| الثقافية
كما نشاهد عند تصفحنا للعدد السابع الصادر في شهر محرم 1374ه السنة الثانية صورا وأحاديث لجلالة الملك مع وفود الحج ومراسيم غسل الكعبة، ومن ضمن حجاج هذا العام السيد غلام محمد حاكم الباكستان العام وصاحب الدولة السيد الرئيس جمال عبدالناصر والذي قدم باسم القوات المسلحة المصرية مسدسين الى جلالة الملك وقد رافقه السيد حسين الشافعي كما حج عم جلالة ملك الأفغان.
وفي الصفحة السابعة وتحت عنوان «ثقة ملكية كريمة» نقرأ: مرسوم ملكي رقم 31 وتاريخ 6 المحرم عام 1374ه بعون الله.. نحن سعود بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، بعد الاطلاع على أمرنا الملكي رقم 6515 المؤرخ في غرة المحرم عام 1374ه وبناء على المادة الثانية من نظام مجلس الوزراء وبناء على ما عرضه رئيس مجلس الوزراء أمرنا بما هو آت:
المادة الأولى: تدمج وزارة الاقتصاد في وزارة المالية فتكونان وزارة واحدة تسمى وزارة المالية والاقتصاد الوطني.
المادة الثانية: تختص هذه الوزارة بالأعمال المنصوص عليها في نظام وزارة المالية وتقوم بالاشراف على تنمية الاقتصاد الوطني وعلى ادارة وتحسين شؤون الزيت والمعادن.
المادة الثالثة: عينا محمد سرور الصبان وزير الدولة والمستشار الملكي وزيرا للمالية والاقتصاد الوطني.
المادة الرابعة: على رئيس مجلس الوزراء تنفيذ أمرنا هذا وابلاغه لمن يلزم والسلام.
التوقيع الملكي الكريم. سعود
وفي الصفحة الثامنة نقرأ المرسوم الملكي التالي: رقم 520 1 6499 في 16 ذي الحجة 1373 نحن سعود بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية.. بعد الاتكال على الله وثقتي به نأمر بما هو آت:
أولا: نظرا لما رأينا من المصلحة العامة ومن لزوم الانسجام في سير أعمال الدولة، فقد عينا ولي عهدنا صاحب السمو الملكي الأخ الأمير فيصل بن عبدالعزيز رئيسا لمجلس الوزراء.
ثانيا: على رئيس مجلس الوزراء تنفيذ ذلك من تاريخ مرسومنا هذا. حرر في السادس عشر من ذي الحجة عام 1373ه.
وعلى مدار أربع صفحات «10 13» نطالع تحقيقاً مدعما بالصور عن الجيش السعودي. يليه موضوع عن البريمي وتوقيع الاتفاقية بوزارة الخارجية بجدة صباح يوم الجمعة 29 ذي القعدة 73 الموافق 30 يوليو 1954م من كل من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل وزير الخارجية وحضرة صاحب السعادة مستر بلهام السفير البريطاني بجدة، يليها مقابلة مع أمير البريمي «تركي بن عيطشان».
وفي الصفحة «21» حديث صحفي بعنوان «سمو الأمير فهد بن عبدالعزيز وزير المعارف يتحدث الى مجلة الرياض» نقتطف منه ما يلي:(..س: هل يزمع سموكم ان ينشر التعليم الالزامي؟).
ج: التعليم الالزامي بالنسبة لبلادنا شيء ضروري وستعمل هذه الوزارة على ان يخرج هذا المشروع الى حيز الوجود في أقرب زمن ممكن ان شاء الله.
س: هل من رأي سموكم افتتاح «جامعة عبدالعزيز» هذا العام؟
ج: افتتاح الجامعة ليس من السهولة بمكان وليس في استطاعنا ان ننشىء جامعة بالمعنى الصحيح في ظرفي سنة أو خمس سنوات والذي قرأ تاريخ انشاء جامعة القاهرة مثلا.. وتتبع حياتها.. يقتنع بأن الحقيقة شيء يختلف عن الخيال.. ولو أننا صممنا على فتح كليتي الآداب والتجارة وأدرجناهما في ميزانية العام القادم كنواة «لجامعة الملك عبدالعزيز».
س: ما رأي سموكم في تعليم الفتاة السعودية؟
مع اقتناعي بأن طلب العلم والدين فريضة على كل مسلم ومسلمة إلا أنني أعتقد ان هذا السؤال سابق لأوانه.
وفي الصفحة «22» قصة مسلسلة بقلم محمود تيمور بعنوان «شمس وليل» فموضوع آخر لعباس محمود العقاد بعنوان «الصهيونية والمستقبل».
وفي الصفحة «24» وتحت عنوان «رجل.. وتاريخ..» يكتب: أحمد عبيد موضوعا مطولا عن: عبدالله السليمان وعلاقته بالملك عبدالعزيز، يشيد بدوره في تأسيس المملكة، وفي الوسط وداخل مربع نقرأ «تقدير ملكي كريم، من سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل الى المكرم عبدالله السليمان الحمدان سلمه الله».
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد وصل الينا كتابك وفهمنا ما أبديته من عدم استطاعتك بالقيام بالعمل وطلبك الاعفاء من وزارة المالية فالحاصل في ذلك فلا يسعني أمام ما شرحته لي إلا الموافقة على طلبك مع تقديري لجهودك وخدماتك السابقة واللاحقة وثق بأنك ستكون دائما مني ولي وسأحافظ على كرامتك وسمعتك وان جميع ما يعود لك ولعائلتك في حياتك وبعد مماتك سيبقى على ما هو عليه.
كما نشر بعد ذلك «بلاغ رسمي.. هذا نصه»:
«تشرف هذا الصباح الاثنين الأول من محرم 1314ه معالي الشيخ عبدالله السليمان بمقابلة جلالة الملك ورفع لجلالته استدعاء يعرب فيه عن سوء حالته الصحية وبلوغه سنا يتعذر عليه فيه تحمل أعباء وزارة المالية وطلب مسترحما من جلالة الملك قبول اعفائه من وزارة المالية والاقتصاد وانه يضع نفسه تحت تصرف جلالته في كل ما يأمر به. وقد تفضل جلالة الملك المعظم وحبا معاليه بعطفه ورعايته وأعرب له عن تقديره لما كان يتحلى به من اخلاص في عمله في خدمة جلالته والدولة وقد قبل جلالته استقالته وأبلغه بأنه سيظل هو وعائلته تحت رعايته السامية كما كان في السابق وزيراً، كما أمر جلالته حفظه الله ان يستمر صرف رواتبه ومخصصاته له ولأخيه ولأولاده ولعوائلهم كما كان في السابق وقد طلب معاليه من صاحب الجلالة ان يأمر بجرد وزارة المالية ومحاسبته مدة وجود معاليه في الوزارة فرفض جلالته ذلك، وأمر ألا يحاسب عن أعماله السابقة وأباحه بذلك تقديرا لجهوده التي بذلها في خدمة جلالة الملك والبلاد».
وفي الصفحتين «2627» استطلاع عن مدينة الرياض بعنوان «الرياض في نهضتنا الكبرى». بعدها نقرأ لأحمد السباعي قصة بعنوان «صور من الماضي» يليه في الصفحة «34» موضوع بعنوان «كيف تفكر تفكيرا سليما؟» بحث نفسي ترجمه عن مجلة نيوزويك حسني بخش ثم «من المسؤول..! الأب أم الابن. ترجمة عبدالله أبوالعينين» فقصيدة بعنوان «الجلاء» للشاعر/ حسين عرب. وفي نهاية العدد نقرأ قصة بعنوان «غلط في الحساب» بقلم: عبداللطيف عريف.
يقول الدكتور حمود البدر في بحثه المقدم لجامعة القاهرة عام 1380ه بعنوان «الصحافة السعودية في 80 عاما، دراسة موجزة عن تاريخها وتطورها»:
«مجلة الرياض: أول مجلة سعودية مصورة، وهي مجلة أسبوعية تصدر مرة كل شهر مؤقتا صدر العدد الأول منها في جدة في شهر شعبان سنة 1373ه/ مارس 1954م وهي تمتاز بأنها أدخلت فن الكاريكاتير في الصحافة السعودية، وقد اشتغل فيها الرسام الكاريكاتيري المشهور صلاح جاهين. ولكنها لم تستمر في الصدور أكثر من سنة ونصف السنة لتدخل العلماء مستنكرين نشرها الصور، وواضح ان عملهم هذا يسلبها أكثر صفة مميزة لها تعتمد عليها في تغطيتها وفي توزيعها. وكان يرأس تحريرها الأستاذ أحمد عبيد».
وأخيرا صدرت جريدة الرياض كاحدى مطبوعات مؤسسة اليمامة الصحفية، جريدة يومية اعتبارا من يوم السبت1/ محرم 1385ه الموافق 1 آيار «مايو» 1965م وتصدر من مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية وما زالت مواصلة الحضور يوميا حتى الآن منذ ما يقارب من سبعة وثلاثين عاما.
وفي استعراض سريع للعدد الأول من جريدة الرياض كتب في أعلى الصفحة: نائب المدير العام فهد الدغيثر، المشرف على التحرير حمد الجاسر، كما يحمل العنوان الرئيس التالي: روسيا وفرنسا اتفقتا بشأن المسألة الألمانية. وعلى يسار الصفحة الأولى وردت «كلمة الصحيفة» أمل.. وأمل.. بقلم ناصر المنقور وبوسط الصفحة الأولى صورة فريدة للفيصل المحبوب.
في الصفحة الثالثة «في سبيل البناء» نقرأ مقالات: كل صباح بقلم سعد البواردي فأمل يتحقق.. وآمال في الانتظار بقلم عبدالله الخيال فاليمامة: المؤسسة الصحفية لعبدالعزيز الربيعي فمن الأعماق لعبدالمحسن محمد التويجري فمقال «من الرياض» لمحمد السياري فموجز القول لعمران محمد العمران. فزاويتي لخيرية السقاف، فهذه الصحيفة لمحمد أديب غالب.
في الصفحة الرابعة مقال طويل بعنوان «في إقليم العرض» آثار تاريخية جديرة بالعناية والدرس. كتابات في الصخور بالقلم المسند «الخط الحميري» لها أكثر من 1500 سنة بقلم الشيخ/ عبدالله فيلبي.
وفي الصفحة الخامسة: مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية، فمقال بعنوان الأدب العربي المعاصر هل أدى دوره؟ بقلم خليل ابراهيم الفزيع.
وفي الصفحة السادسة والأخيرة «المجتمع» صور ولقطات.
ولعلها فرصة مناسبة أن يدرس أحد طلاب الدراسات العليا أو أحد المهتمين وبتشجيع وحفز من جريدة الرياض تاريخ هذه الجريدة ومساراتها المتعددة من بغداد الى القاهرة فجدة وأخيرا الرياض تعود للمدينة نفسها.
فالشيخ حمد الجاسر يقول ان جريدة «الرياض» التي أصدرها في بغداد سليمان الصالح العلي الدخيل دامت سبع سنوات «19081914» بينما الدكتور عبدالله الجبوري يقول انها لم تدم أكثر من أربع سنوات، وتلاها اصدارات بالمملكة المصرية تحمل الاسم نفسه «الرياض» وبعد قيام الثورة المصرية صدرت جريدة رابعة بالاسم نفسه، يصدرها ويحررها محمد مصطفى حمام، الشاعر المعروف.
وفي التاريخ نفسه يصدر الأستاذ أحمد عبيد «مجلة الرياض» من مؤسسة الطباعة والصحافة والنشر بجدة، وقد طبعت أعدادها الأولى بالقاهرة، وبعد اكتمال منشآت المؤسسة بكيلو خمسة بجدة طبعت من هناك حتى توقفت عن الصدور.
أقول لعل جريدة الرياض العتيدة تشجع من يبحث تاريخها الطويل ليسهم في اضاءة هذا الجانب المغفل.
|
|
|
|
|