| عزيزتـي الجزيرة
ربما نكون جميعا متفقين على أن أحد أهم إنجازات انتفاضة الأقصى هي ضرب الأمن الاسرائيلي حتى في عمق اسرائيل، واسقاط حكومة باراك لعجزها عن قمع الانتفاضة وليس كما يظن البعض عجزها عن تحقيق السلام بمفهومه الحقيقي، بل فرض الاستسلام على الفلسطينيين لتأتي حكومة أكثر إرهابا وبطشا وهي حكومة شارون التي بدأ خطواته الأولى نحو تسلم زمام السلطة باقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة آلاف من الجنود الاسرائيليين مما أشعل شرارة انتفاضة الأقصى.
أثبتت هذه الانتفاضة المباركة بأنه لا أمن للاحتلال على حساب الحقوق الشرعية المغتصبة للشعب الواقع تحت ذلك الاحتلال، وأن السلام العادل لا يفرض فرضا بالطائرات والدبابات، بل بإزالة هذا الاحتلال وكنس كافة المستوطنات.
ولكن بالمقابل لا بد من استعراض سريع وبالأرقام التقريبية لجزء من التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الفلسطيني ومنها على سبيل المثال لا الحصر: 700 شهيد منهم 142 طفلا، 29000 جريح منهم 1500 إعاقات دائمة، معاناة مليون وثلاثمائة ألف طفل فلسطيني من التوترات والاضطربات النفسية حسب تقرير لمنظمة اليونيسيف قبل عدة شهور، 333000 عامل عاطلون عن العمل، تدمير 5000 منزل، اقتلاع 100000 شجرة مثمرة، وأكرر مرة أخرى بأن هذه الأرقام تقريبية، وربما تزيد على ذلك.
فمن هو المسؤول عن ذلك، أليس الإرهاب الصهيوني المنظم القائم على سياسة التطهير العرقي؟!اليس من حق الشعب الفلسطيني أن يسترد حقوقه ويقيم دولته المستقلة على تراب وطنه مثله مثل سائر الشعوب..؟
أليس من حق هذا الشعب أن يحظى بموقف إنساني عالمي موحّد لمواجهة الإرهاب الصهيوني؟.
زياد مشهور مسلط
كاتب وشاعر فلسطيني لرياض
|
|
|
|
|