| فنون تشكيلية
أجزم بأن العنوان غريب مؤكدا أن هذا القول لم يمر على أذن أي من التشكيليين إياهم أو انهم يتجاهلونه ولهذا كنت أعني به مراعاة اختلاف صيغته من مكان إلى آخر ومن شخص إلى غيره فمن الفنانين من تحركه الريح كيف شاءت دون أن يكلف نفسه الوقوف بإصرار أمام المؤثرات التي يتلقاها ويمر بها وهذه الفئة تفتقد الثقة بقدراتها نتيجة عدم تفعيل ملكات الابتكار لديها واعتمادها على تجارب الآخرين فالمنتمون لتلك الفئة لا يترددون في أن يقلدوا عملا قدمه زميل لهم وجد الإعجاب نتيجة للجهد وللمحاولات الدائمة والدائبة منه مع أن التقليد عكس التأثر وما يتم في المعارض وما يحدث من استنساخ أصبح ظاهرة غير صحية في الفن التشكيلي أدت إلى تراجع المستوى العام نتيجة للتكرار والتبعية العمياء ونراه بشكل أكثر وضوحا في أعمال الفنانات إذ يتبين للمشاهد خصوصا المتابع المتمعن في مسيرة تطور العمل من مرحلة إلى أخرى لدى الفنانين أن هناك نقلة سريعة من لوحة إلى لوحة ومن معرض لآخر في وقت قصير لمجرد أن هذا الفنان أو الفنانة شاهدا لوحة لزميل لهم حققت فوزا في مسابقة أو استخدم فيها أسلوباً معيناً أو عناصر جديدة فأخذوا في تقليده بسلبياته وإيجابياته حتى لو لم تكن تجربته ناضجة ومدروسة، وهكذا في المرات اللاحقة حتى يجدوا أنفسهم في غابة من التجارب والخامات والأساليب لا يستطيعون الخروج منها ونحوا الخصوصية ولا الرجوع إلى بداياتهم. ولنا في هذه الظاهرة الكثير من الأدلة والبراهين يمثلها فنانون ما زالوا يبحثون عن أنفسهم من بين ما علق بهم من تقليد للآخرين وعبر أكثر من تجربة يمكن كشفها عند العودة للإصدارات الخاصة بمسيرتهم أو بما تتضمنه كتيبات وإصدارات المعارض التي شاركوا بها وعلى مدى عمرهم الزمني.
حال التشكيليين مؤسفة
ظاهرة التباغض والتنافس السلبي تتفشى في كل محيط إبداعي أدباً كان أم فنوناً مع الافتراض في هؤلاء النخبة التي وهبت بما لم يوهب به غيرهم أن يكونوا أكثر شاعرية ورقي تعامل وأكثر التفافا على بعضهم البعض، تلك المواقف أو المشاحنات اكتشفت للآخرين خصوصا محيط الفن التشكيلي الذي أصبح من فيه يأكل بعضه البعض كما جاء على لسان أحد المعجبين بالظاهر من هذا الفن وصدم بباطنه إذ يقول ان ما نراه في وجوه التشكيليين حينما يلتقون في المعارض أو المناسبات من انشراح وابتسامات عريضة وأخذ بالأحضان عكس ما يتم في الخفاء .
أما الأسوأ كما يقوم محدثي عن المجموعات التشكيلية «ليس وقفا على منطقة معينة» ممن نجدهم يبحثون عن تحقيق الأهداف من منطلق المنافسة والتواجد حينما يصل الأمر إلى اختيار المسؤول عنهم أو المتحدث تبدأ الحقيقة تتكشف ويأخذ كل منهم في الطعن والاتهام والتقليل من العضو الآخر ويضيف هذا المتحدث مستشهدا بالكثير من الحقائق أن هذا الواقع وتلك الحال تسببت كثيرا في تراجع العطاء والتواجد.
ونحن نضيف للصديق العزيز أن العلاقات بين التشكيليين ستكون أكثر سوءا مما قال في حال الاستماع للأفواه الناعقة رغم قلة عددها تلك والتي تعيش في المجتمعات المنتجة والمبدعة منذ أن خلقت الدنيا، يعرفهم الجميع ويتحاشون التعامل معهم وان قدر ذلك فبحذر فهي لا تستطيع العيش دون أن تمس هذا الفنان وتقذف ذاك بما ليس فيه سعيا لإقناع «البعض» بأنهم الأفضل إلا أننا متفائلون بأنه لا يصح الا الصحيح ولهذا أصبحت أعدادهم تقل أمام الصادقين من البقية الأكثر فعلا وتفاعلا مع هذا الفن ومع ما يجده من دعم رسمي واهتمام جعله في مقدمة العطاء الثقافي وسفيرا للإبداع وممثلا بكل جدارة لرموز الحضارة والرقي والوعي الجمالي.
monif@hotmail.com
|
|
|
|
|