| مقـالات
فيما يلي سرد لبعض الحقائق التي نشرها عدد من الكتاب اليهود مع ذكر المراجع قال تعالى :« وشهد شاهد من أهلها».
الشاهد الأول:
السنة: 1954م.
المكان: مصر.
الحدث: إسرائيل تقوم بعمليات إرهابية وإلقاء اللوم على العرب.
اسم العملية: عملية لافين.
كيف؟: كانت العلاقات ما بين أمريكا ومصر في تحسن مستمر، وكانت مصر قد حصلت لتوها على إعانة أمريكية مقدارها خمسون مليون دولار كما كانت أمريكا تدرس إمكانية مساعدة مصر في ترميم سد أسوان. لم تكن هذه الأوضاع تروق لليهود فقرروا الشروع بحملة إرهابية داخل مصر وإلقاء اللوم على المسلمين رجاء أن تثمر عن إفساد في العلاقات الثنائية بين أمريكا والعرب ويتمكنوا بذلك من الاستمرار في طموحاتهم العسكرية والاستيلاء على سيناء بتأييد من أمريكا ولكن كيف لهم وذلك وأمريكا راضية عن مصر؟
قامت إسرائيل بإرسال عدد من عملاء الموساد إلى عدد من المنشآت الأمريكية المدنية في مصر محملين بكتب من نوع خاص. كانت أغلفة تلك الكتب تحتوي على كيسين، الكيس الداخلي يحمل مادة متفجرة والكيس الخارجي يحوي حامضاً، فإذا وضعت تلك الكتب في المكتبات الأمريكية أخذ الحامض يأكل في الكيس الداخلي حتى وصل إلى المتفجّرات ثم فجرها.
وتم بالفعل تنفيذ الخطة ونجحوا في تفجير عدد من المنشآت الأمريكية وبدأت العلاقات تسوء ما بين مصر وأمريكا. ولكن طمعت إسرائيل، واستمرت في عمليات التفجير رجاء منها أن تدفع أمريكا إلى قطع العلاقات تماما ومعاداة مصر.
وكان هذا خطأهم الفادح حيث أدى إلى كشف حيلتهم وفضحهم وذلك بأن تم القبض على شابين من اليهود المصريين يحاولان التسلل إلى بعض المنشآت الأمريكية داخل مصر وهما يحملان كتابان من نفس النوع الذي تم استخدامه في عمليات التفجير السابقة.
وبعد التحقيق مع هذان الشابان أدى اعترافهما إلى القبض على ستة عملاء يهود آخرين كانوا قد شاركوا في نفس العملية الإرهابية وقد أدت هذه العملية إلى استقالة وزير الدفاع اليهودي بنهاس لافين. ولكن لم تنتهي القصة هنا حيث زعم لافين أنه قد ألبس التهمة زورا وبهتانا من قبل غيره من اليهود، وبالفعل تم فتح القضية مرة أخرى سنة 1960م واكتشف بأن نائب وزير الدفاع آنذاك شيمون بيريز وموشى ديان كانا قد تآمرا على بنهاس بتزوير وثيقة تدينه في تلك العملية لإبعاد التهمة عنهما. ولقد ناضر رئيس الوزراء آنذاك بن غوريون بكل وسيلة لمنع فتح التحقيق من جديد ولكنه أخفق في ذلك وأسفر التحقيق الجديد في نهايته عن إدانة بيريز وديان واللواء إبراهيم جيفلي. وكانت إدانة شكلية لم تصحبها عقوبة.
« لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميع وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون» (الحشر : 14).
المراجع:
(BarJoseph, Uri,1995 Intelligence Intervention in the Politics of Democratic Staes: The United States. Israel, and Braitain. University Park, PA:Penn state Press.)
(Lilienthal, Dr.Alfred A., The Zionist Connection II, What Price Peace?)
الشاهد الثاني:
السنة: 1967م.
المكان: البحر الأبيض المتوسط شمال سيناء.
الحدث: إسرائيل تقوم بعمليات إرهابية على نطاق أوسع ومحاولة إلقاء اللوم على العرب مرة أخرى.
اسم العملية: عملية الاعتداء على سفينة ليبارتي.
كيف؟: كانت إسرائيل تطمع في الاستيلاء على هضبة الجولان. وكان الناس قد بدأوا ينسون أو يتناسون فضيحة لافين. وقد بدأ اليهود بتوسعة دائرة عملياتهم الإرهابية التي كانوا يحاولون إلصاقها بالعرب. ففي هذه المرة قاموا بالاعتداء على البحرية الأمريكية نفسها بدلا من المدنيين الأمريكان كما في المرة السابقة وتوسعوا أيضا في أسلوب وحجم العملية حيث استخدموا في هذه المرة الطائرات والسفن الحربية للاعتداء على السفينة الحربية الأمريكية يو اس اس ليبرتي.
لقد كانت تلك السفينة الحربية الأمريكية جزءا من الأسطول السادس الأمريكي والمكلف بحماية إسرائيل من اعتداءات العرب. وكانت مهمة سفينة ليبرتي التصنت إلى جميع الاتصالات اللاسلكية في المنطقة، فكانت بذلك محملة بشكل أساسي بأجهزة تصنت إلكترونية ولا تحمل إلا أسلحة خفيفة. رأى اليهود أن بوسعهم أن يضربوا عصفورين بحجر واحد إذا قاموا بتفجير تلك السفينة وقتل كل طاقمها.
العصفور الأول أن يلقى اللوم على مصر والعرب عموما في عملية الإرهاب تلك، والثانية أن يمنعوا أمريكا من التصنت إلى عملية الاعتداء على الجولان السورية والسيطرة عليها.
وبالفعل قام اليهود على مدى ساعتان ونصف بقصف تلك السفينة الحربية الأمريكية الصديقة بالطائرات الحربية النفاثة والسفن الحربية مستغلين بذلك حسن ظن الأمريكان بهم وعدم توقعهم أن يتعرضوا إلى اعتداء إرهابي غاشم من نفس الدولة التي كلفوا بحمايتها. وكان اليهود قد حرصوا على استخدام طائرات حربية روسية (بدلا من الأمريكية) في هذه العملية كما حرصوا على طمس جميع الشعارات الإسرائيلية من جميع السفن والطائرات التي استخدموها في ذلك العدوان. كما قاموا برشق السفينة بقنابل حارقة ورشقوا سفن النجاة بالرشاشات. حاول اليهود جاهدين أن يغرقوها ويقتلوا كل طاقمها ولكنهم لم يتمكنوا في النهاية إلا من قتل 34 بحارا وإصابة 170 آخرين. ولقد أكد وزير الخارجية الأمريكي آنذاك «دين رسك» واللواء البحري «مورور» بأن الأدلة تثبت بما لا يقبل الشك أن اليهود هم الذين قاموا بذلك العدوان الغاشم عليهم. ولكن اللوبي اليهودي في أمريكا كان قد قوي في السنوات الأخيرة إلى درجة أنهم تمكنوا من منع انعقاد لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ للتحقيق في هذا الأمر وبذلك نجحوا في كتم هذا الأمر وإخفائه عن الشعب الأمريكي.
يقول البحار «جون هرانكاوسكي» الأمريكي، أحد البحارة الذين كانوا على متن تلك السفينة عندما تعرضت إلى ذلك العدوان الإسرائيلي (التحقيق نشر في 12/1986):
«يونيو 8، 1967م كان يوما ساطعا ومشمسا في المياه الدولية شمال مصر. وكان نسيما خفيفا يهب على سفينتنا المثقلة بالإلكترونيات والمسماة يو اس اس ليبرتي.
وكنا متواجدين في تلك المنطقة بأمر من القيادة البحرية الأمريكية. ولم أكن على ظهر السفينة آنذاك لكوني مهندسا (فكنت أعمل بداخل السفينة)، ولكن عندما بدء سرب من الطائرات الحربية يحلق فوقنا أسرعت لأرقى إلى ظهر السفينة فوجدت زملائي يضحكون ويلوحون بأيديهم وينكتون. وكان من بين تلك الطائرات طائرة مدنية من نوع «بايبر كلاب» تحمل نجمة داود. اقتربت تلك الطائرة منا وحلقت فوق سفينتنا ببطء شديد حتى لمن شدة قربها منا أصبحنا نرى كاميرتها وهي تصورنا. وكنا نسمعهم عبر موجات اللاسلكي يذكون أنهم قد تعرفوا على سفينتنا وأنها اليو اس اس ليبرتي. هؤلاء كانوا حلفاءنا وأصحابنا إنهم اليهود.
وبعد عدد من الساعات في حوالي الساعة الثانية ظهرا عادت تلك الطائرات ومرت فوقنا ما بين خمسة إلى سبعة مرات ترشق بالرشاشات والصواريخ سفينتنا التي لا تحمل إلا أسلحة خفيفة ثم انضمت إليهم تعزيزات أخرى من الطائرات الحربية، وكانت من نوع ميج (الروسية) وقامت هي أيضا برشقنا بالرشاشات والمدافع بالإضافة إلى القنابل الكيماوية الحارقة. وفي عملية القصف المباغتة الأولى تمكنوا من قتل تسعة من زملائي المحتارين. وكان إلى جانبهم عدد كبير من المصابين بالرصاص أو المشوهين بالقنابل الحارقة وهم يئنون ويصيحون في نزعات الموت. وقد أصبت أنا أيضا بشظايا من أحد الصواريخ.
ولكن لم تنتهي بعد مأساتنا التي امتدت قريبا من ساعتين ونصف حيث بدأت السفن الحربي الإسرائيلية بالوصول وقصفونا بخمسة صواريخ توربيد. أصابت إحدى تلك الصواريخ سفينتنا مما أسفر عن موت 25 بحارا آخرين.
شرعنا بالاستعداد لإخلاء السفينة حيث قام بعض زملائي بإلقاء سفن النجاة المطاطية في الماء. وكانت كمشهد من فيلم رعب يعرض بالحركة البطيئة إذ ننظر إلى السفن الحربية تعود أدراجها لتقصف سفن النجاة ومن ألقى بها من على ظهر السفينة من البحارة العزل. ورأينا قبطان إحدى تلك السفن يلتقط إحدى سفن النجاة تلك من البحر ولعله أراد أن يحتفظ به كذكرى.وحتى يمنعونا من طلب النجاة أو المدد قاموا بالتشويش على أجهزتنا اللاسلكية. وقد علمنا لاحقا أنه لا يمكن لأحد إلا الصديق أن يتمكن من ذلك لوجوب علمه بجميع الترددات السرية التي نستخدمها في اتصالاتنا. وإنني أسعى مع زملائي منذ سنوات طويلة للتوصل إلى حقيقة ذلك العدوان الذي أسفر عن موت 34 من زملائي وإصابة 171 آخرين.
كلنا متفقون بأنه لا يعقل أن يكون ذلك العدوان نتيجة خطأ فقد اقتربت الطائرة الإسرائيلية التي صورت سفينتنا إلى بعد لا يزيد عن 70 مترا عنا وسمعناهم جميعا عبر اللاسلكي يذكرون اسم سفينتنا وكان علمان أمريكيا كبيران يرفرفان من أعلى سفينتنا كما كانت العبارة جي تي آر 5 مكتوبة بوضوح وبحروف كبيرة على جانب السفينة العبارة التي كان يعرفها الجميع من صديق وعدو بأنها خاصة بالبحرية الأمريكية.
ولسنوات كثيرة تدور أعينا محتارين ومكذبين كلما زعم الإسرائيليون بأنهم أخطئوا في التعرف على سفينتنا وظنوها بارجة مصرية أما من ناحيتي أنا فلا أظنه صدفة بأن اعتدوا علينا يوم ثمانية ثم قاموا بالاعتداء على سوريا في اليوم التالي وسطوا على الجولان. وإلى هذا اليوم فإنهم يؤكدون بأنهم سطوا عليها بنية أن لا يعيدونها إلى أصحابها أبدا والسبب في ذلك أن الليبرتي كانت سفينة تنصت وبحث تستمع إلى مراسلات الطرفين خلال حرب الستة أيام (حرب السبعة والستين) ولم يبلغ الشعب الأمريكي إلا القليل القليل من هذه المعلومات. حتى مجلس الشيوخ الأمريكي نفسه قد رفض مطالباتنا المستمرة والحثيثة بالتحري في هذا الأمر. بعد العدوان، عندما كنا مجتمعين مع زملائنا على ظهر السفينة أمرنا رسميا أن لا نتحدث مع الصحفيين وقد أبت القيادة البحرية أن تزود أيا كان، حتى نحن أنفسنا، بقائمة أسماء طاقم السفينة حتى نتمكن من تجنيدهم لكشف الحقائق.
وإنني أحاضر كثيرا في أماكن مختلفة في وسط نيويورك لأذكر لهم قصتي، وبدون استثناء أجدهم جميعا مذهولين مما أقول ومن كونهم لم يخبروا بالحقائق. وجهل الشعب بحقيقة ما قد جنته أيدي من يسمون حلفاءنا إنما يؤكد أن الإعلام الأمريكي قد أخفق في واجبه بنشر الحقائق. الشعب الأمريكي سوف يصدقنا ويساندنا عندما يعلم أننا أمريكان مثلهم التحقنا بالبحرية لخدمة وطنهم وعندما نزودهم بأدلة دامغة لا تقبل الجدل بأن العدوان الذي تم في 8 يوليو 1967 لا يمكن له أن يكون خطأ بل كن محاولة لإغراق سفينة أمريكية كان بإمكانها أن تحذر العالم من عمل عدواني إسرائيلي غاشم. يجب على الشعب الأمريكي أن يعرف الحقائق حتى يتمكنوا من الحكم بأنفسهم على مصداقية تلك الدولة التي تريد أن تكون أعز حلفائنا لابد أن يعلم الشعب الأمريكي بأن ضرائبهم هي التي مونت إسرائيل بالطائرات والبواخر والقنابل والتربيدات والقنابل الكيماوية الحارقة التي أصابتنا وكنا كلنا أمل في الماضي أن تقوم القيادة البحرية الأمريكية بالتحري الدقيق في هذا الأمر وكشف الحقائق، ولكننا قد فقدنا الأمل في ذلك الآن ولقد تأكدنا الآن بأن عمليات التحري تلك ما كانت إلى محاولات لطمس الحقائق وإخفاءها فقد تم إخفاء أدلة ولم يتم استجواب شهودا أساسيين ولم يتم نشر تقرير الإسرائيليين أو التدقيق فيه. ولقد صرح اللواء البحري توماس مورور لا أقبل أبدا ماقد قيل بأن هذا الاعتداء كان نتيجة الخطأ واللبس في هوية السفينة وأجزم من غير أدنى تحفظ بأن أولئك الأربعة وثلاثين رجلا الذين قتلوا في ذلك العدوان كانوا قد أغتيلوا عمدا.
المراجع:
(Ennes,J.,1979.Assault On The Liberty. New York: Random House.)
(The Washington Report on Middle East Affairs,'December, 1986)
(Lilienthal, Dr.Alfred A., The Zionist Connection II, What Pric Peace?)
الشاهد الثالث:
السنة: 1986م.
المكان : ليبيا.
الحدث: إسرائيل تقوم بنجاح بدفع أمريكا إلى قصف دولة عربية بعد إلصاق عملية إرهابية بهم وإلقاء اللوم عليهم زورا وبهتانا.
اسم العملية: عملية تروجان.
كيف؟: كانت العلاقات ما بين أمريكا وليبيا على أحسن ما تكون وكان رجال الأعمال الأمريكان يغتنون من تجارة البترول في تلك الدولة. وبين عشية وضحاها تمكنت إسرائيل من خلال خطة محكمة من تزوير الحقائق ووضع ليبيا على رأس قائمة الدول التي تمارس الإرهاب فكيف كان ذلك؟
يذكر عميل الموساد الأسبق فيكتور أوستوفسكي في كتابه «الجانب الآخر من التلبيس» تفاصيل هذه العملية الناجحة.
تمكنت إسرائيل عبر السنوات الماضية أن تطور قدراتها الإرهابية وحذقها في إلصاق التهم بالآخرين وقد وجدوا أن أفضل أسلوب لمحاربة أعدائهم والقضاء عليهم هو أن يغروا غيرهم بهم بأن يقنعوهم بأن تلك الدول تمارس الإرهاب ضدهم وبعد أن باءت بعض محاولاتهم السابقة المباشرة بالفشل فقد رأوا أن يتبنوا أسلوبا جديدا في هذه المرة، ألا وهو الاعتماد على التقنية الحديثة البحتة والاستخبارات.
بدأت العملية في فبراير عام 1986م عندما أرسلت إسرائيل فريق مكون من ستة من قوى الصاعقة البحرية في غواصة مصغرة إلى طرابلس لزرع جهاز تروجان.
وكان هذا الجهاز عبارة عن جهاز اتصالات أنبوبي يبلغ من الطول مترين وقطره المقطعي 17 سنتيمترا. كان هذا الجهاز مصمما من قبل الموساد الإسرائيلي بحيث يستقبل البث المباشر من قسم الحرب السيكولوجي في إدارتهم الرئيسية ثم يعيد بثه على تردد آخر تستعمله الحكومة الليبية.
وبعد أن قام هذا الفريق بتركيب وتشغيل هذا الجهاز تركوه في رعاية عميل فردي والذي كان قد استقبلهم في سيارة نقل عند البحر واستأجر الشقة المستخدمة لعمليتهم تلك. يقول فيكتور:
« وفي نهاية الشهر المقبل (مارس) كانوا قد بدءوا بالبث وبدأ الأمريكان باستقبال الرسائل المزورة التي يبثها التروجان. ولقد حاول الموساد من خلال ذلك الجهاز أن يوهموا الأمريكان بأن سلسلة طويلة من الخطط الإرهابية تتبع من وسط طرابلس موجهة إلى السفارات الليبية حول العالم».
تمكنت إسرائيل من خلال هذه الرسائل المزورة أن توهم السامعين بأن إرهابيين ليبيين هم وراء التفجير الإرهابي المؤخر في أحد مراقص بيرلين بألمانيا والذي ذهب ضحيته اثنان من الأمريكان ولم يكون لليبيا أي يد في تلك العملية الإرهابية. ولكن حيلة اليهود نجحت في إقناع أمريكا بأنهم استقبلوا رسائل ليبية مشفرة تبث من داخل طرابلس نفسها يعترفون فيها بأنهم وراء تلك العملية. ويستطرد فيكتور قائلا :« وتحققت أمنيات الموساد حيث تمكنت أمريكا من فك التشفير مما نتج عن جزمها بأن ليبيا تمارس الإرهاب ضدها» كما وضح فيكتور أن الأمريكان أرادوا التثبت من صحة معلوماتهم فقاموا بالاتصال بإسرائيل للتحقق من هذا الأمر وإذ بإسرائيل تزودهم بأدلة مشابهة للتي معهم تأكيدا لشكوكهم.
«ولكن الأسبان والفرنسيين لم يكونوا ليقبلوا تلك الحيلة وهذه السلسلة الجديدة من المراسلات السرية الفاضحة، ورأوا أن الأمر فيه ريبة. فما كان لليبيين الذين كانوا يتسمون في السابق بالحذر الشديد ان ينهجوا مثل هذا المنهج ويعلنوا أمام الجميع مخططاتهم المستقبلة. وكان الاسبان والفرنسيون علي حق، فقد كانت سلسلة الاتصلات هذه كلها مزورة».
قامت أمريكا إثر هذه التأكيدات من إسرائيل بقصف ليبيا بالطائرات الحربية النفاثة المحملة بالقنابل الفتاكة وذلك مجازاة لها على إرهابيها الموهوم وردعا لمن بعدها ممن قد تسول لهم أنفسهم قتل الأمريكان في أي مكان وذهب ضحية هذه الغارة الجوية الأمريكية عدد كبير من المدنيين وقتلت ابنة رئيسها معمر القذافي الرضيعة، أحست بعدها أمريكا برد الاعتبار وأنها قمعت الإرهاب أما إسرائيل فقد نجحت في ضرب أعدائها العرب بأيدي وأسلحة غيرها وكل ذلك بحيلة بسيطة ولكنها محكمة، فلم تضطر بذلك الى أن تخسر المال أو الرجال أو الأسلحة. وبعد هذا الحادث بقليل أقلعت رحلة بآن آم رقم 103 متجهة من نيويورك إلى لوكربي في سكوتلاندا وقبل هبوطها بقليل انفجرت في الجو ومات كل من فيها.
ألقيت التهمة فورا على ليبيا وقيل إن هذه العملية تحمل بصماتهم فأدانوهم من غير دليل وذكروا في الإعلام أن هذه العملية لن تصدر من غيرهم ولابد أنها محاولة إرهاب جديدة منهم ردا على ما جازتهم أمريكا به بسبب إرهابهم الأول وقامت أمريكا بإدراج ليبيا على قائمة الدول التي تأيد الإرهاب وفرضت عليها الحصارات والعقوبات الاقتصادية وبذلك اكتملت الحلقة وأحكم إغلاقها.
يختم أوستروفسكي قائلا :« عملية تروجان كانت من أنجح عمليات الموساد على الإطلاق».
المراجع:
(Ostrovsky, Victor., 1995 The ther Side of Deception: A Rogue Agent Exposes the Mossad's Secret Agenda. New York: Harper)
(Lilinthal, Dr.Alfred A., The Zionist Connection II, What Price Peace?)
|
|
|
|
|