من أجلها أعود للكتابة عن المدير.. حكى لي أحدهم أنه يحكى في مكان ما، ليس على كوكبنا الأرض وزمان ما، لا ينتمي لا للسنة القمرية ولا الشمسية.. شيء ما هو شيء وواحد ولا واحد إلا الله، واللي عليه ذنب يقول استغفر الله.
وذات يوم وذلك المدير «يحاول» ممارسة العمل، كنت قد أنهيت عملي وبدأت أتابع تحركاته عن بعد، حيث إن المتابعة أحد أساليب جمع معلوماتي لإثبات وعدم نفي صحة يقينياتي، وفجأة وبدون سابق إنذار أو تحذير لاحظت وجود شيء ما في رأس المدير... شيء يخفي خلفه ظلاماً دامساً... وبدأت في التدقيق والتدقيق حتى بدى لي انزعاج المدير واضحاً من فضولي... ما هذا؟؟؟ إنه ثقب في رأسه!! وحاولت التدقيق أكثر وأكثر... وحاولت الاقتراب، واو وااااااو يا للروعة ما هذا؟... أخيراً تحقق الحلم وسوف أرى تروس دماغه كيف تتحرك!!، ما هذا الذي أرى إنه فعلاً ثقب في رأس المدير!! وشعر المدير بالإضافة إلى فضولي بشيء من البرودة تخترق دماغه، ولعله شعر بوجود الثقب.. سحب جزءاً من شماغه «شماغ كل النجوم» وحاول تغطية الثقب.. وبدا عليه الارتباك، ولعل نظراتي اللحوحة المترصدة زادت من توتره وارتباكه، ولكن الثقب بدأ في الاتساع والاتساع... حتى لم تعد قطعة الشماغ تخفيه... وبدأ محتوى ذلك التجويف يتضح.
لم يعد هناك حاجة لاقترابي أكثر فالصورة واضحة جداً للعيان والأعيان، ها هي التروس تتحرك ببطء شديد وكأنها بحاجة إلى زيوت العالم لتحريكها... واو وهذا مركز القرارات... لا يعمل به أحد... إذا من يصنع له كل تلك القرارات الجوفاء الارتجالية؟؟ وبدأت أنظر يميناً ويساراً داخل التجويف وهو يحاول التغطية ولكن هيهات «فالشق أكبر من الرقعة»، ولكم تمنيت أن أعرف ماذا يدور بذلك الرأس!! رغم أن البعض من زملائي ذكروا لي بأن هناك نظرية مفادها أن تستطيع تحديد شخصية المدير من المحيطين به، إذ يدعون أن المدير الذي يحاول الالتفاف بضعاف الشخصية المؤجرين للطابق العلوي من أجسامهم هو شخص «يستقوي بضعفهم»، والمدير الذي يرفض أن يكون في زمرته إنسان ناجح هو شخص يخشى من انكشاف فشله.
وتابعت النظر إلى التجويف، الحقيقة إن التجويف كان فعلا أجوف... لكن به مسرح للعرائس بالداخل... يا للعجب!! ومن يوجه تلك العرائس ويعبث بها؟.. تابعت الخيوط... ووجدتها تتجه... تتجه إلى أين؟ وهي تتدلى للأسفل لموقع القدم؟ الأقزام يديرون مسرح العرائس!.. والتروس تئن من الصدأ..! وبقيت أرقب لفترة حتى أحسست بتمتمات من حولي وتلفت لأرى بقية الموظفين الأطول بعض شيء من الأقزام منهمكين بمتابعة الإنترنت ينظرون بذات الاتجاه... وبدا على وجوههم الوجوم والاستغراب!! ولعلها الحسرة بعد أن ربحت التحدي.. الذي تمنيت لو لم أربح.