| مقـالات
كل الذين استمعوا وشاهدوا المؤتمر الصحفي الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نابتهم مشاعر عديدة في الإعجاب والتقدير بالرد الوافي الشافي لكل ما أثير من أمور كثيرة كانت تحتاج إلى تفسير وتسليط الضوء عليها حتى ترتاح النفوس المتعطشة للوصول إلى الحقائق ومن مصدرها.
فالعالم بأجمعه يعيش هذه الأيام بالذات تركيزاً إعلامياً مخيفاً لا يستطيع الفرد العادي أن يميز الخبر الصادق من الدس الإعلامي ولتوجيه الرأي العام العالمي نحو أمور خاصة تخدم مصالح معينة تخدمها تلك الأجهزة الإعلامية. وعلى رأس المستفيدين من هذا اللغو الإعلامي دولة الكيان الصهيوني إسرائيل والتي بادر رئيس وزرائها السفاح شارون لإلصاق التهم الإرهابية بالعرب والفلسطينيين بالذات وقد نسي هذا الإرهابي العتيق بأنه ودولته المسخ يمارسون إرهاباً علنيا كل يوم ضد أطفال الحجارة الفلسطينيين ويقتلون منهم العديد وهم عزل لا وسيلة للدفاع عن أنفسهم سوى الحجارة التي ولربما تؤثر على عقول وضمائر أصحاب القرار في أمريكا وأوروبا والتيار المؤيد لإسرائيل في جرائمها الإرهابية اليومية.
إن الأمة العربية في معظم أرجائها وأوطانها تعاني بالأمس واليوم من جرائم الإرهاب سواء كان إرهاب أفراد أو جماعات منظمة أو إرهاب دولة كما يحدث يومياً من مسلسل جرائم شارون ضد أبنائنا في الشعب الفلسطيني الصامد.
وتحاول إسرائيل بتسخيرها كافة الأجهزة الإعلامية وتركيزها على بعض الفضائيات التلفزيونية العالمية منها وبعض المحلية أن تصور إخواننا المناضلين الفلسطينيين بجميع إنتماءاتهم السياسية والتي تصب جميعا من أجل تحرير فلسطين من العدو الغاصب إسرائيل تحاول عصابة شارون أن تظهر هذه القوى الوطنية التي تسعى لتحرير أرضها فلسطين من الغزو اليهودي الإسرائيلي بأنه إرهاب، علماً بأن كل مواثيق العالم والتي صدرت عن الأمم المتحدة والمجامع العلمية الأخرى تعطي الحق لمن احتلت أرضه بتحريرها بكامل السبل دون تحديد من أجل استعادتها وطرد المعتدي عنها والذي يحاول طمس هويتها وتشريد شعبها. وقد بين ذلك سمو الأمير نايف بشكل واضح وصريح «وما دامت قضية فلسطين بهذا الشكل وبهذا العدوان الذي للأسف لم نجد موقفا عادلا ومنصفاً فإننا نطالب جميع دول العالم أن تقف موقف الحق والعدل ويجب أن لا تمحى فلسطين من الخارطة ويجب أن تبقى وطنا لأبنائها».
هذا هو الرد على إدعاءات الإعلام الإسرائيلي ولصق تهم الإرهاب بالشعب الفلسطيني الذي لا يريد من المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا إلا الوقوف بالعدل والانصاف مع حقوقه المشروعة في وطنه فلسطين وإقامة دولته مثل أي شعب آخر في هذا العالم على أرضه الخالدة فلسطين.
وهناك مسؤولية خاصة أمام العائلة العربية ككل والسعودية بالذات بضرورة متابعة أبنائهم في الخارج وعدم تسهيل سفر المراهقين والفاشلين دراسياً إلى دول معينة قد تخلط الإرهاب بأمور كثيرة يغفل عنها الفرد المواطن وعائلته أيضا وبضغوط خاصة مثل غسل عقولهم بأمور خارجة عن ديننا الحنيف دين الرحمة والإنسانية وتوجيههم إلى إرعاب وإرهاب الآخرين أو تشجيعهم بالأموال التي تسهل عليهم الوصول إلى غايات في أنفسهم وآخر المطاف يرى نفسه أمام طريق مسدود وضعه له المخططون لإيقاعه في حبال شرهم الذي ينتهي بالإرهاب المنظم. ولابد على الفرد والعائلة أن ينتبهوا لتعليمات وزارة الداخلية والتي تحرصهم على المحافظة على وثائق سفرهم وأن جواز السفر السعودي وثيقة مستهدفة في عصابات الإجرام والإرهاب المنتشرة في بانكوك ومانيلا وهونج كونج وبعض المدن الأوروبية والأمريكية مثل نيويورك وشيكاغو ولوس انجلوس والتي تحاول هذه العصابات الحصول على مثل هذه الوثائق المهمة والمحترمة في جميع أنحاء العالم لتمرير مخططاتهم الإجرامية والإرهابية.
وحان الوقت أن يعي كل مواطن في الخارج ذلك وأن يحافظ على جواز سفره وهو وثيقة غالية وثمينة وأن لا يتركها لتكون وسيلة تسهيل إرهاب أو عمل إجرامي من شخص عدو لأمن بلادنا الغالية. وبين سمو الأمير نايف دور الفرد ومسؤولية العائلة حين قال حفظه الله «لا شك أن الآباء مسؤولون عن أولادهم وعليهم أن يلاحظوا تصرفاتهم وإذا رأوا منهم شططا عليهم أن يوجهوهم ويصلحوهم وإذا عجزوا فالدولة قادرة على ذلك التقويم».
وعندما يتحدث سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس وزراء الداخلية العرب عن الدعوة لاتفاقية أمنية عربية إسلامية يتحدث عن تجربة واسعة في هذا المجال وبجهود بذلها سموه شخصيا من خلال اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب وكذلك من تخطيطه حفظه الله لأسس الاتفاقية الأمنية الخليجية وتوجت تلك الجهود المخلصة ظهور اتفاقية مكافحة الإرهاب التي وقعت في الجامعة العربية عام 1998م.
إن محاولة مخطط الأمن العربي والإسلامي تتجه الآن وفي هذه الظروف الصعبة بالذات والتي يوجه الإعلام الموجه من إسرائيل ومن يساندها بأصابع الاتهام للإسلام كدين وأمة وأصبح من المحقق إدراك أهمية صدور اتفاقية أمنية إسلامية تكون الاتفاقية المباركة التي وقعها في الفترة الأخيرة سمو الأمير نايف حفظه الله مع إخوانه في طهران وإني أتمنى على منظمة الدول الإسلامية أن تدعو عن طريقها لمثل هذه المبادرة الأمنية المباركة وأن تكون نابعة عن ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه العربي الأمين الذي جاء رحمة ونعمة لكل العالمين وبمشاركة الصرح الأمني العلمي أكاديمية الأمير نايف الأمنية والتي تضم رجالا مخلصين ذوي خبرة وتأهيل عالٍ في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب ووضع الدرع الواقي لصدر أمتنا الإسلامية ويكون التنسيق والتعاون الأمني ملزما لكافة الدول الإسلامية لمحاربة أوكار الإرهاب بحرية وثقة تامين.وأتمنى أن أضع هذه الملاحظة الأمنية بين يدي المسؤولين عن أمن المطارات والمنافذ في بلادنا الغالية لا سيما وأننا نعيش الآن وهذه حقيقة بظروف دولية غامضة ومترقبة لأمور كثيرة أن نركز العيون أكثر على الاخوة الموظفين من الوافدين والذين يحملون جنسيات قريبة من أفغانستان وعقد جلسات قد تكون يومية لإرشادهم بمخاطر الإرهاب والتعاون مع الإرهابيين والجزاء الرادع لمثل هذه الأعمال الإجرامية.قارئي العزيز. إني أكتب هذه الملاحظة الأخيرة لأني وأنت نرى هذا العامل في داخل الطائرة قبل إقلاعها وتحتها وله كامل الحرية في التجول بساحات المطار والمنافذ البرية والبحرية الأخرى فالوقاية خير من العلاج ومن حذر سلم. أقولها وأنا متأكد بأن أجهزة الأمن في بلادنا واعية لها في الحالات العادية وكيف الآن. حفظ الله بلادنا الغالية وجنبها شر الإرهاب والإرهابيين وحفظ قادتنا والذين نعيش بفضل الله أولا وبفضل جهودهم المشكورة بالأمن والأمان.
|
|
|
|
|