| شرفات
الفنانة التشكيلية الفلسطينية «أريج زاهدة» واحدة من الفنانين والمثقفين الفلسطينيين الذين انشغلوا بقضية بلادهم وحملوا رسالتها إلى كل بلدان العالم وعبروا عن معاناة شعبهم تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم.
ريشتها كانت وسيلتها في التعبير .. رسمت وأبدعت ولاقت لوحاتها صدى طيبا وإعجابا صادقا بهذا الفن الجميل الذي يخرج من وسط أصوات المدافع والدبابات وطلقات الرصاص حاملا معه كل المشاعر الصادقة التي تصل إلى القلب مباشرة.
«الجزيرة» التقت بها أ ثناء مشاركتها في المعرض الذي نظمته جماعة الفن والمستقبل للفنانين التشكيليين العرب بالقاهرة مؤخرا وكان معها هذا الحوار:
تأكيد الهوية ..
ü «لقطة من الحياة» أبرز أعمالك المشاركة في المعرض .. هل ترين أنها جاءت منسجمة مع أهدافه؟
بالطبع هذا العمل يتفق تماماً مع أهداف المعرض والذي يسعى للحفاظ على التراث وتأكيد الهوية العربية فهو عبارة عن لقطة من حياة الشعب الفلسطيني تعبر عن هويته ومحنته التي يعيشها تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي ومعاناة أهالي الشهداء الذين نودعهم كل يوم في انتفاضتنا الباسلة والعمل عبارة عن تصوير زيتي والتكنيك الموجود فيه عبارة عن استخدامات السكينة فهو تعبير عن انفعالات داخلية بالقضية الفلسطينية والألوان الموجودة فيه بدون تخطيط وتعبر عن هذه الحالة الانفعالية.
والمعرض يهدف في الأساس إلى التأكيد على الهوية العربية والحفاظ على التراث العربي وهم يضم أكثر من 50 عملا لحوالي 20 فنانا من مختلف الدول العربية وأعتقد أن وجودنا كفنانين مع بعضنا البعض هو تأكيد على الوحدة والهوية العربية ويساعدنا على الاستفادة من تجاربنا المختلفة في الفن لتطوير أسلوبنا وتقديم فن عربي مميز.
القضية الفلسطينية
ü يقال ان الشعر هو أبرز الأشكال الفنية التي عبرت عن القضية الفلسطينية والانتفاضة.. فماذا عن الفن التشكيلي؟
الفن التشكيلي ليس بعيدا عن القضية الفلسطينية وكما صيغت قصائد كثيرة من أجل الانتفاضة وفلسطين فهناك العديد من اللوحات والأعمال الفنية التي أبدعها الفنانون التشكيليون من أجل القضية الفلسطينية وقد شاركت في العديد من المعارض في عدة دول عربية ورأيت أعمالا كثيرة في هذا الإطار وكل الفنانين العرب متحمسون جداً لهذه القضية سواء من رسموا عنها أم لم يرسموا وقد أصبحت القضية الفلسطينية قضية كل العرب سواء الفنانين أو المثقفين أو السياسيين أو حتى رجل الشاعر العادي وكلهم مستعدون لتقديم أي شيء في سبيل نصرتها وهذا ما أحس به في كل مكان أذهب إليه.
ü وأنت كفنانة تشكيلية ماذا قدمت للقضية الفلسطينية؟
لي تجارب فنية كثيرة في هذا الإطار وقد رسمت عدة أعمال تعبر عن القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني وكان لي مشاركة في معرض جماعي عن فلسطين كما شاركت في حفل تخريج الفوج الخامس عشر لجامعة الخليل بلوحة جدارية 5.2 \ 20.3م وهي عمل مشترك ضمن لوحات جدارية أخرى لفنانين فلسطينيين عن نفس القضية.
المدارس الغربية
ü ما رأيك في اتباع بعض الفنانين العرب للمدارس الغربية في الفن التشكيلي ؟
العزلة عن الغرب لن تفيد في شيء ولا بد من مواكبة التطور الذي يحدث لديهم ليس في الفن فقط ولكن في جميع المجالات ايضا وأنا شخصيا اطلعت من خلال دراستي على أعمال كثير من الفنانين الغربيين وتأثرت بالفنان بيكاسو وبعض المدارس التعبيرية والتأثر موجود ولكن في النهاية كل له أسلوبه الخاص به ونستطيع أن نتعلم منهم ما يفيدنا ويطور من أساليبنا الفنية والمهم هو أن نأخذ ما يناسب ثقافتنا الشرقية ولا يكون مجرد تقليد أعمى.
ü وماذا عن جماعة الفن والمستقبل التي تشتركين بعضويتها؟
هي جماعة تم تأسيسها منذ عامين في اطار رابطة الفنانين التشكيليين العرب وقام بتأسيسها أربعة من الفنانين العرب منهم الفنانة السعودية إلهام جان وهي تضم أكثر من 30 عضوا من ثماني دول عربية هي «السعودية، مصر، البحرين، الكويت، فلسطين،. ليبيا، المغرب، الامارات» وتهدف في الأساس إلى تدعيم فكرة الوحدة العربية وتضم الفنانين المهتمين بالتأكيد على الهوية العربية من الكبار والشبان وتنظم لهم المعارض الفردية والجماعية وتتبناهم فنيا.
سيرة فنية
ü نعود إلى بدايتك مع الفن التشكيلي وكيف كانت؟
دراستي في الأساس كانت في مجال الهندسة المعمارية وهو مجال متعلق بالفن ولأني كنت مهتمة جدا بالفن التشكيلي منذ صغري فقد أخذت دورات في دراسته مع الفنان خالد حوراني وقد نبهني هذا الفنان إلى أنه يوجد لدي حس فني عال وأنه يمكنني أن أكون شيئا في عالم الفن التشكيلي في المستقبل فركزت على صقل هذه الموهبة بالدراسة وتقدمت لمنحة من وزارة الثقافة الفلسطينية لدراسة الفن في الخارج وحصلت عليها بالفعل وقد مارست الفن كمحترفة منذ 6 سنوات وأركز في أعمالي دائما على الموضوعات الانسانية والانفعالات الخاصة.
ü وما هي المعارض التي شاركت فيها؟
شاركت في ورشة عمل مع فنانة بريطانية ومعرض جماعي برعاية القنصلية البريطانية في فلسطين ومعرض حفل تخريج الفوج الخامس عشر بجامعة الخليل كما شاركت في مسابقة مثلت فيها فلسطين بتونس وهي مسابقة «ألوان في المتوسط» وهذه أول مشاركة لي بمصر في هذا المعرض الجماعي وأحضر حاليا لإقامة معرض خاص بي في أقرب فرصة ممكنة.
ü وما هي الجوائز التي حصلت عليها؟
حصلت بالفعل على العديد من الجوائز عن الأعمال التي شاركت بها في هذه المعارض ولكني أعتبر أن مجرد مشاركتي في أي معرض خاصة المعارض الجماعية هي الجائزة الكبرى بالنسبة لي فهي مصدر اتصالي بالحركة الفنية وعلاقاتي بزملائي من الفنانين الآخرين من مختلف الدول العربية والأجنبية.
علي البلهاسي
|
|
|
|
|