ولسنا على حلو القضاء ومرّه
نرى حكماً فينا، من الله أعدلا
بلا خلقه بالخير والشر فتنة
ليرغب فيما في يديه ويسألا
ولم يبغ إلا أن يبوء بفضله
علينا، وإلا أن نتوب فيقبلا
هو الأحد القيوم من بعد خلقه
وما زال في ديمومة الملك أولا
وماخلق الإنسان إلا لغاية
ولم يترك الإنسان في الأرض مهملا
كفى عبرة أني وأنك يا أخي
نصرف تصريفاً لطيفاً ونبتلى
توهمت قوماً قد خلوا فكأنهم
بأجمعهم كانوا خيالاً تخيلا
لقد كان أقوام من الناس قبلنا
يعافون من هن الحلال المحللا
أبى المرء إلا أن يطول إغتراره
وتأبى به الحالات إلا تنقلا
إذا أمَّل الإنسان أمراً فناله
فما يبتغي فوق الذي كان أمّلا
وكم ذليل عزَّ من بعد مذلة
وكم من رفيع صار في الأرض أسفلا
وكم من عظيم الشأن في قعر حفرةٍ
تلحف فيها بالثرى وتسربلا
إذا اصطحب الأقوام كان أذلهم
لأصحابه نفساً أبرَّ وأفضلا
وما الفضل في أن يؤثر المرءُ نفسه
ولكن فضل المرء أن يتفضلا.