| متابعة
* ممر خيبر باكستان رويترز:
يشتغل نور خان بنقل بضائع تتراوح بين أجهزة موسيقية رقيقة مصنوعة في اليابان الى أدوات منزلية قابلة للكسر انجليزية الصنع وذلك عبر الحدود بين باكستان وأفغانستان أو العكس.
لا توقفه نقاط الجمارك أو الهجرة ولا تقلقه أسعار الوقود، كل ما يلزمه كمية كافية من العلف والماء لحماره.
ويعمل بمهنة النقل عبر الحدود مئات وربما آلاف يعيشون في القفار بحزام القبائل الممتد على الحدود الافغانية.
البعض يستخدم شاحنات والبعض الآخر الحمير وهناك من يحملون البضائع على أكتافهم وقد انحنت ظهورهم وتقوست سيقانهم وهم يعبرون أكثر مناطق الأرض وعورة.
بيد أن أرزاقهم تواجه مصيرا مجهولا أمام خطر شن الولايات المتحدة لهجوم على أفغانستان مما يهددهم بالكساد. كما أن ولاءهم سيكون مثار تساؤلات.
قال خان الذي يحصل على بضعة دولارات مقابل القيام بهذه الرحلة الخطرة «لا أعرف ماذا سأفعل اذا هوجمت أفغانستان. وأنا بالفعل أتلقى طلبات قليلة هذه الأيام».
وهذه الطرق عبر ممر خيبر تستخدم منذ قرون كما كانت تستخدم في توصيل مؤن تمولها وكالة المخابرات المركزية «سي. أي. ايه» الامريكية الى المجاهدين في أفغانستان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية التي احتلت البلاد عشر سنوات ابتداء من 1979.
ولكن في جو متوتر باحتمال حدوث هجوم أمريكي تضيق السلطات الباكستانية الخناق على حركة انتقال القبائل عبر الحدود.
قال محمود أفريدي وهو رجل أعمال في المنطقة «عادة تسمح نقاط التفتيش الحدودية بانتقال القبائل المحلية بين البلدين. ولكن في الآونة الأخيرة يعيد الباكستانيون هؤلاء الناس حتى إذا كانوا يحملون وثائق وهذه إهانة». والاهانة لا يستهان بها في هذه الأرض الجبلية الشامخة بأقصى غرب باكستان.
قال ابراهيم شينواري واسمه الأخير هو اسم قبيلته التي تمتد على ممر خيبر من باكستان الى أفغانستان «نعيش ونموت من أجل الشرف». شددت السلطات الباكستانية تدابير الأمن على نقاط الحدود خوفا من أن يؤدي أي تخفيف الى تدفق فيضان من اللاجئين فرارا من هجوم أمريكي متوقع.
ولكن باكستان تعترف أيضا بأن لاجئين يأتون عبر ثغرات نائية على الحدود التي يبلغ طولها 2240 كيلومترا.
ويقول شينواري إن تجارة البضائع الاجنبية التي يشكل الأفغان نصف العاملين بها قد تقلصت كثيرا منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول الارهابية على نيويورك وواشنطن والتي راح ضحيتها نحو 6000 بين قتيل ومفقود.
وتتهم الولايات المتحدة أسامة بن لادن الذي تؤويه حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان بأنه المشتبه به الأول.
قال شينواري «تناقصت الأعمال ولكنها لم تتوقف. ومن يعرف ماذا سيحدث في المستقبل».
وأحدثت الأزمة انقساما في العاملين بهذه التجارة خاصة بعد قرار الرئيس الباكستاني برويز مشرف بالتعاون الكامل مع الولايات المتحدة في ملاحقة ابن لادن ومعاقبة طالبان التي تحميه.
قال الزعيم القبلي شكر الله أفريدي «نحن القبائل نؤيد مشرف في أنه ليس أمامه خيار آخر وأن عليه اتخاذ القرار الذي يكون في مصلحة البلاد... ولكن كبلد إسلامي يجب على باكستان ألا تسمح باستخدام أي منشآت عسكرية أو قواعد جوية أو تتورط في أي عمليات حربية» ضد الافغان.
بيد أن زارمين خان الناشط في قضايا القبائل كان أكثر صراحة، قال «ردالفعل سيكون مماثلا لما حدث أثناء محاربة السوفييت. يجب أن نؤيد الافغان».
|
|
|
|
|