| أفاق اسلامية
رغم ان كل جامع بحاجة لخطيب، ولكن لا يمكننا بالتأكيد وصف كل خطيب بالناجح، وهذا الأمر ليس حكماً شخصياً أطلقه، وإنما شعور عام يحسه الناس بمجرد سماعهم للخطبة، فلنجاح الخطيب شروط موضوعية وذاتية عديدة يجب توافرها ليحصل على درجة النجاح والتفوق،
فالعلم والمعرفة والالمام الواسع بالفقه والعلوم الشرعية أمور أساسية وكذلك المقدرة اللغوية والبيانية وبلاغة القول وإيجازه ومعرفة اصول اللغة وإمكانياتها واستغلالها بالشكل المناسب، وكذلك هناك عامل شخصي يتعلق بأسلوب الخطيب، وطريقة تعاطيه، وتفسيره للأمور، ومقدرته على فهم ما يريد قوله وإيصاله، وفهم الطريقة المثلى لذلك،
ولكن رغم كل ذلك فإن للنجاح مقومات أخرى لا تقل أهمية عن كل ما ذكرناه، لا بل في أحياناً عديدة تأتي في المقدمة، ومن ذلك مثلاً معرفة الخطيب لواقع المجتمع تماماً، ومعرفتة لمشكلات وقضايا الناس التي تداعب مخيلاتهم، وفتحها، ومناقشتها بشكل صريح وجريء وموضوعي سليم، وكذلك تجنبه للقضايا التي لا تعنيهم إلا في حال غياب تلك القضايا عن أذهان الناس بشكل غير مقبول، فبهذه الحالة عليه تنبيههم لذلك، وإيقاظهم من غفلتهم،
إن الذي يحسن التصرف ضمن إطار مجتمعه هو خطيب ناجح، ولا يقدر على ذلك أي خطيب، وإنما يصل لذلك الخطيب الذي فهم لغة وثقافة القوم، وكذلك حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وكذلك عرف جوانب حياتهم المختلفة بحيث انخرط فيها تماماً ليستحصل على المطلوب، وحسبه ان يوجه وينبه، ويذكر بإيجاز ما يريد بحيث يصل للأمر المطلوب بأسلس السبل وأسهلها وأيسرها وأقربها فهما بالنسبة لعموم الناس،
إننا ـ ونحن نذكر ذلك ـ لنتمنى من كل خطيب ان يتحلى من الصفات بأجملها، ومن الخصال بأطيبها، ومن العلوم بأغزرها، وإن لم يستطع ذلك، فإنه بالتأكيد لن يصل لدرجة النجاح التي يسعى لها كل خطيب، وسيتجاوزه غيره، لأن الحياة ترحب بالناجح، ولا تقبل الفاشل حتى ولو كان خطيباً،
والله المستعان،
alomari1420@yahoo، com
|
|
|
|
|