| أفاق اسلامية
* تقرير خاص بــ "الجزيرة":
يبلغ عدد المسلمين بجزيرة كوراساو الواقعة في البحر الكاريبي 1500 مسلم معظمهم من لبنان وسوريا وأفراد من جنسيات أخرى عربية وغير عربية يشتغل أكثرهم بالتجارة ولهم جمعية إسلامية أنشأها بعض أفراد هذه الجالية للحفاظ على دينهم وعلى هوية الأجيال القادمة،
فقام مجموعة من أعيان الجالية في سنة 1963م بشراء بيت واسع تقدر مساحته بحوالي 3000 متر مربع وهو لأحد الرهبان التابعين للفاتيكان، وبعد أن أجروا عليه مجموعة من التعديلات صار مؤهلاً لتجمع المسلمين فيه وإقامة الصلوات ثم تبلورت فكرة وجود هيئة تقوم بإدارته فأنشئت الجمعية الإسلامية في عام 1964م لتكون بذلك أول جمعية في منطقة الكاريبي والثانية على مستوى أمريكا اللاتينية، ويتم انتخاب رئىس للجمعية كل سنة، وقد اقتصر نشاطها لسنين عديدة على إقامة الصلوات والتجمع في الجمع والعيدين وإقامة بعض النشاطات الدعوية والتعليمية البسيطة،
وتعتبر كوراساو من أهم جزر الأنتيل الواقعة في البحر الكاريبي وأكبرها مساحة، يصل عدد سكانها حسب الإحصاء الرسمي لسنة 1999م 144 ألف و 500 نسمة، وتبلغ مساحتها 444كم مربع وتعتمد في اقتصادها على السياحة ويوجد بها شركة من كبريات شركات تصفية النفط العالمية كما يوجد بها مرفأ بحري طبيعي يعد الثالث من حيث الأهمية في العالم، أما من الناحية السياسية فهي تابعة كغيرها من جزر الأنتيل للسيادة الهولندية لكنها تتمتع بحكومة مستقلة تجمعها مع ثلاث جزر أخرى ضمن حكم فيدرالي وتبقى جزيرة كوراساو الأهم سياسياً لوجود البرلمان وأغلب المقرات الحكومية بها،
يرجع وجود المسلمين بجزيرة كوراساو إلى أكثر من 100 سنة، حيث وصل أعداد منهم إليها في أواخر القرن التاسع عشر نتيجة الظروف السياسية المتردية التي كانت تعاني منها الخلافة العثمانية حينذاك، ولم تكن تلك الأجيال الأولى تملك من المؤهلات العلمية والثقافية ما يجعلها تحافظ على هويتها الإسلامية،
لذا سرعان ما استسلمت لضغوط المجتمع خاصة في تلك الظروف القاسية حيث لم يكن بإمكان الفرد منهم أن يعلن عن انتمائه الديني أو الثقافي بل كان شروط تسجيل الأبناء في المدارس أن يعمدوا على طريقة النصارى لسيطرة الكنائس على المؤسسات التعليمية وكانت النتيجة ذوباناً كاملاً في المجتمع ووصل الحال للأسف بأبناء أولئك الذين تزوجوا من نصرانيات أن تنصر أبناؤهم من بعدهم والبقية الباقية لا يعرف أكثرهم عن الإسلام إلا اسمه إلا قلة ممن بعثوا أبناءهم للدراسة بأوطانهم الأصلية، وعرفت الجزيرة هجرات متواصلة اشتدت في بداية السبعينات من القرن المنصرم،
وتمتلك الجمعية قطعة أرض قدمها أحد المحسنين من الأمارات العربية المتحدة منذ سنوات تبرعاً للجمعية اقتطع منه مبلغ أشتريت به قطعة من الأرض تبلغ مساحتها 2175 متر مربع، وتقع على شارع رئيس وتبعد حوالي 350 متر عن الشارع المؤدي إلى المطار إلى أن يقام عليها مشروع بناء مجموعة من المستودعات يعود ريعها على الجمعية لتطوير نشاطاتها المختلفة، لكن الإمكانات المحدودة حالت دون إتمام هذا المشروع،
كما تملك الجمعية الإسلامية بكوراساو مقبرة خاصة بالمسلمين تبلغ مساحتها 3040 متر مستأجرة من الحكومة منذ عام 1979م ولمدة أربعين سنة على مبلغ سنوي قيمته حوالي 1000 دولار، وتقع بجانب مقبرة حكومية خصصت للغرباء مجهولي الهوية، وقد منحت السفارة السعودية مبلغ 000، 118 فلورين "حوالي 000، 65 دولار"، للجمعية لتسوية أرضية المقبرة ولترميم المسجد،
وقامت إدارة الجمعية الإسلامية بكوراساو بتعاون كثير من أفراد الجالية بمجموعة من الإنجازات ومنها: القيام بحملة تنظيف واسعة النطاق للمسجد ومرفقاته وشملت هذه الحملة مقبرة المسلمين كما شملت دهن المسجد بالداخل والخارج والسور المحيط بالمسجد والحديد الدائر حول المصلى وتم الحرص خلال هذه الحملة ألا يقوم بأعمالها إلا أفراد الجالية المسلمة مباشرة صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم لما في هذا الأمر من أهداف دعوية واجتماعية وتربوية،
ومن إنجازات الجمعية استحداث باحة مسقوفة لإفطار الصائمين في رمضان وغيره من المناسبات وإنشاء كافتيريا لتجمع المسلمين واستقطابهم وخاصة الشباب منهم وإكمال السور الحديد المحيط بالمصلى وإعلائه لعدة عوامل أهمها العامل الأمني وتغيير سقف المراحيض وتجهيز مكتبة المسجد بآلة ناسخة ومكيف هواء وإنشاء حمام خاص للنساء في مكان أنسب وفصل مصلى النساء عن مصلى الرجال وإصلاح الملعب وتأهيله كي يزاول فيه أكثر من ثلاث ألعاب رياضية وبناء أحواض للأزهار بباحة المسجد، وفرش المسجد وتجهيز مكيفاته وثرياته وإكمال ترميم المئذنة،
وتقام بالمسجد مجموعة من الأنشطة الدعوية والتعليمية والاجتماعية والرياضية منها: خطبة الجمعة وتوزيع الأشرطة والمنشورات النافعة واستقبال طلاب المدارس والسياح وغيرهم من أهل الجزيرة للتعريف بالإسلام والإجابة على أسئلتهم والتوعية الإسلامية، حيث يتم استقبال المسلمين والاجابة على اسئلتهم وما يحتاجونه من فتاوى والمجلة الحائطية،
ومن الأنشطة التعليمية: إقامة دورة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه- لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية وتقام كل يوم سبت للأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين 5 - 15 سنة ويبلغ عددهم حوالي 40 طفلاً وهذا العدد في تزايد مستمر، وإقامة دروس ودورات شرعية للنساء تلقيها زوجة إمام المسجد، وإلقاء موعظة يومية بعد صلاة العشاء يلقيها إمام المسجد، وتنظيم دورة شرعية للرجال يومين في الأسبوع،
وتشمل الأنشطة الاجتماعية: زيارة المنازل والمحلات التجارية وعيادة المرضى وإجراء عقود الزواج والطلاق والإصلاح بين الأزواج والأقارب وتغسيل الأموات وتشييع الجنائز، كما أن هناك نشاطاً رياضياً ويقام يوماً واحداً في الأسبوع حيث تقوم الجمعية باستئجار قاعة رياضية، وهناك نشاط رياضي يقام بملعب المسجد،
ومن المشاريع المستقبلية التي تعتزم الجمعية القيام بها بناء مدرسة لأبناء المسلمين، وإيجاد جهة تتكفل بمصاريف المسجد الكاملة ومنها مصاريف إمام المسجد،
|
|
|
|
|