| الثقافية
* سُكَّان الولايات المتحدة الأمريكية:
تشير آخر الاحصائيات لمكتب الإحصاء CENSUS أن عدد السكان قد بلغ 273 مليون نسمة. بينهم 70 مليوناَ من الأطفال، 168 مليوناَ من البالغين ما بين 18، 64 سنة، 35 مليون فوق سن الخامسة والستين SENIOR. أما الجنس من حيث الذكورة والأنوثة فيحتل الرجال 9. 48% بينما النساء تبلغن 1. 51% يتقسمون عرقيا على النحو التالي: بيض ليسوا من أسبانيا أو البرتغال أو أمريكا اللاتينية 9. 71%، سود ليسوا من البلاد السابقة 1. 12%، أمريكيون من نفس البلاد السابقة 5. 11%، آسيويون بنسبة 8. 3% ثم هنود أمريكيون نسبتهم 7.0%.
لماذا هذه الإحصائية في صدر المقال؟
إن الدليل الثقافي الذي صدر عن اشعاعات الثقافة في صيف 2001 النيويورك تايمز بمختلف أبوابه ليدل دلالة لا تقبل الشك على مستوى عال من الجهود الثقافية يأتي في مقدمتها اهتمام غير عادي بثقافة الأطفال ونشأتهم. ولا نعجب بعد ذلك إذا ما رأينا أو أطلعنا على الرواد في الرياضة أو المخترعين في الصناعة أو أصحاب الأولويات في العلوم والآداب والفنون.
كمٌّ متعدد الاتجاهات من ألوان الثقافة يتيح لساكني الولايات المتباعدة جغرافيا الحصول على مقررات الثقافة. وهو ما قابلته في ولاية نيويورك وحدها.
* فنون الأطفال:
لاحظت غلبة الجانب التعليمي على برامج الثقافة. وتشترك المتاحف - التي نعتبرها أثرية جامدة - في خدمة الأطفال والشباب. من ذلك جهود المتحف الأمريكي للحرف اليدوية لتعليمهم كيفية إعداد خامات البيئة واستغلالها وتنظيم عرضها. أما متحف الأطفال في بروكلين فهو يعلن شعار «وجها لوجه» في التعامل مع الاجحاف والتحيز والضرر، ويقدم هذا الصيف معرضا إعلاميا MULTIMEDIA يشتمل على معلومات تعلم الأولاد وأسرهم كيفية اختيار طريقة التعامل وأخذ التصرف الايجابي في المواقف الصعبة بمسيرة المضغ.
وتشترك حديقة النبات ببروكلين BOTANICGARDEN ببرنامج «اكتشف الحديقة الخلوية» يعلم الأطفال الصغار كيفية رعاية الزهور وفحصها والعناية بها وقرض الأشعار في كل نوع من أنواع هذه الزهور.
كما يتضمن البرنامج التعليمي - التربوي أيضا- استعمال الميكروسكوب للكشف عن الحشرات الضارة بالنباتات والزهور، اضافة الى تعليم المربَّى اليابس لنقل المياه اليه في المنازل. ويكمل مهمة التعليم والتثقيف المائي - إن جاز لي التعبير- المربى المائي بنيويورك AQUARIUM ليعرض للأطفال لوحات بحرية حية من عالم الماء، وتجارب الخبرات العلمية في عالم التبيؤ ECOLOGY، وتعد صالة نيويورك للعلوم YORK HALL OF SCIENCE NEW تحت عنوان «عوالم الإمكانيات» لابداع الغرائب لتعريف الأطفال بالنظام الشمسي وما خلفه، وكيفية تسلق الصخور، وهناك المتحف المائي الذي يعطى الأطفال «شهادة بحار» بعد اجازة تعليم نصب المراكب الشراعية ووضع علامات الميل البحري. كما يساهم معرض الجزر للأطفال بمسابقات سمح لهم بقياس قدراتهم العقلية والفيزيقية الجسمانية وقابليتهم لتسلق المرتفعات والصخور، والزحف في الأنفاق في الظلام الدامس، وكيفية احكام التوازن عند اجتياز العوارض الخشبية. أما متحف منزل ويكوفWYCKOFF HOUSE فهو يختص باثبات البراهين التاريخية للحياة الأمريكية. ماراً بالصدق والحذق ومهارة الأطفال في توجيههم ناحية العمل اليدوي وصنع الشموع وقطع وشق الأخشاب وغيرها.
وتساهم كاتدرائية سان جون بورش فنية تجمع الأطفال والشباب لتدريبهم على النحت ونقش الحجر الجيري والنسيج المزدان بالرسومات.
لكن الترفيه يحتل جانبا لا بأس به هو الآخر. ترفيه مخطط بعيد عن الارتجال أو الهوى. ألوان مختلفة من فنون الطفل. موسيقى لأسطهب «نوع من موسيقى الجاز»، موسيقى الأطفال، عروض لمسرح العرائس أحيانا ما تكون مخيفة لكنها تبعث على الجرأة عند الأطفال، وتذكرهم بقصص الجن والسحر والعبقر التي تشتهر بها حدائق غابات باندشل صاحبة البرنامج BANDSHELL. وضمن برنامج الترفيه الثقافي يعرض متحف الراديو والتلفزيون حلقات من البرنامج الشهير شارع السمسم، وشرائط لعروض مسرح العرائس، مصحوبة بالوثائق والمستندات «يحتوي المتحف على مائة ألف برنامج تحفظ تاريخ 70 عاما من انتاج الراديو والتلفزيون». وحتى لا أطيل، فأذكر في عجالة المتحف الأمريكي للرسوم المتحركة، المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، متحف فنون الأطفال، متحف تصميم الفنون، متحف الفنون الشعبية، متحف الفن الرمادي التابع لجامعة نيويورك، متحف الفن الحديث، متحف الأكاديمية الوطنية.
* مركز لينكولن LINCOLN
CENTER
يستعد مركز لينكولن لصيف نيويورك كل عام باقامة المهرجان الثقافي خلال شهري يوليو وأغسطس. يعمل المهرجان على إحياء عمل جماعات الفنون، وتقديم الأعمال الفنية الناجحة - أياً كان مكانها في القارة الأمريكية- في استضافة لعرضها على مسرحه الواسع الذي يتسع لعدة آلاف من الجماهير.
تشير أجندة العمل الصيفي بالمركز الى عروض مسرحية وراقصة وغنائية وأوبرات وسيرك من كل أنحاء العالم. وصيف عام 2001م هو المهرجان الثقافي السادس في مركز لينكولن. وأبرز عروض هذا العام الغُداف الأبيض (والغُداف غُراب أسود أسحم)، التعاون الأكبر مع العدو من تأليف فيليب جلاس وروبرت ويلسون، مسح درامي لتسع درامات انجليزية للدرامي هارولد بنتر.
وفي مجال الموسيقى يقدم المركز مهرجان الموسيقى النمساوي أماديس موزارت أمام مبناه في الهواء الطلق وبالمجان للجماهير المشاهدة عارضاً كونسرتاته، إضافة الى كونسرتات حديثة دخل عليها التجديد في فن الموسيقى. كما يعرض نماذج من مؤلفات موسيقية عالمية لكل من بيتهوفن وهايدن.
وفي الرقصات الجماعية يقدم مركز لينكولن الجديد في فلسفة الحركة من رقصة السوينج فلسفة الحركة من رقصة السوينج القديمة الى رقصة الطقة BEAT الحديثة.
كما يستضيف المركز الجماعات الفنية الناشطة لعرض أعمالها على خشبة مسرحه. ويصعد صيف 2001 عليها جماعات موسيقى الحجرة، جماعة الفيلم السينمائي، جماعة موسيقى الجاز، فرقة مسرح لينكولن، المسرح القومي بنيويورك، أوبرا متربوليتان، نيويورك الفيلارمونيك، قسم العروض الفنية بالمكتبة العامة نيويورك.
* عروض الجاليات الأجنبية:
تعريفا من مدينة نيويورك لجمهورها، وللسائحين الذين يصل تعدادهم - صيفا- الى 25 مليون سائح لهذه الولاية وحدها، تتنافس فرق الفنون بمختلف أنواعها الفنية للاشتراك في أجندة الثقافة النيويوركية. الرسوم المتحركة اليابانية، المعهد الصيني نيويورك، متحف داهش للفنون DAHESH، الجماعة اليابانية تعرض فنون المعمار الياباني، متحف الفن الإفريقي، المتحف الوطني للهنود الأمريكيين، الجماعة الآسيوية.
وكل هذه العروض تقدم تعريفا أصيلا لفنون الجاليات الأجنبية، وتشجع الأمريكيين - ومعهم سياح نيويورك - على التعرف على نماذج لا خصائصها الثقافية والفنية المحددة، الأمر الذي يثرى من ثقافة وتجارب الانسان المشاهد، وفي خلاصة فإن ثقافة نيويورك الصيفية تحضر لك فنون العالم أمامك، موفرة عليك عناء وجهد السفر الى العديد من عواصم العالم.
* اتحاد الفنون الأمريكي
THE ALLIANCE FOR THE ARTS
أعرف منذ عقود من الزمن ان طبقة الإليت.. الطبقة الراقية في أمريكا تتمركز في شارع السور WALL st، البيت الأبيض، البنتاجون، طريق ماديسون. وهم أبطال وهراقل الاقتصاد والسياحة والجيش والاعلام والدعاية في الولايات المتحدة الأمريكية. تماما كما أعرف غياب الدعم الحكومي أو الولاياتي عند الفنون وعروضها، إلا عن الهيئات الرسمية. وهو ما أسفر عن ميلاد المسرح التجاري والفرق الفنية الخاصة، ونشر مسارح برودواي، مسارح أوف برودواي، مسارح أوف أوف برودواي. إذ ترتفع يوميا ما يقرب من مائة وخمسين ستارة مسرحية في نيويورك وحدها أكبر عواصم العالم.
كما أعرف المساهمات بملايين الدولارات سنويا التي تقدمها مؤسسات صناعية وتجارية مثل فورد وروكفللر للفنون.
ولم أعجب أو أتعجب حينما اختتمت الأجندة الثقافية الطويلة صفحاتها باعلان أو هي في الحقيقة دعوة لذوي البر الفني للتبرع - بالدولار طبعا- لإعانة الفنون.
ومع ذلك، فهو عمل جليل حقا، ومفرح كذلك عندما تجلس على كرسي في قاعة مسرح أمريكي لتجد يافطة نحاسية صغيرة تسجل اسم المتبرع فورد أو غيره.
وأقول.. ألا يمكن لاتحاد الفنانين العرب التعلّم من هذه الظاهرة ليدعو الى مساعدة الفنون؟
|
|
|
|
|