العمل بالتجارة يظل في كل الأزمنة والعصور شبيهاً بمثلث «برمودا» يعني الداخل مفقود والخارج مولود وقد لا يعترف كثيرون بهذا التشبيه إلى ان ينازعوا غرقاً في مشاكلها وهمومها وأولى هذه المشكلات إعلان «الفلس» إلا انهم في البداية وكما ذكرت لا يؤمنون بذلك ويعتقدون ان الاستماع إلى تجارب من قبلهم ممن خاضوا هذا المجال هو ليس أكثر من كونه مضيعة للوقت والجهد وارهاقاً على الاذن والذهن بل ومما يدعم ذلك هو ظنهم القوي بأن أحدهم سيكون «أبو العريف» فيما إذا اقتحم هذا المجال وان العيب ليس في صعوبة هذا الميدان وانما العيب في الافراد السابقين الذين لم يدركوا كيفية الاستفادة من الفرص ومن تشغيل عقولهم في الحصول على المادة.. وطبعاً هذا هو «الفخ» وهو «برمودا التجارة» الذي يبتلع الأموال «بلا عودة» وفي النهاية يضرب الفرد كفاً على كف ويستسلم لتلك الأرواح التي سرقت وفتكت بأمواله وهو آخر المطاف «عود من عرض حزمة» ذهب مع الريح ولم يبق إلا الشيب الذي «فز» في بيداء رأسه من هول ما اصابه من تجارب تجعله يسلم في النهاية بأن الامر يحتاج إلى قدرة وحنكة وشخصية مناسبة قبل كل شيء.ان الأمر لم يكن كما يظن «شوربة» تحتوي على جزر + بطاطس + كوسة وحتى لو كانت شوربة فكما يقال «الرك» على الطباخ!!.
الحلم ليس كل شيء و«تصفيط» «البشت» على الساعد ليس الهدف والمكتب الطويل العريض وتنصيب الذات في إدارة على موظفين ليس اللب واللوحة باسم الشركة أو المؤسسة وخطوط الهاتف العشرة والتمويلات و«الأنسرمشين» و«الكروت» الموزعة بالاسم كل هذا هراء في هراء.. وعضلات تفتل ليتها تفتل على «سنع» كما يقولون في نجد.
إذاً متى يدرك الفرد قدراته..؟ متى يدرك ان العمل الخاص يحتاج إلى صفات لا تتوفر في أي فرد ولا تضمها أي شخصية.. الأمر ليس بسهولة ولكن متى نقنع أولئك المندفعين.. صحيح ان الأرزاق بيد الله ولكن التفكير أيضاً لا بد ان يأخذ مجراه قبل البدء في أي خطوة عملية.
والطامة الكبرى ان يكون هذا الرجل يعول أسرة ففي هذه الحالة تكون المصيبة قد حلت بالجميع!! وهنا ما ذنب هذه الأسرة لهذا التفكير «الجهنمي».. وما ذنبهم بهذا «البزنس» نعم «البزنس» وما ادراك «ما البزنس»؟!
هل يفكر البعض ولو لوهلة قبل التهور وهدم ما قد بني سنين طويلة..؟!
نعم.. ينسى قليلاً «الكروت» و«الفخفخة» التي ربما تضيعه في يوم ما.. وللحديث بقية.. والله الموفق.