| محليــات
* * * ربَّما تزخ هذه السحب، وتهمي الغيمات...
وجه الأرض الذي أفاق في الصباحات الأخيرة، كي يجد أنه قد تزيَّا بالثقوب، يتطلَّع إلى السماء كي ترسل إليه بما يمحو عنه الآثار، وتردم فيه الثقوب، كي ينهض أمام الشمس يتباهى بفسحة النَّقاء...، فإن لم تفعل، فسيظل بثقوبه ينضح خجلاً دون أن يواجه الشمس.
هذا لكم...
أما ما هو لي فأقول:
* * * كتبت زينب عبدالحميد متولي من جدة: «ياسيدتي لا أنكر أنَّ لمكتبة الجامعة فضلاً كبيراً في تعريفي بكِ وإيصالي بفكركِ وقلمكِ، ذلك لأنَّني مولعة بالقراءة، وأؤمن بأنَّ قراءة الصحف لا تقل أهمية عن قراءة الكتب، بل إنَّ في الصحف ما يربطنا بالواقع المعاش بشكل أكثر حيوية يتناسب مع عصرنا ومتغيراته...، إنَّني أؤمن أيضاً بأنّ الكاتب القدير هو من يتمكَّن من دخول العقول قبل القلوب، وهو من يمدّ القارئ بالأمان...، وفي قراءتي المتواصلة لمجموعة من كتابنا وكاتباتنا أنتِ أولهم أشعر بأنَّني في أمان داخلي وحصن حصين من الثقة في كلِّ ما سوف يجيء أو على تعبيركِ (ما يأتي)...، إنَّني أواجه كثيراً من المشكلات الاجتماعية بفعل رغبتي المتواصلة في الحوار مع الطرف الآخر الذي يشاطرني معيشة البيت، الجامعة، الشارع، الهاتف، الكتاب (وهو بصعوبة) الصحيفة على ما يواجهني من العراقيل غير أنَّني حقيقة أشعر بأنَّ الحوار هو الذي يمكِّنني من الحكم على نفسي وعلى مدى نجاحي في معرفة الحياة. لقد تعلَّمت من الكتب ومن الحياة اليومية ما يمكنني أن أقول إنَّه يمثِّل نصف خبراتي، أما بقيتها فإنَّني تعلمته منكِ. أنا إحدى طالبات مرحلة الماجستير في الجامعة ودراستي تتطلب مني مزيداً من الصبر لأنَّني أتلقَّاها ضمن عوائق كثيرة. صدقيني أنَّني أريد
أن أقول لكِ إنَّكِ تمثلين لي الحافز الأول للصمود أمام كلِّ صعوبة، لا أدري لماذا شكَّلتُ لكِ صورة «الدعامة»، إنَّني متأكدة بأنَّكِ لو واجهتِ مشكلة مهما صعبت أو يسرت فإنَّكِ تتجاوزينها بيسر. هذا ما يجعلني أجعلكِ لي الدعامة. لكِ تحياتي وأنتظر الموافقة منكِ على اجتياز الحدود إليكِ كي أحدثكِ هاتفيا وألتقي بكِ. ثقي أنَّ هناك في الجامعة من زادتني بكِ ثقة، ووطّدت ما بيني وبين قلمكِ من الود».
* * * ويا زينب: أعتز كثيراً بكِ وبمن هن مثلكِ، ثقافةً، وقدرةً على التعبير، كما أنَّ تمكُّنكِ من اجتياز عقباتكِ بمواصلة الرغبة في إقامة حوار مع الأطراف الأخرى التي تشاطركِ الحياة لهو أوَّل قدوم في دروب النجاح... ذلك لأنَّ الحوار هو مفتاح الولوج إلى بوابات النور، وأنتِ تعلمين أن لا سير في الظلام، ولا مصاحبة للوهم...، وفي ظل النور لا ظلام، ولا وهم...، كما أنَّني يسعدني أن تكوني إليَّ عن أقصر الطرق...، ولكِ ولمكتبة الجامعة، وللزميلة الدكتورة التي عرَّفتكِ بمزيد مما جاء بكِ إليّ كلَّ الود، والشكر، والتقدير، وشكرا للثقة، ولكلِّ ما جاء في سطوركِ، ووفقكِ الله في دراستكِ كي تجتازي كلَّ العراقيل وتكوني في أمان دائم.
* * * كتب صالح م. العوامي: «... أحياناً تأخذني الأسئلة إلى حيث مرافئ أفكاركِ، أجدكِ يا أختي العزيزة تغوصين في بحور النفس والفكر والوجدان الإنساني، وأجد البشرية بين يديكِ تستقلُّ مراكبها في اتجاه الشمس، أبداً ما وجدتُّ مراكبكِ تكبو، ولا تنكفئ على الماء، ولا تتَّجه إلى الغروب. وهناك من الكتّاب من همُّهم الأول إما إثارة حفائظ الناس، أو نقدهم بما ليس فيهم، أو عدم التقدير لهم بالكتابة في أمور سطحية، أو الإغراق في الموضوعات الذاتية أو حتى تلك التي تمثِّل (الفانتازيا) أو تلك التي تعكس «ترف» الكتّاب أو عنجهيتهم، أحييكِ لستُ وحدي وأحيي هذا الرقي الذي أطالعه كلَّ يوم عن يمين الصفحة الثانية في جريدتي المفضلة»...
* * * ويا صالح: أنت واحد ممن يستقلُّون معي مراكب الإبحار نحو مشارق الإنسان، ذلك لأنَّ الإنسان قضية الحياة التي هي له وبه، وهو عنها يكون أو لا يفعل. يا أخي لستُ وحدي من يتَّجه إليه، لكن إلى أيٍّ منَّا يتَّجه هو؟ الإنسان هو قضية الكون في أزلية مضيّ هذا الزمن منذ أن بدأ وإلى أن يكون...، لذا فلا وقت للإنكفاء، ولا أيضاً للتوجّه إلى ركون الصمت في الغروب، ذلك لأنَّه يحتاج إلى يقظة تضعه وجهاً لوجه مع نور الشمس كي تسخن فيه قوادم الاستمرار...، أمَّا أولئك الذين يكتبون وهو في أحد أركان أفكارهم فإنَّهم جزء ممَّن نتَّجه لهم. فكن إلى مرافئ الإنسان، كي تبحر إليه ما احتاج إليك وأشكرك... أشكرك.
* * * للإخوة الأعزاء الذين أمدّوني بمطبوعاتهم، أو مؤلفاتهم، أو خصّوني ببطاقات دعواتهم للمشاركة في أفراحهم، أو مناسباتهم...
سوف يكون لي وقوف مع كلِّ نبضة حرف منهم في كل ما نتج عنهم. كما أنَّني على دعاء دائم لهم أن يديم الله عليهم توفيقه وفرحهم.
عنوان المراسلة: الرياض 11683 ص ب 93855
|
|
|
|
|