| متابعة
*بروكسل د.ب.أ:
اختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة هامة أمس الاول لبروكسل بعد أن أبدى الود إزاء خصومه السابقين في منظمة حلف شمال الاطلنطي (الناتو) والاتحاد الاوروبي، وتعهد بالتعاون التام معهم في مكافحة الارهاب.
وتناول توجه بوتين الجديد الساحر إجراء محادثات مع سكرتير عام الناتو جورج روبرتسون، تركزت على بناء «علاقات فريدة» وجديدة بين روسيا والتحالف الغربي.
وقد أسفرت محادثات روسيا مع الاتحاد الاوروبي والتي جاءت في أعقاب الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة الشهر الماضي عن اتفاق غير مسبوق بين الجانبين على البدء في إجراء مباحثات أمنية منتظمة بينهما.
وقال روبرتسون في أعقاب محادثاته مع بوتين «إنني أعتقد بأننا ندخل عصرا جديدا من التعاون العملي الواقعي».
وذكر «إن علاقاتنا لم تكن أكثر وثوقا على الاطلاق» مثلما هي في الوقت الحالي.
وذكر رئيس الناتو «إن الفظائع التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا قد أكدت حقيقة مفادها أن هناك أشياء توحدنا أكثر من تلك التي كانت تفرقنا في الماضي».
وأضاف روبرتسون ان روسيا الان تعتبر «شريكا خاصا وكبيرا لحلف الناتو» وبطريقة لم يكن بالامكان مجرد تخيلها قبل أعوام قليلة مضت.ومن جانبه قال بوتين انه يتعين على روسيا والناتو تبادل خبراتهما في المجالات السياسية وفي مكافحة الارهاب الدولي.
وذكر بوتين أن تفاصيل العلاقات المستقبلية ستخضع للدراسة من جانب جهاز مشترك جديد سيتم تشكيله لاستكشاف سبل «تغيير» العلاقات بين روسيا وحلف الناتو.
ومتخذا نهجا أقل تشددا إزاء خطط الناتو الرامية إلى التوسع وضم دول البلطيق إلى عضويته قال بوتين ان موسكو تراقب عن كثب تغير دور التحالف الغربي بدرجة أكبر إلى الناحية السياسية.وذكر بوتين أنه «إذا ما ظل الوضع كذلك فإن الامور قد تتغير بشكل ملموس».
وأضاف «وبإمكان روسيا في هذه الحالة أن تكون أكثر شمولية في مشاركتها وارتباطاتها».
وكان الاتحاد الاوروبي قد تعهد في وقت سابق بإجراء مشاورات أمنية منتظمة مع روسيا. كما أعلن أيضا عن تعاون غير مسبوق مع موسكو لمكافحة الارهاب.
وذكر رئيس الوزراء البلجيكي والرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي جاي فيرهوفشتات للصحفيين في أعقاب محادثاته مع بوتين «إنها أهم قمة.. فقد اتخذنا خطوة هائلة إلى الأمام في علاقاتنا».
أما بوتين فقد أكد «لقد ناقشنا أشياء تشكل قلقا واهتماما حقيقيا لنا.. فليس بإمكان أحد الاحساس بالحماية، إننا نشعر جميعا بالقلق».
وأكد أول إعلان حول الارهاب الدولي على الاطلاق بين الاتحاد الاوروبي وروسيا أن الجانبين سيطوران تعاونهما في مكافحة الارهاب في إطار تحالف دولي واسع، وتم الاتفاق أيضا على إجراء مباحثات أمنية على أساس شهري منتظم بين كبار المسؤولين الروس وكبار مسئولي الاتحاد الاوروبي.
وقال مسؤول الشؤون الامنية والسياسية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا «إن هذه (المشاورات) ستكون بمثابة قناة اتصال سلسة وسريعة وفاعلة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا».وذاهبا في تفاؤله إلى حد أبعد، أكد بوتين الذي بدا مسرورا لنتائج محادثاته أن روسيا والاتحاد الاوروبي «يشيدان معا هيكلا أمنيا أوروبيا جديدا».
وقال الزعيم الروسي «لقد حان الوقت تماما للبدء في ذلك» وأضاف قائلا ان الاتصالات الامنية الشهرية ستكون «البشير» لإقامة جهاز أمني دائم بين الجانبين.وعلق فيرهوفشتات على ذلك قائلا ان «بنية» المشاورات السياسية والامنية من الممكن أن تستكمل باجتماعات إضافية في حالة الضرورة.
وفي انعكاس واضح لتخفيف الاتحاد الاوروبي من توجهاته إزاء السياسة المتشددة التي تنتهجها روسيا في الشيشان، لم يأت البيان الختامي المشترك للمحادثات، على ذكر القلق الاوروبي التقليدي بشأن انتهاكات روسيا المزعومة لحقوق الانسان في جمهورية الشيشان الانفصالية.
وبدلا من ذلك أشار البيان إلى «تأييد» أوروبا للجهود الروسية الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية في الشيشان.
وتجنب قادة الاتحاد الاوروبي الذين حضروا المؤتمر الصحفي المشترك مع بوتين التعليق صراحة عندما نبه الزعيم الروسي إلى وجود صلة «واضحة» بين «الارهابيين» الشيشانيين وشبكات الارهاب الدولية العاملة في دول أخرى.
وقال بوتين ان الهجمات الشيشانية على أهداف روسية تحمل «نفس توقيع» شبكات الارهاب العالمية العاملة خارج الجمهورية الانفصالية.
وذكر «ان الارهابيين في الشيشان ينتهجون نفس وسائل وأساليب الارهابيين في أي مكان آخر».
وأشار إلى أنهم يتلقون أيضا أسلحة وأموالا من الخارج.وقال البيان الاوروبي الروسي المشترك حول مكافحة الارهاب ان أي تحالف دولي يتم تشكيله لهذه المهمة لن يكون فاعلا إلا إذا تحددت صورته ومهامه في إطار قانوني مشروع وتحت مظلة الامم المتحدة.
واتفقت روسيا والاتحاد الاوروبي أيضا على تأييد المبادرة التي تتبناها الهند لإبرام معاهدة دولية لمكافحة الارهاب.
ووعدت روسيا والاتحاد الاوروبي بدراسة إمكانية تبادل المعلومات بينهما حول نشاط وتحرك العناصر المشتبه في إنها إرهابية وكذلك تبادل المعلومات بشأن استخدام الوثائق المزورة وجهود مكافحة عمليات تمويل الجماعات الارهابية.
وقال بوتين ان الجهود الروسية الاوروبية المشتركة ستتناول أيضا معالجة «مصادر» التوتر في منطقة الشرق الاوسط.
|
|
|
|
|