| الثقافية
«دم جديد».. عبارة ساحرة.. تحولت من كلمة الى فعل.. فحصدت عددا من الكهول الأكفاء المتمرسين في العمل.. في احد أقسام دائرة اهلية حل الشباب محل الكهول.. باستثناء «صوان» فهو في المنطقة الوسط بين الكهولة وبين الشباب.
لاحظ صوان ان الدم الجديد.. مع الوقت.. اصبحوا .. شلة قوية تعمل وتحضر وتغيب حسب المزاج.. ولكنه ظل صامتا يقوم بعمله بكل حرفة حاذقة.. يحاول ان يملأ بكل اندفاع كل الفراغات الوظيفية حوله..
حتى أصغر شيء ممكن مثل الاستقبال والتوديع يحبه جدا لعل صورته تطلع.سقط على القسم رئيس ملهوف بقلب يدق بشدة ونظرات زائغة..
يلهث وراء المجد يقفز من كرسي الى آخر.. مثل القط البري.. سرعان ما طالب الشباب منذ بدأت الاجتماعات وفي الاجتماع الاول بالانضباط وحسن الاداء والسرعة في انجاز المعاملات يفعل ذلك وهو يملأ جوانحه.. بنفس «مخضوضرة» وطموح طالما عشعش في داخله..
وقد حفيت أقدامه بين أسياب المصالح وتعدد الادوار التي يؤديها .. فمرة محرر ومرة بطل من كوة العولمة وهو يصيح من «حال لله وظيفة»..
قال الدم الجديد «لا» وانهم ليسوا جبناء مثل الدبابة البشرية «صوان» وخرجوا من القسم الى الحديقة المجاورة.. وراحوا يتحدثون ويمرحون وهم يتلفتون من خلفهم..
وقفت سيارة المدير امام باب الحديقة فتقافز الدم الجديد..
ولم يبق في المكان سوى غبار الاحذية وصدى ابواب تنغلق على الخوف.
رأى صوان المشهد كاملا فابتسم بمكر وتوارى خلف ابتسامته.. وغترته - المتكسرة على اكتافه العراض..
وانطلق يصيح يا امي - «ودوني ابو حيمد والشلة أحسن لي».
|
|
|
|
|