| متابعة
لا يختلف اثنان على أهمية الدور الكبير الذي يؤديه المعلم أو المعلمة من جهد في قيامهما برسالتهما التربوية والتعليمية ولا غرو فهما حجر الزاوية في العملية التعليمية إذ يمثلان ركنا اساسياً في التوجيه للناشئة وتشكيل القيم الاخلاقية لديهم ولذا فانه من المفترض قيام المعلم أو المعلمة بدورهما في تنمية الوازع الديني لدى الناشئة.. واكسابهم المفاهيم والقيم التربوية والمهارات التعليمية وطرق التفكير الموضوعية.
ولا شك أن هذه الرسالة الكبرى تتطلب من المعلم والمعلمة جهداً كبيراً في تنمية معلوماتهم واكتساب مهارات متنوعة ليتمكنوا عن طريقها من التأثير على من يعلمونهم مما يؤدي بالتالي إلى التفاعل المطلوب بين الطلاب ومعلمهم. لا سيما إذا كان قدوة حسنة في خلقه وسلوكه فكلما كان المعلم أو المعلمة مثاليا في خلقه وسلوكه وأداء رسالته كلما وفق كل التوفيق لايجاد جيل متعلم واع مبدع.
والتعليم رسالة كبرى بل أمانة عظمى لا يصح الاخلال بها يقول الله جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون). الأنفال 27. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) رواه البخاري ومسلم.
أيها الإخوة المعلمون ويا أيتها الأخوات المعلمات هذه رسالتكم وتلك الرسالة أمانة في اعناقكم وانتم بلا شك مسؤولون عنها أمام الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم.
فهل أعددتم للسؤال يوم العرض جوابا وللجواب صوابا؟ هذا ما نعتقده لان الكثير ولله الحمد من المعلمين والمعلمات على مستوى كبير من العلم والفضل والاحساس بالمسؤولية والقلة القليلة التي لا تلقي بالاً لرسالتها المفترضة يلزم ان يعيدوا النظر في موقفهم المتساهل من رسالتهم فالمسؤولية عظيمة وعلى العاقل البصير أن يراجع نفسه فالمفرطون في اداء واجبهم خاسرون ويوم القيامة نادمون وقد جاء في الذكر الحكيم بأن الذي لا يعمل الخير ويصاحب أهل الشر بحيث يضلونه عن الهدى والصواب يندم يوم الحساب على ما قصر في جنب الله كما يتمنى أن يكون قد صاحب أهل الهدى والصلاح واقرأ قوله تعالى (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا. لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا) الفرقان 2729.
لقد نال المعلم ولله الحمد في عصرنا ما يساعده على اداء رسالته بأيسر صورة، وان يقوم بواجباته بكل سهولة، ونال من التكريم لاسيما في بلادنا (المباركة) ما جعله ممن يشار إليهم بالبنان من حيث التأهيل والراتب والتشجيع مما يغبط عليه في كثير من البلدان ونحن ولله الحمد بما جاء في ديننا الحنيف من الإشادة بالمعلمين والمربين مما يشجع كل من انتسب لهذه المهنة على اداء واجبه بكل نشاط وبكل حيوية، وأسلفت سابقا بأن التفريط والتساهل في اداء هذه الرسالة له عواقبه الوخيمة التي يجب ان نضعها نصب أعيننا فالله الله في الاحتساب في اداء ما كلف به كل من انتسب لهذه المهنة الشريفة فإن اجيال الامة امانة في عنقه مسؤول عنها فعليه ان يعلمها الخير ويوجهها للمعروف وان يجعل منهم لبنات صالحات في بناء المجتمع السعودي المسلم والا يتساهل في ذلك ابدا حتى لا يندم حيث لا ينفع الندم.
أيتها المعلمة الفاضلة/ إن بناتنا أمانة بين يديك فكوني قدوة حسنة في العلم والمعرفة والاخلاق والسلوك الحسن فكلما كنت بهذه الاخلاق الفاضلة كلما اسهمت في انشاء جيل من الطالبات الصالحات المصلحات اللاتي هن المربيات للاجيال المؤمنة وهذا ما نأمله من جميع أخواتنا المعلمات استشعاراً بواجب الامانة وتقديراً لمسؤولية المهنة الملقاة على عواتقكن والله اسأل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
*الوكيل للشؤون التنفيذية
|
|
|
|
|