| متابعة
* الأمم المتحدة رويترز:
قالت عدة دول اسلامية يوم الثلاثاء ان الارهاب العالمي لن تحل مشكلته أبداً قبل تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واتهمت اسرائيل بإرهاب الدولة وفي الوقت الذي دخلت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة يومها الثاني في جلستها الخاصة المستمرة لمدة اسبوع لمناقشة وسائل مكافحة الارهاب الدولي.. لفت العديد من المتحدثين النظر إلى ضرورة تعريف الارهاب من أجل محاربته بفعالية.
وقال السفير اليمني لدى الأمم المتحدة عبدالله صالح الاشهل انه ينضم إلى العديد من الآخرين الذين أعربوا عن تأييدهم لقرار مجلس الامن الدولي الذي صدر مؤخراً لمحاربة الارهاب.. فيما أشار إلى أن التطبيق سيتأثر بحقيقة عدم وجود تعريف متفق عليه للارهاب.
ومن جهته أكد السفير الماليزي لدى الأمم المتحدة حازمي أجام على أنه بدون تعريف واضح للارهاب سيكون من الصعب تشكيل أو فرض اتفاقات دولية لمحاربة هذا الخطر.. وقال: «انه يجب التفريق بين أعمال الارهاب التي تتضمن هجمات ضد السكان المدنيين الابرياء وبين النضال المشروع للشعوب التي ترزح تحت الاستعمار أو الاحتلال الاجنبي من أجل تقرير المصير».
من جانبه أكد سفير جواتيمالا لدى الأمم المتحدة على أن المعركة ضد الارهاب تتطلب محاربة الجريمة وتهريب المخدرات وغسيل الاموال مع الاخذ في الاعتبارالصلات الفعلية أو المحتملة بين هذه الجرائم التي أصبحت وبصورة متزايدة ذات طبيعة عالمية.
وأعرب عن مساندة بلاده لتأكيد الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان على أن الأمم المتحدة تشكل المحفل الطبيعي لمكافحتها.
ومن جانبه قال سفير جمهورية كوريا لدى الأمم المتحدة سون جونج يونج ان كارثة 11 سبتمبر واجهت الأمم المتحدة بمهمة صعبة للغاية تتمثل في معالجة قضايا الارهاب.. والمجتمع الدولي يراقبنا ويتوقع بأمل كبير جهداً ملموساً ضد الارهاب.
أما وزير شؤون خارجية أيرلندا بريان كوين فقال إنه يتعين التأكيد للإرهابيين أنهم لن يجدوا ترحيباً في أي مكان في العالم.
وقال ناصر القدوة مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: يجب ان نحل قضية فلسطين بطريقة عادلة ومن ثم انهاء مصدر الغضب واليأس الكبيرين في المنطقة مضيفاً ان انهاء الصراع في حد ذاته لن ينهي الإرهاب لكنه شرط ضروري نحو تحقيق هذا الهدف.
وتابع القدوة: «يجب ان نتدبر المواقف والمشاعر السلبية لملايين العرب والمسلمين نحو الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الاخرى التي قدمت مرعى خصبا للجماعات المتطرفة».
ولم يشر القدوة إلى بيان البيت الابيض يوم الثلاثاء الذي يدعم فكرة الدولة الفلسطينية.
وبينما ادان الهجمات «الشيطانية» يوم 11 من سبتمبر حث القدوة واشنطن على اعادة النظر في سياساتها التي سببت «غضباً ويأساً» في الشرق الاوسط.
وعبر مندوبو جميع الوفود عن تعازيهم وادانتهم للهجمات على نيويورك وواشنطن.
وقال شمشاد احمد سفير باكستان لدى الأمم المتحدة: «لم يصب الإرهابيون مركز التجارة العالمي.. لقد اصابوا العالم».
وقال محمد جواد ظريف نائب وزيرالخارجية الايراني للجمعية: «تتقوض مشروعية الحملة على الإرهاب بشدة عندما تلقى سياسات وممارسات صممت لزرع الرهبة والخوف بين الشعب الفلسطيني بأكمله اذعاناً وصمتاً».
وقال في الوقت نفسه: «مقاومة الاحتلال الاجنبي وارهاب الدولة يجري تصويرها على انها اعمال شيطانية».
وتحدث ابوزيد عمر دوردة مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة لمدة تزيد على الساعة قائلاً ان اسرائيل ليست وحدها التي تمارس الإرهاب بل الولايات المتحدة ايضاً عندما قصفت بلاده في ابريل نيسان عام 1996.
وقال: «ان اكثر صور الإرهاب وحشية هو الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني».
كما قال دوردة ان ليبيا كانت اول من اشار إلى مخاطر اسامة بن لادن الذي تقول واشنطن انه المشتبه به الرئيسي في تدبير الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» في واشنطن.
وتساءل «من تعاون معنا وقتها.. لا احد».
وتابع قوله ان بريطانيا كتمت الدليل الذي قد يبرىء اثنين قيل انهما عميلان المخابرات الليبية متهمان بتفجير طائرة فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 قتل فيها 270 شخصاً معظمهم امريكيون.
وقال المندوب الليبي: «كانوا يعلمون جيداً انهما «المتهمين الليبيين» بريئان من هذه الجريمة «تفجير لوكربي» براءة الذئب من دم ابن يعقوب».
وبدت بوادر شقاق عدة في الجدل حول ما إذا كانت الولايات المتحدة مخولة من الأمم المتحدة باستخدام القوة وتعريف ماهية «الإرهاب».
وتحركت الجمعية العامة ومجلس الامن بسرعة عقب الهجمات على امريكا لادانتها في قرارين منفصلين، ثم تبنى المجلس في وقت متاخر من يوم الجمعة قراراً شاملاً يلزم جميع الحكومات الاعضاء في الأمم المتحدة بتجميد اموال ومراقبة تحركات أي شخص يتورط في اعمال ارهابية.
ولم يجز قرار المجلس بشكل مباشر ضربات عسكرية كما فعل اعضاؤه عام 1990 لاخراج القوات العراقية من الكويت واختلفت تفسيرات الاعضاء.
لكن بالنسبة لوزير الخارجية الايرلندي بريان كوين اضافة إلى دول غربية اخرى فإن ذلك لم يعد مثار شك.
وقال: «من يقول انه من المنطقي ان الولايات المتحدة ليس لها حق الدفاع عن نفسها بطريقة متناسبة ومحددة الاهداف بتقديم من خططوا وارتكبوا وساعدوا في ارتكاب هذه الفظائع والذين مازالوا يهددون السلم والامن الدوليين إلى العدالة».
وللأمم المتحدة اثنتا عشرة معاهدة حول الإرهاب اضافة إلى معاهدة شاملة ترعاها الهند تجري مناقشتها حالياً، لكن احد العوائق كان تعريف الارهاب مع مخاوف من ان أي شخص يعارض حكومة جائرة قد يصنف كإرهابي.
وقال ظريف مندوب ايران ان هناك حاجة إلى «صيغة موضوعية تمكن المجتمع الدولي من تحديد ومكافحة الإرهاب بغض النظر عن ضحاياه أو مرتكبيه.
وأضاف قوله: «من غير المقبول ان تكون انماط التحالف بدلاً من الانخراط الفعلي في النشاطات الارهابية هي العامل المحدد» للإرهاب.
|
|
|
|
|