| مقـالات
نعم ها هو نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية يتحدث على ضوء الشمس في رابعة النهار بكل شفافية ووضوح، لم يستأجر قلماً ولم يوظف أبواقاً ولم تذع كلمته مُسجَّلة خلف ستائر غرف الدهاليز المظلمة، بل إن موعد اللقاء مع الإعلاميين أعلن مسبقاً وأشرعت الأبواب لكل من يريد الحضور والمشاركة، وزاد سموه وهو من يجيد التعامل والتفاعل مع الإعلاميين وبلطفه وحسه المرهف بأن وجه حفظه الله أثناء لقائه الإعلامي بأن تتاح الفرصة للضيوف حينما قال: «يا إخوان أرجو أن تتركوا الفرصة للضيوف من غير السعوديين لطرح ما لديهم من أسئلة» فكان اللقاء شاملاً عاماً سلط فيه سموه الأضواء على الحقائق وكان خلال حديثه واضحاً حاسماً من مسألة الإرهاب وموقف المملكة المعلن الصريح منه غير أن سموه قد أكد وجود هذا الموقف بكل شجاعة حينما وضع الكرة في مرمى أمريكا والدول الغربية وأعلنها صريحة:« إذا أراد العالم أن ينهي أي دوافع إرهابية تنشأ من الوطن العربي فعليه أن يعيد النظر في موقفه غير العادل من القضية الفلسطينية»، مؤكدا سموه أن إسرائيل تمارس الإرهاب الدولي المنظم علناً والعالم الغربي يتفرج مبتسما، والموقف الذي يؤكده سموه من قضية العرب والمسلمين هو موقف المملكة الثابت منذ أن وحدها المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، بل إن سمو الأمير نايف لم يؤكد فقط أن إسرائيل أساس وسبب لكل مشكلة وأزمة دولية بل إنها سبب رئيس لما يحل بالعالم العربي والمنطقة من تأخر، مبرئاً سموه الإسلام الحنيف من هذه التهمة: «لسنا متخلفين ووصم أي دين بالتخلف خطأ وعلى الدول الغربية والإعلام الغربي أن يفهموا ذلك»!! وذكَّر سموه بجهود المملكة ونداءاتها على لسان كبار مسؤوليها بخطورة الموقف وضرورة تجاوزه بإحلال العدل والسلام.
ولا عجب، فقادتنا حفظهم الله على قدر من الحنكة والثبات تؤهلهم لاتخاذ المواقف الشجاعة الصريحة التي يقف لها الجميع احتراماً وتقديراً على أن هذه المواقف لم تتخذ العداء منهجاً، بل دعوة للحكمة والانصياع لنداءات العقل والضمير بإحقاق الحق والإنصاف في التعامل مع القضايا الدولية وعلى رأسها قضية العرب والمسلمين قضية فلسطين وشعبها المسلوب، وهكذا كان سمو الأمير نايف في حديثه الإعلامي مثالا للقوة والشجاعة والوضوح والشفافية والصدق في القول والوعد في بذل كل جهد ممكن في التعامل ضد الإرهاب وضد الغطرسة والتعاون بكل الإمكانيات في سبيل العدل والمساواة والسلام والأمن الدولي كنهج ثابت واضح للمملكة العربية السعودية.
|
|
|
|
|