| عزيزتـي الجزيرة
هكذا تعودنا.. وهكذا عودتنا هذه الأرض المباركة، تعودنا أن نرفع رؤوسنا ونسير على أرض النجاح في خطوات واثقة، وننظر إلى العالم بعين العطاء والعمل، عين الطموح الذي لن ينضب أبد الدهر لأن معينه مصون، وبحره صافٍ لا تعكره شوائب الدنيا.
أخي القارىء.. أختى القارئة، هكذا تعودنا وعودتنا هذه الأرض، تعودنا أن نحتفل بين الحين والآخر.. وأن نواصل الأفراح قبل نهايتها، وهذا من حقنا وحق أرضنا...
هي قارة مترامية الأطراف، كانت تعيش بين رمال الصحراء.. ورياح متلاطمة تصهرها حرارة الشمس، ويحرقها برد الشتاء.. وهي لا تزال خاضعة لظروف الحياة.. ولكن رمال صحرائها ونسمات هوائها.. كانت تشعر وتوقن وتؤمن بأن هذه الحال لن تدوم، وأن كل هذه الصحاري القفار سوف تتحول إلى شيء آخر لا تعلم ما هو!!
كان الأمل ينتظر بزوغ شمس النهاية، نهاية وضع مأساوى من الجهل والجوع والفقر.. ذلك الأمل الذي كان يتراقص أمام عين ذلك الطفل الشجاع، دارت الأيام وتعاقبت السنون، وظلت الشمس مشرقة، والقمر يتلألأ مع نجومه كل مساء على أرض العطاء.. دارت الأيام.. واستدارت أنظار العالم بأسره إلى «السعودية» الجديدة، ينظرون إليها بعجب واستغراب، دولة أعلنت ولادتها وسط الصحراء وظروفها القاسية. وحجزت لنفسها مقعداً في كل محفل.. وهي تقول لجميع البشر: ها أنا ذا، ولدت من الصحراء وسأظل أعمل وأعمل، وستظلون متعجبين مدى الحياة.
أشرقت الشمس السعودية بعون الله ثم بأيدي رجالها، ورفضت الكسوف ولا لقمرها بالخسوف منذ (103) أعوام!!
(103) أعوام.. وراية التوحيد شامخة على هذه الأرض. ومبرهنة على صلاحها ونجاحها أبد الدهر، لأن رجالها جعلوا دين الله منهاجهم ولجؤوا إليه واستمدوا منه طاقتهم..
أخي الكريم.. هكذا تعودنا، وهكذا تعوّد العالم بأن ينتظر منّا كل جديد، فنحن لم نقف ونتفرج، بل أثرنا وتفاعلنا ونثرنا كل فنون الإبداع علماً وثقافة.. وطرقنا أبواب الحياة جميعها وشعارنا عند الدخول: «النجاح ولا سواه».. لم نتعود على الفشل إطلاقاً، وباتت قلوبنا تتراقص فرحاً وافتخاراً، وكلنا يمسك راية العمل مدونين للناس روايتنا مع الحياة، ورواية الحياة في تعاملنا معها.. وكيف أن أفراحنا تتوالى وإنجازاتنا تترا.. في كل جهة وصوب..
مرت علينا مئوية كفاح ونجاح.. وصرنا عاصمة ثقافية رائعة، واعتلينا منصات التتويج المتنوعة.. ملأنا الصحف وبطون الكتب بما تكتبه عنّا وعن بلادنا.. ولم يعد في الدنيا أحد إلا وسمع عن كفاح «السعوديين» وقصتهم مع النجاح.. أولئك الرجال الذين صمدوا في وجه الظروف القاسية، ولم يدعوا لليأس طريقاً إلى قلوبهم.. واتفقوا على ان يرفعوا رؤوسهم إلى الأبد.. لأنهم مسلمون عرفوا كيف يتعاملون مع الدنيا..
أخي الكريم..
وماذا بعد؟ مئوية ناجحة، وعطاء يتواصل!! ومازالت المسؤولية تزداد، وحاجة الوطن إلينا تكبر وتتعالى..
فلنوقع اتفاقية الإخلاص والعمل دون كلل.. محافظين على مكانتنا العالمية دون تراجع.. ومن اعتاد الإقلاع في سماء الإبداع.. لن يرضى بالعيش دون ذلك.. فعيشوا أيها السعوديون في بلادكم وتفاعلوا مع حياتكم بحكمة، وترجموا كل شيء في الحياة لصالحكم وصالح ارضكم.
وتذكروا بأننا تعودنا على النجاح.. وأرضنا لن ترضى بغيره.. وضعوا كل الثقة والطموح والعزيمة في نفوس أبنائكم .. فهم إشراقة المستقبل.
علموهم البذل والإخلاص.. وهكذا ستظل بلادنا أبية، وراية التوحيد خفاقة، ومتى نصرنا الله فالله سوف ينصرنا.
وكل عام وأنتم بخير.. وبلادنا بلاد الخير.. بلاد السعادة والرخاء.. والأمن و«الهناء».
جميل فرحان اليوسف
سكاكا الجوف
|
|
|
|
|