا، تلك مشاكل يتم تلافيها عندما يستعمل محصول البيسيلا والقمح الثنائي علفاً.وقد أثبت البحث الذي أجري في المملكة المتحدة أن زراعة نوعية قصيرة الساق البيسيلا تعرف بنوعية «سيتشي»، مع نوعية «أكسونا»، من القمح تنتج مركباً مثالياً لا بل إن البيسيلا تتشبث أثناء نموها بسنابل القمح بلطف طلباً للدعم ولنور الشمس.
وقد بين برنامج يخضع لمراقبة دقيقة ويشمل مختلف المزارع التي غطاها البحث الجامعي إمكانية التوصل إلى توفير مقدار بنسين تقريبا على المزارعين «وفي الجنيه الإسترليني 100 بنس»، في ليتر الحليب الواحد المنتج، وتلك نتيجة آيلة إلى تعزيز ديمومة مزارع الحليب الاقتصادية.
كما أظهرت الدراسة أن المحصول الثنائي من البيسيلا والقمح قياسا بسلوات العشب العادية ينتج جرعات أكبر من العلف، واحتباسا أشد للنايتروجين، وعدداً من المنافع الاقتصادية والفوائد الصحية التي تزيد من راحة الحيوانات.
وتجدر الإشارة إلى أن سلوات حفظ العلف التقليدية وجرعاته المركزة يمكنها أن تسبب اختلالات في التفاعل الحيوي لدى أبقار المزارع المدرار مثل الحماض والتسمم بالنشادر أما مع المحاصيل الثنائية فتنحسر احتمالات وقوع تلك الاختلالات.
يقول الدكتور أديسوغان: إنه لمن الضروري أن يستطيع المزارعون تنمية محاصيلهم الثنائية الخاصة بهم في أرضهم بدل الا عتماد على شراء معظم حاجتهم من علف الشتاء من مصادر خارجة عن مراقبتهم فبهذه الطريقة يستعيد المزارعون القدرة على المراقبة وهذا ما يبغيه معظمهم لأنه يؤمن نسبة أفضل من الاستدامة والثقة بالمصدر.
وقد يكون القمح والبيسيلا غير مجديين اقتصاديا كعلف للماشية في بعض البلدان الاستوائية ولكن البحث أثبت أن تراكيب كثيرة أخرى من الحبوب والخضار تزرع إقليميا تؤمن المنافع نفسها.
ويذكر أن عمل فريق الدكتور أديسوغان الذي يضم الدكتور مصطفى سلالو من هيئة المزارع العضوية للعمل المشترك في كنت جنوب إنجلترا، والدكتور ريتشارد ديويرست من معهد البحوث الحرجية والبيئية يستفيد من تمويل مجلس المملكة المتحدة لتطوير منتجات الحليب.
|
|
|
|
|