أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 4th October,2001 العدد:10598الطبعةالاولـي الخميس 17 ,رجب 1422

المجتمـع

"الجزيرة" تناقش دمج برامج التربية الخاصة في المدارس العادية
المعلمون: الدمج في المدارس يعتبر في بداياته ويتطلب مجهودات من البيت والمدرسة والمجتمع
تحقيق : منصور السعيدان
الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من فئة الصم والمكفوفين ودمجهم في المدارس العادية امر تتطلبه المرحلة القادمة رغم الجهود الحثيثة لوزارة المعارف في عدم التفريق بين فئة الطلاب الصم وذوي الاحتياجات الخاصة من هذا المنطلق تطرح "الجزيرة" هذا التحقيق مع عدد من المعلمين والمختصين واولياء الامور في منطقة الخرج حول امكانية تطبيق دمج برامج التربية الخاصة في المدارس العادية.
في البداية يقول عيسى بن خلف الدوسري مدير مدرسة جعفر بن ابي طالب المشرف على فصول الصم بأن الدمج في واقع الامر هو مسئولية المجتمع تجاه افراده من ذوي الاحتياجات الخاصة واعداده وتدريبه كي يتواءم مع جميع افراد المجتمع.
وقد سعت حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة المعارف سعيا حثيثا من اجل تهيئة حياة سعيدة لذوي الاحتياجات الخاصة وذلك باقرار برنامج الدمج التعليمي والتربوي وتتمثل في توفير خدمات التربية الخاصة من خلال المدارس العادية.
وتسعى الامانة العامة للتربية الخاصة ليس فقط في تحقيق الدمج التربوي والتعليمي وانما تسعى جاهدة في سبيل تغيير نظرة المجتمع بأكمله تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة والنظر لهم على انهم اعضاء فاعلين في المجتمع والتركيز على جوانب القوة لديهم وتنميتها.
والدمج حاليا الموجود في المدارس العادية يعتبر في بداياته وبذلك يتطلب مجهودات من البيت والمدرسة والمجتمع بأسره ويتطلب ايضا تغيرا في اتجاهات الادارة وتفهمها لمتطلباتهم وخصائص نموهم.
كما يتطلب ذلك توعية مستمرة للتلاميذ والمعلمين في المدارس العادية التي يوجد فيها دمج تعليمي تربوي كي يحقق هذا الدمج الاهداف المرجوة منه والتي من اجلها اقرته الوزارة.
كثير من حاجات الصم يمكن تحقيقها في المدارس العادية
وفي سؤال محمد بن مجول الدوسري معلم تربية خاصة "مسار صم" عن دمج الطلاب الصم في المدارس العادية ورأيه حول ذلك.
يقول يمثل الدمج احدى الطرق الحديثة التي يتم بها تقديم افضل الخدمات التربوية التي يحتاجها الصم.
والدمج هو اننا نعامل الصم بطريقة تربوية عادية واسلوب طبيعي مثله مثل السوي بقدر الامكان وحسب قدراته.
وقد اهتم المسئولين في الوقت الحالي بدمج الصم في المدارس العادية نتيجة لادراكهم بأن كثيراً من حاجات الصم يمكن تحقيقها في المدارس العادية كما ان الدراسات الحديثة قد اشارت الى ضرورة دمج الصم للاستفادة القوية الى اقصى حد ممكن ولو لنصف اليوم او في بعض الانشطة ولكن المهم ان يكونوا في مدرسة واحدة مع الاسوياء يتعرفون عليهم ويألفونهم، وبذلك اصبح الدمج ضرورة مهمة في التربية الحديثة ولكن عملية الدمج لا تتم الا بتظافر الجهود المخلصة الرسمية وغير الرسمية وتوفير الشروط اللازمة التي من اهمها خلق اتجاهات ايجابية عند المجتمع والمدرسين والتلاميذ وطلاب الجامعات وكذلك التعاون التام والتنسيق بين معلمي الصم والمعلمين العاديين وتوحيد جهودهم لتوفير فرص تربوية متكافئة لجميع الطلاب مما يكفل تحقيق هدف الدمج كاملاً.
الجوانب النفسية الايجابية لعملية الدمج ظاهرة
ويقول سعد بن علي الشيحان ولي امر طالب اصم وعن مدى الارتياح الذي لمسه من تلقي ابنه لتعليمه داخل المدارس العادية "نظام الدمج" واثر ذلك عليه؟
في البداية اشكر كل الشكر من ساهم في هذه الفكرة وتبناها على ارض الواقع لانها ذات مردود ايجابي على الطالب حيث انه يشعر في داخله بأنه ليس معزولا عن باقي الطلاب الذين هم في سنه وانه يتعايش معهم.
حيث انني لاحظت على ابني ومنذ التحاقه بفصول الامل في مدرسة جعفر بن ابي طالب وهو في تقدم دائم ومن ذلك انه تم اختياره ولله الحمد ضمن الموهوبين في محافظة الخرج في الرسم وهذا كله بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ثم بنتائج مجهودات القائمين على هذه الفكرة.
يزاولون انشطتهم الرياضية مثل الاسوياء
كما تحدث علي بن راشد الهزاني مدرس تربية رياضية وله اهتمامات كثيرة وجهود طيبة مع الصم، عن اندماج الطلاب الصم داخل المدارس العادية في حصص الرياضة والمهرجانات الرياضية قائلاً بأن المعاقين شفاهم الله في مجال الالعاب الرياضية كغيرهم من الاسوياء في التنافس في اداء الالعاب وخاصة فئة الصم فقد حققوا نتائج وبطولات خارجية وداخلية في كثير من المنافسات الرياضية فعلى سبيل الذكر لا الحصر نجد ان فئة الصم حققت بطولة الدول العربية وايضاً التأهل لكأس العالم في ايطاليا، ونجد انهم داخل المدارس يزاولون انشطتهم الرياضية مثلهم مثل الاسوياء بل انهم يكون بينهم وبين الاسوياء منافسات رياضية حماسية جداً ملؤها المحبة والاخاء في جو تربوي يساعدهم على تحقيق رغباتهم واشباعها.
الدمج له أثر كبير في مجال النطق والتخاطب
ويقول محمد سالم البعيجان ولي امر طالب في فصول الامل للصم عن اثر دمج ابنه في المدارس العادية والفائدة التي لمسها من ذلك.
اجاب بأنني بلا شك لمست اثراً كبيرآً على مستوى ابني التعليمي خلال الفترة الماضية التي قضاها في فصول الامل وان دل ذلك على شيء فانما يدل على فائدة دمج الطلاب الصم بالمدارس العادية لان الطالب يستفيد فائدة كبيرة من مخالطته للطلاب العاديين واستفادته في مجال التخاطب الصحيح حيث يتعلم منهم ذلك بالاضافة الى ما يتلقاه من دروس تعليمية في مجال النطق والتخاطب والفوائد التي لمستها حقيقية على ابني كثيرة جداً ولا يتسع المجال لذكرها لكن كل ما استطيع ان اقوله بأنني اتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على هذه الفكرة والبرنامج لما قاموا به من جهود جبارة في سبيل تحقيق الصالح العام لهذه الفئة.
تعايشه مع اخوانه المبصرين يكسبه معارف جديدة
وفي سؤال للاستاذ خميس الودعاني معلم كفيف للطلاب المكفوفين في المدارس العادية عن الفرق بين التعليم في نظام الدمج للمكفوفين والتعليم في معاهد النور للمكفوفين.
ذكر بأنه بلا شك ان هناك اختلافاً ملحوظاً لحياة الكفيف مع اقرانه المكفوفين في معاهد النور وتعايشه مع اخوانه المبصرين في المدارس العادية حيث نجد ان الكفيف في معاهد النور يكون في مجتمع كله من المكفوفين فتكون احاديثهم مع بعضهم البعض واحدة وثقافاتهم واحدة بعكس تعايشه مع اخوانه في المدارس العادية حيث تتنوع المعارف لديه ويكتسب حياة جديدة ناهيك عن تغير الصورة التي قد تكون مترسخة في ذهنه من كون المبصرين ينظرون اليه نظرة نقص فعندما يندمج معهم يحس بوجوده وكيانه.
فمن وجهة نظري ارى ان الدمج فكرة ناجحة وجيدة ومناسبة للمكفوفين.
الراحة النفسية والتكافل علامة بارزة في الدمج
ويقول احد الطلاب المكفوفين الذين يتلقون تعليمهم في المدرسة وهو الطالب صادق المهدي قاسم العمر 9 سنوات بأنه يحمد الله سبحانه وتعالى ان وفقه الى ان ينال تعليمه في هذه المدرسة حيث وجد الراحة النفسية والتشجيع والتكافل من جميع الطلاب والمعلمين داخل هذه المدرسة.
الكفيف اصبح يحس بقيمته وكيانه داخل المدرسة
اما الاستاذ خالد سالم البلوي وكيل مدرسة الزبير بن العوام بين ان برنامج دمج المكفوفين مع اقرانهم المبصرين ومن معايشة له منذ اكثر من ثلاث سنوات بداية من الصف الاول الى الصف الرابع لاحظ ان هذه التجربة قد فعلت على ارض الواقع واصبحت وبحمد الله واقعاً انسانيا يفتخر به ويحمد عليه لانها راعت جوانب انسانية تربوية كثيرة من ان المكفوف اصبح يحس بقيمته في المجتمع وانه عضو فاعل وان هذه الاعاقة البصرية لم تمنعه من اثبات الوجود ومجارة اقرانه من المبصرين مما يعزز ثقته بنفسه في عالم الابداع بعيداً عن الانطواء والتقوقع مما يكون له اثر ايجابيا من الناحية النفسية والاجتماعية.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved