| القرية الالكترونية
عملية تعهيد تقنية المعلومات (Outsourcing)، إن صحت الترجمة هي عملية قديمة وليست وليدة الوقت الحاضر، فقد بدأت منذ الستينات من القرن الماضي، وذلك للمعاملات المالية، إلا أنها لم تنتشر بكثرة في مجال تقنية المعلومات إلا في التسعينات من ذلك القرن.
في هذه السلسلة من المقالات سوف نحاول التعرف على الأسباب التي تدعو لتعهيد تقنية المعلومات، كما سنتعرف على فوائد وعيوب التعهيد، كما سنتعرف على الفرق بين التعهيد وبين التقاول، وأخيرا سننظر إلى بعض الاعتبارات التي يجب أخذها في الحسبان عند اختيار المتعهد.
في هذا الأسبوع سوف نتطرق إلى الأسباب التي قد تضطر البعض إلى تعهيد مشاريع تقنية المعلومات إلى جهات خارجية، يوجد هناك مشكلتان كبيرتان تقلقان المسؤولين وأصحاب المؤسسات فيما يخص تقنية المعلومات.
المشكلة الأولى، هي التغيير المستمر في تقنية المعلومات، فما تكاد تستقر المؤسسة في توظيف تقنية المعلومات حتى تظهر تقنيات وتطورات جديدة مما يضطر تلك المؤسسة للبدء من جديد ومحاولة اللحاق بتلك التطورات، خاصة إذا كانت المؤسسة تعيش تنافساً مع الآخرين، وحتى لا تبقى مع الخوالف، أما المشكلة الثانية فهي إن اضطلاع المؤسسة بإدارة وتوظيف تقنية المعلومات داخليا عن طريق إدارة الحاسب الآلي لها من المشكلات ووجع الرأس ما الله به عليم، ومن تلك المشاكل عدم أهلية موظفي تقنية المعلومات للقيام ببعض المشاريع بسبب عدم تتبعهم مستجدات التقنية ولقلة تدريبهم على التغييرات الحاصلة في مجال تقنية المعلومات، مما يكون له الأثر الكبير في فشل كثير من مشاريع تقنية المعلومات والتي ستكون بالطبع ذات تكلفة عالية، ومن المستجدات التي ظهرت في حقبة التسعينات وأضافت أعباء جديدة على كاهل إدارات الحاسب الآلي، ظهورالإنترنت والإنترانت والإكسترانت وما صاحب ذلك من تقنيات جديدة ومعقدة، كما ان هذه التقنيات فتحت المستخدم على العالم الخارجي وما نتج عن ذلك من تعرض المعلومة للخطر، وتعرض الخصوصية للانتهاك.
بالإضافة لهذين السببين هناك أسباب خارجية تفرض على أصحاب المؤسسات والمسؤولين الاتجاه إلى تعهيد تقنية المعلومات، ومن ذلك التخلص من مشاكل إدارة تقنية المعلومات داخليا والتفرغ لنشاط المؤسسة الأساسي والذي هو قائمة من أجله، كذلك من الأسباب الاتجاه العولمي، حيث إن العالم بما فيه من مؤسسات خصوصا فيما يتعلق بالتعاملات المالية والاقتصادية يحاول ضبط الاتجاه ليكون متوافقاً مع متطلبات العولمة، ومن أجل كل ذلك، ومن أجل كون تقنية المعلومات هي المسيرالفعال والعامل الرئيسي للعولمة، لهذا فمن الأفضل تعهيد هذه التقنية لأناس يدركون كنه التغييرات العالمية وما يوافقها.
ومن الأسباب المهمة في انتشار تعهيد تقنية المعلومات والذي قد يكون له صله وثيقة بالعولمة هو الانفتاح الاتصالي العالمي وما صاحب ذلك من ظهور تقنيات جديدة وتغييرات جذرية في التعاملات والاتصال بين شعوب العالم والذي كان له كبير الأثر في الثورة المعلوماتية التي شهدتها حقبة التسعينات من القرن الماضي، ومن ثم ازداد تعقيد استخدامات تقنية المعلومات لهذا كان من الأفضل تعهيدها للمتخصصين.
ومن الأسباب التي دعت إلى رواج تعهيد تقنية المعلومات ازدياد أعداد الشركات التي تقوم بالتعهيد، مما خلق التنافس الشديد بين تلك الشركات ومما كان له الاثر في انخفاض تكاليف التعهيد.
وبناء على الأسباب السابقة، رأينا انتشار عملية تعهيد تقنية المعلومات بكثرة منذ أكثر من عقد من الزمن ، ومن المتوقع تصاعد هذا الاتجاه في المستقبل، فحسب تقرير نشرته مؤسسة IDC للأبحاث، فإن الإنفاق على تعهيد تقنية المعلومات وصل في عام 2000 إلى 56 مليار دولار على مستوى العالم، ويتوقع أن يصل في عام 2005م إلى 100 مليار دولار، في الأسبوع القادم سوف يكون لنا لقاء إن شاء الله للتعرف على فوائد وعيوب التعهيد.
mmshuhri@yahoo.com
|
|
|
|
|