| أفاق اسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: جدير بنا نحن أمة العقيدة السمحة النقية الصافية أن نتقي الله فيمن ولينا رعايتهم لتنشئة جيل صالح التربية الصحيحة السليمة، ولاشك أن اصطحاب الأبناء إلى المساجد بادرة طيبة تثلج الصدر، وتشرح النفس، لأننا أمة مسلمة يجب عليها أن ترضع أبناءها حب عبادة الله وطاعته عز وجل، فتربية الأبناء على الفضيلة والمبادئ الحسنة وسمو الأخلاق تقع على عاتق الوالدين ومن في حكمهما لأن كل راع مسؤول عن رعيته.
فعند اصطحاب الأبناء إلى المساجد يجب علينا أن نعلمهم آداب المساجد وأهمها الطهارة ونظافة الأبدان وارتداء الملابس النظيفة الخالية من الصور والعبارات غير اللائقة، والالتزام بالهدوء والسكينة وعدم التشويش على الآخرين برفع الصوت بالقراءة وكثرة الحركة التي تزعج المصلين، وهذا ما نلاحظه في مساجدنا من بعض الآباء الذين يصطحبون أولادهم صغاراً وكباراً إلى المساجد دون أن يؤدبوهم بآدابها بل يتركونهم يلهون ويمرحون ويعبثون بالمصاحف وغير ذلك، دون احترام لقدسية المكان، كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من آبائهم دون أن يحرك ذلك ساكناً في نفوس الآباء.
وإننا نتعجب من هؤلاء الآباء الذين لم يشعروا بالروحانية في أماكن العبادة"المساجد" والصلاة فيها عادة لم تلامس شغاف قلوبهم وجوارحهم إلا ما شاء الله ، وهذا من الفتور والتبلد في المشاعر تجاه بيوت الله التي يجب أن تعظم وتصان من عبث العابثين.
كما أن هناك بعض الآباء هداهم الله لم يصححوا أخطاء أولادهم التي تقع منهم أثناء الصلاة التي يعرفها الجاهل ناهيك عن المتعلم. فسكوت الأب على هذه الأخطاء يجعل الابن يستمر في خطئه "ومن شب على شيء شاب عليه".
وهناك صور أخرى لا يتسع المجال لذكرها. فالواجب علينا نحن المسلمين أن نتفقه في أمور ديننا، كما تفقهنا في أمور دنيانا الفانية، فالتفقه في الدين من أوجب الواجبات لأنه السبيل إلى النجاح والفلاح، يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، يوم العرض الأكبر.
هذا ونسأل الله سبحانه أن يأخذ بنواصينا إلى كل خير وهداية، وأن يصلح شباب المسلمين لكل خير وأن يجنبهم كل منكر وفتنة.
منصور بن عائض القحطاني
رئيس مركز هيئة الرونة المكلف
|
|
|
|
|